يتم التحميل...

أين الجنة؟

الموضوعات الغيبية في القرآن

ولعل البعض يقول : اين يقع بالدقة مثل هذا الوجود الذي هو كعرض السما والارض؟ وكيف يمكن وجود مثل هذا الشي دون ان تطاله حواسنا؟

عدد الزوار: 30

يـطـرح هذا السؤال جديا مع الاخذ بنظر الاعتبار قضيتين :

الاولى وهي ان الجنة موجودة الان طبقا للشواهد من الايات والروايات.

والـثـانـيـة ان عرض الجنة كعرض السما والارض (استنادا الى صريح الايات).

ولعل البعض يقول : اين يقع بالدقة مثل هذا الوجود الذي هو كعرض السما والارض؟ وكيف يمكن وجود مثل هذا الشي دون ان تطاله حواسنا؟

وقـد اجـاب جماعة عن مثل هذا السؤال بقولهم : تفيد الايات القرآنية ان الجنة موجودة في السماء ، اخبرت الاية (15) من سورة النجم ان عروج النبي كان الى السماء حيث : ﴿عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (وهذه النقطة هي اسمى وارفع نقطة في السماء) رغم ان البعض اعـتـبـرهـا الـجـنـة الـبرزخية التي تصعد اليها ارواح الشهدا او انها جنة آدم ، ولكن كلا هذين الاحتمالين يخالف معنى التعبيرالظاهري لجنة الماوى.

وجـا فـي الايـة (22) مـن سـورة الـذاريات ﴿وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ اذ يعتقد كثير من المفسرين ان المقصود من ﴿تُوعَدُونَ هي جنة الخلد التي وعد اللّه بها عباده ، وقال جماعة ان هذا يشمل الجنة والنار رغم قول البعض ان الغرض هو الاشارة الى العذاب الدنيوي الذي ينزل على الكفار والجبابرة (كعذاب قوم نوح وقوم لوط وامثالهما).

مـحـصلة هذا الكلام هو ان جنة الخلد تقع في ماروا السماء الدنيا وسعتها كعرض السماء والارض او انـهـا اوسع من ذلك بعدة مرات لعدم وجود ما هو اوسع من هذا البيان ليصف به القرآن سعة الجنة ، وعلى هذا الاساس فهي موجودة ومكانها في السماء وسعتها كعرض السماء والارض في هذه الدنيا.


*نفحات قرأنية /6/ بحث الجنة / اية الله مكارم الشيرازي.

2015-02-01