الحقيقة الوجوديّة والخلقة النورانيّة للرسول الأعظم (ص)
ولادة الرسول الأكرم(ص)
فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان سراجًا منيرًا... وليس من شأن السراج أنّه إذا أراد الإنارة أنار، وإن لم يرد لم يُنِر. فالسراج منيرٌ أراد أم لم يُرد.
عدد الزوار: 338السراج المنير
قال الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا
إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا﴾1،
فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان سراجًا منيرًا... وليس من شأن السراج أنّه إذا
أراد الإنارة أنار، وإن لم يرد لم يُنِر. فالسراج منيرٌ أراد أم لم يُرد. أينما كان
وجوده، يجعل ذلك المحيط منوّرًا ونورانيًّا. لقد شبّه الله سبحانه الرسول بالسراج،
ليس السراج المطفأ، بل المضيء: السراج المنير. أينما يكون، يجعل جوّ حياة الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم وذلك المحيط منوّرًا أساسًا. كان ينير الجوّ بأخلاقه،
بمسلكه، بطريقة عمله، بتعامله، بعلمه، بحكمته، سواءٌ أعطى الدروس لأحد أم لا. لم
يكن نورُ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يضيء فقط حين كان يذهب إلى المسجد ويعِظِ
الناس، بل كان ينير أيضًا عندما كان يجلس في بيته، وحين يكون ساكتًا، وعندما كان
يمشي، وحين يكون في ميدان القتال، في كلّ تلك الأوضاع والأحوال، كان وجود الرسول
ينير، كان مُنَوِّرًا ومنيرًا في الوقت نفسه، وذلك لأنّ تمام حركات الرسول وسكناته
وأقواله وأعماله، كانت كلّها في خدمة الله وفي سبيل الله2.
البشارة بالرسالة في أخبار الأديان السابقة
قال تعالى: ﴿الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا
عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ﴾3،
حيث بشّر4 كلا هذين الكتابين بمجيء5 الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم.
* كتاب الشخصية القيادية لرسول الإسلام محمد (ص) في فكر الإمام الخامنئي دام ظله، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- سورة الأحزاب، الآيتان 45 و
46.
2- خطاب في لقاء الأخوة في الحماية الشخصيّة (9/8/1365)(31/10/1986).
* الإمام الخميني، الأربعون حديثًا، ص 551:
إعلم أنّ لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلاممقامًا روحانيًّا شامخًا، في السير
المعنويّ إلى الله، يفوق قدرة استيعاب الإنسان حتّى من الناحية العلميّة، وأسمى من
عقول ذوي العقول وأعظم من شهود أصحاب العرفان. كما يُستفاد من الأحاديث الشريفة،
أنّهم صلوات الله عليهم يشاركون الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في مقام
الروحانيّة، وانّ أنوارهم المطهّرة كانت تسبّح وتقدّس للذات المتعالية قبل خلق
العالم. إنّ الأحاديث المأثورة في طينة أبدانهم، وخلق أرواحهم ونفوسهم، وفيما
مُنِحوا من الاسم الأعظم، والعلوم الغيبيّة الإلهيّة من علوم الأنبياء والملائكة،
ومّما هو أعظم ممّا لا يخطر على بال أحد، وهكذا الأخبار المنقولة في فضائلهم في
مختلف الأبواب من الكتب المعتبرة وخاصّة كتاب أصول الكافي، إنّ مثل هذه الأخبار
كثيرة إلى الحدّ الذي تبعث على تحيّر العقول، ولم يقف أحد على حقائقهم وأسرارهم
عليهم الصلوات إلّا أنفسهم.
3- سورة الأعراف، الآية 157.
4- ... من جملة هذه البشارات الآيات 14 و15من كتاب يهودا الذي يقول: "الآن يأتي
الرب مع 10 آلاف من المقدّسين ليحكم الجميع ويدين كلّ من لادين له و... (نقل من
النص)"، حيث ينطبق العشرة آلاف مقدّس فقط على أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
الذين كانوا معه في قصّة فتح مكّة.(مختصر حياة محمّد، السيد هاشم رسول محلّاتي، ص7)
وقد ورد في الفصل الرابع من إنجيل يوحنّا (16 و17 و25 و26: إذا كنتم تحبّونني،
فاحفظوا أحكامي، وسوف أطلب من أبي و... سيكون معكم دائمًا."الخلاصة، الحقيقة التي
لا يمكن تقبّلها، لأنّه لا يراها ولا يعرفها. أنتم تعرفونها، ذلك أنّها تبقى معكم
وسوف تكون فيكم. لقد قلت لكم ما دمت فيكم، لكنّ فارقليط الروح القدس الذي يرسله
الله باسمي، سوف يعلّمكم كلّ شيء، وسوف يذكركم بكلّ ما قلته لكم". طبقًا للتحقيق،
الفارقليط التي تُرجمت بالعربيّة "بركليتوس" بمعنى "أحمد"، وقد ترجمه مترجمو
الأناجيل عمدًا أو خطًا بـ "المسلّي"! ( آية الله جعفر سبحاني، نور الأبديّة، ص89)
5- سلسلة أبحاث أصول العقائد.