يتم التحميل...

الكتاب الكريم لا ريب فيه

السيد مصطفى الخميني

إعلم يا أخي في الله ويا عزيزي السّالك: أنّ ذلك الكتاب لا ريب فيه، فإذا اجتهدت في تعلّمه وفي التعيّن بحقيقته وفي التّشخّص بشخصيّة مثله، كنت في النّشأة العلميّة عين تلك البارقة الإلهيّة والحقيقة الملكوتيّة،

عدد الزوار: 25

إعلم يا أخي في الله ويا عزيزي السّالك: أنّ ذلك الكتاب لا ريب  فيه، فإذا اجتهدت في تعلّمه وفي التعيّن بحقيقته وفي التّشخّص بشخصيّة مثله، كنت في النّشأة العلميّة عين تلك البارقة الإلهيّة والحقيقة الملكوتيّة، فلا يكون لديك ريبٌ أيضاً، فلماذا لا تحبّ أن تكتسي لباسه؟! ولماذا لا تشتاق إلى أن تسلك سبيله، حتى ينتفي الرّيب كلّه عن ذاتك؟! أفما كان أمير المؤمنين عليه السلام وأولاده المعصومين عليهم السلام من هذه النّشأة؟! أفما كانوا وما كان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من الكائنات الواقعة في الزّمان والملازمات لهذه المادّة والمدّة؟! فإذا كانوا كذلك فكيف ارتقوا إلى تلك المقامات، وتعيّنوا بتلك الصّفات، حتّى نفي عنهم الرّيب؟! فكن بعين الله على بصيرةٍ من أمرك، فتلحق بالصّالحين، وتحشر في زمرة المتّقين، وإذا تعيّنت بعين الكتاب في النّشأة العلميّة، وتصوّرت بتلك الصّورة البهيّة النّاضرة، فلا يكون الصّادر منك إلا ما يسانخك في الوجود، فإنّه لا يصدر من الحسن كلّه إلا الحسن كلّه. فيا أيّها المسلم المؤمن، لا تيأس من روح الله، فإنّ السّالك في الله يعشق الله، فإمّا يصل إلى عشقه ومناه، أو يموت في طريق عشقه وأمنيته، وعلى كل حالٍ هو الفائز بالدّرجة العليا، والنائل لأعلى علّيين في الدّار الآخرة والعقبى. والله المعين على ما يصفون.


* من كتاب بصر الهدى، سلسلة وصايا العلماء، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

2013-12-09