يتم التحميل...

كن مع الله

السيد مصطفى الخميني

... يا أخي في الله، ويا نفسي الّتي بين جنبيّ! خفِ الله قبل كلّ شيءٍ، واحذروا فإنّ الطّريق صعبٌ والسّدود كثيرةٌ، وإذا ترى ضعفاً في جهدك، وفتوراً في قواك،

عدد الزوار: 22

... يا أخي في الله، ويا نفسي الّتي بين جنبيّ! خفِ الله قبل كلّ شيءٍ، واحذروا فإنّ الطّريق صعبٌ والسّدود كثيرةٌ، وإذا ترى ضعفاً في جهدك، وفتوراً في قواك، فهل إلى النّجاة ترى من سبيلٍ، وإلى الجنّة تجد الصّراط المستقيم؟ وهل بالفرار من المصائب تكون الرّجعة، وإلى العدم والوراء يمكن الاهتدام؟ كلّا ثمّ كلّا، فكن مع الله في جميع الحالات ﴿وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ، ولا تيأس من روح الله، فإنّه لا ييأس من روح الله إلا القوم الفاسقون، وكن على بصيرةٍ من أمرك، فإنّ الإنعامات الإلهيّة والعنايات الرّبانيّة- في جميع الآنات الزّمانيّة والدّهريّة - تعشق المربوبات، وتفي بالشّرائط والمقتضيات، إلا أن منها ما هو بأمرك وتحت اختيارك، وهي إرادتك في الأمور وعزمك على الحوادث في الدّهور، حتّى لا تضمحلّ قدمك ولا يتدكدك رأيك. فإنّ الرّحمة الواسعة الكليّة والقدرة الجامعة البسيطة، ربما تشمل العبد في حالٍ من الحالات حتى يفيء إلى أمر الله، ويفنى في فنائه، ويحشر يوم القيامة مع المتّقين، ويكون في الجنّة مع المقرّبين والتّوّابين، "ألا وإنّ لله في أيّام دهركم نفحاتٍ ألا فتعرّضوا لها".


* من كتاب بصر الهدى، سلسلة وصايا العلماء، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.

2013-12-03