معطيات نهضة عاشوراء
إضاءات عاشورائية
كان لاستشهاد أبي عبد الله وأنصاره في كربلاء دور في توعية الأمة، وحقن دماء جديدة في شرايين المجتمع الإسلامي، لقد حطّم استشهاد الحسين تلك الأجواء المقيتة، وظلّت نتائج تلك الملحمة خالدة على مدى التاريخ،
عدد الزوار: 268
كان لاستشهاد أبي عبد الله وأنصاره في كربلاء دور في توعية الأمة، وحقن دماء جديدة
في شرايين المجتمع الإسلامي، لقد حطّم استشهاد الحسين تلك الأجواء المقيتة، وظلّت
نتائج تلك الملحمة خالدة على مدى التاريخ، ولقد برزت التأثيرات السياسية لتلك
الواقعة في أفكار الناس حتّى أثناء سبي أهل البيت، إذ أن السبايا لما بلغوا تكريت
في طريقهم إلى الشام، اجتمع المسيحيون في كنائسهم هناك وضربوا النواقيس حزناً على
مقتل الحسين عليه السلام ولم يسمحوا للجنود بدخولها.
و لما وصلوا مدينة "لينا" اجتمع أهاليها، وصاروا يحيّون الحسين وأهل بيته ويلعنون
الأمويين وأخرجوا الجنود منها. وقد امتنع الجنود عن دخول "جهينة" لمّا سمعوا أن
أهاليها قد تأهبوا لقتالهم، وتوجّهوا نحو قلعة "كفر طاب" لكن أهلها منعوهم منها،
فساروا نحو "حمس" ولقيهم أهلها بشعار "أكفراً بعد إيمان، وضلال بعد هدى؟" واشتبكوا
معهم وقتلوا عدداً منهم (عاشوراء في الأدب العاملي المعاصر: 54 نقلاً عن منتخب
الطريحي ومقتل أبي مخنف).
من جملة نتائج ملحمة عاشوراء يمكن الإشارة إلى ما يلي:
1- إنهاء الهيمنة الدينية لبني أمية على أذهان
الناس.
2- شعور المجتمع بالذنب والتقصير لعدم مناصرة الحقّ،
وإداء التكليف.
3- هدم مشاعر الخوف والهلع من النهوض ومقارعة الظلم.
4- فضح حقيقة يزيد والسلطة الأموية الحاكمة.
5- إيقاظ روح المقاومة لدى الناس.
6- ترسيخ دوافع المواجهة لدى أصحاب الثورات.
7- ظهور قيم جديدة مستمدة من عاشوراء والحسين.
8- قيام ثورات عديدة مستلهمة من ملحمة كربلاء.
9- صار عاشوراء ملهماً لجميع النهضات التحررية
والحركات الثورية في التاريخ.
10- تحوّلت كربلاء إلى مدرسة للمحبّة والإيمان،
والجهاد والشهادة لجميع الأجيال الشيعية الثورية.
11- ظهور قاعدة راسخة وعميقة للأعلام على مدى التاريخ
تقوم على محور شخصية واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
ومن جملة الثورات الشيعية التي قامت بعد عاشوراء يمكن
الإشارة إلى "ثورة التوابين"، و"ثورة المدينة"، و"ثورة المختار" و"ثورة زيد" و… ألخ.
وقد أشار أحد الكتّاب إلى معطيات واقعة كربلاء ولخّصها بما يلي:
1- انتصار الإسلام وصيانته من الضياع.
2- هزيمة الأمويين من الساحة الفكرية بين المسلمين.
3- بروز أهل البيت كنماذج لقيادة الأمة.
4- تبلور البعد العقائدي لدى الشيعة على محور الإمامة.
5- تماسك صفوف الشيعة في خندق المواجهة.
6- خلق شعور اجتماعي لدى الناس.
7- ازدهار الطاقات الأدبية وظهور أدب عاشوراء.
8- انتشار منابر الوعظ والإرشاد كأداة لتوعية الناس.
9- مواصلة الثورة عن طريق التمهيد للثورات التي وقعت
في أعقابها (للإطلاع على مزيد من التفاصيل راجع: حياة الإمام الحسين باقر شريف
القرشي 436: 3).
لقد فتحت واقعة كربلاء جبهة المعارضة للحكومة الأموية ومن بعدها العباسية، سواء
بشكل فردي حيث دفعت ذوي النفوس الأبية للخروج على الحكومة وفضح ماهيّتها، أم بشكل
المواجهة الجماعية وقيام الثورات الشاملة في مدينة معيّنة أو منطقة واسعة(راجع في
هذا المجال كتاب: الانتفاضات الشيعية لهاشم معروف الحسني، وكتاب الأئمة والحركات
الدينية لمحمد تقي المدرسي).
* موسوعة عاشوراء /المؤلف حجة الإسلام و المسلمين الشيخ جواد محدثي 2013-11-21