مواجهة أبي عبد الله عليه السلام لتحويل الإمامة إلى سلطنة
عاشوراء في فكر الولي
من هو الذي وقف في الجهة المقابلة للحسين بن علي (عليه السلام)؟ إنها تلك الحكومة الظالمة الفاسدة المنحرفة (المتجسد عملها في): "يعمل في عباد الله بالجور والعدوان"،
عدد الزوار: 217
من هو الذي وقف في الجهة المقابلة للحسين بن علي (عليه
السلام)؟ إنها تلك الحكومة الظالمة الفاسدة المنحرفة (المتجسد عملها في):
"يعمل في عباد الله بالجور والعدوان"، فشاخصها الأساس أنها كانت تتعامل مع
الأمة الرّازحة تحت نيرها ومع عباد الله وخلقه بالظلم والعدوان والغرور والتكبر
والأنانية والاستعباد، وهذه كانت الخصوصية البارزة لتلك الحكومة. فقد تنكّرت
للمعنويات والالتزام بحقوق الناس. وكانت قد بدّلت الحكومة الإسلامية إلى تلك
الحكومة الطاغوتية نفسها التي كانت سائدة في الأرض قبل الإسلام وخلال أحقاب التاريخ،
في حين أن من أبرز مزايا النظام الإسلامي هي الحكومة، وإن من أبرز مظاهر (مرافق)
المجتمع المثالي الذي يريد الإسلام تشييده هو شكل الحكومة وطبيعتها وسيرة الحاكم.
وكما عبّر عظماء ذلك العصر إنهم (أي سلاطين الجور) بدّلوا الإمامة إلى سلطنة.
والإمامة إنما تعني قيادة ركب الدين والدنيا، في قافلة، فيسير الجميع نحو هدف سامٍ
وباتجاه واحدٍ، وهناك شخص يرشد الباقين(غيره)، فإن ضلَّ أحدهم انتشله وأعاده إليها،
وإذا تعب أحدهم حثّه على مواصلة الطريق، وإن أصيبت قدم واحد عالجها، ويرفد الجميع
بالعون المعنوي والمادي، وهذا ما يصطلح عليه في القاموس الإسلامي بـ"الإمام"، أي
إمام هدى، والسلطنة هي في الجهة المقابلة. والسلطنة التي بمعنى الملكية الموروثة هي
أحد أشكال السلطنة، لذلك لا يطلق على بعض السلاطين في العالم اسم سلطان، لكن
بواطنهم سلطوية تختزن التسلط على البشر، فأيّما شخص جاء وفي أية حقبة تاريخية -
وأيّاً كان اسمه - إذا ما قابل شعبه أو الشعوب الأخرى بمنطق القوة فذاك ما يسمى
"سلطنة".
وفي عهد الإمام الحسين بدّلوا الإمامة الإسلامية إلى ذلك الشيء الذي: "يعمل في
عباد الله بالجور والعدوان".
فكان أن انبرى الإمام الحسين لمقارعة هكذا وضع.
* من كتاب (دروس من عاشوراء)، للإمام السيد علي الخامنئي دام ظله -يصدر قريباً-. 2013-11-15