يتم التحميل...

عاشوراء، إقامة العدل والقضاء على الطواغيت

عاشوراء في فكر الولي

إن أفدح أخطاء البشرية - على مر التاريخ - وأكثر وزلاتها وتجرّدها عن التقوى كانت في مجال الحكم، وإن الزلات والخطايا التي صدرت عن الحكام ومَنْ بيدهم زمام الأمور والمتسلطين على مصائر الشعوب مما لا يمكن مقارنتها بأعظم الذنوب الصادرة

عدد الزوار: 190

إن أفدح أخطاء البشرية - على مر التاريخ - وأكثر وزلاتها وتجرّدها عن التقوى كانت في مجال الحكم، وإن الزلات والخطايا التي صدرت عن الحكام ومَنْ بيدهم زمام الأمور والمتسلطين على مصائر الشعوب مما لا يمكن مقارنتها بأعظم الذنوب الصادرة عن بسطاء الناس وعامتهم. وفي هذا المجال، قلّما تحلى الإنسان بالتعقل والأخلاق والحكمة، وقلّما عمّ المنطق فيه قياساً إلى سائر ميادين الحياة البشرية.

وإن الذين دفعوا ضريبة هذا التجرد عن التعقل والمنطق وهذا الفساد والانغماس في الخطيئة هم عموم الناس، تارة أبناء المجتمع الواحد وتارة أخرى شعوب مجتمعات متعددة. ولقد تشكّلت هذه الحكومات بادئ الأمر بصورة استبداد فردي ثم انتقلت إلى الاستبداد الجماعي المنظّم بفعل التطور الحاصل في المجتمعات البشرية. لهذا فإن أبرز وظائف أنبياء الله كان التصدي للطواغيت ومواجهة من فرّطوا بالنعم الإلهية، ﴿إذا تولّى سعى في الأرض ليُفسدَ فيها ويُهلكَ الحرث والنسل، تتحدث الآية القرآنية بهذا العبارات المثيرة (المرعبة) عن هذه الحكومات الفاسدة التي سعت إلى أن يستشري الفساد، ﴿ألَمْ تَرَ إلى الذين بدَّلوا نعمة الله كفراً وأحلّوا قومهم دار البوار* جهنّم يصلونها وبئس القرار، فهؤلاء بدَّلوا النعم الإلهية والإنسانية والطبيعية كفراً، أدخلوا الناس ـ الذين كان يُفترض بهم التنعم بهذه النعم ـ في نارهم التي أعدّوها بكفرهم وأحرقوهم فيها. والأنبياء عليه السلام إنّما وقفوا بوجه هؤلاء.


* من كتاب دروس من عاشوراء، للإمام السيد علي الخامنئي دام ظله-يصدر قريباً-.

2013-11-13