خطبة الإمام الحسين عليه السلام الثانية
محرّم
نعزي الإمام صاحب العصر والزمان عجّل الله فرجه الشريف وولي الأمر في غيبته الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي وعموم المؤمنين بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السّلام.
عدد الزوار: 540خطبة الإمام الحسين عليه السلام الثانية في اليوم العاشر من محرّم
نعزي الإمام صاحب العصر والزمان عجّل الله فرجه الشريف
وولي الأمر في غيبته الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي وعموم المؤمنين بذكرى استشهاد
الإمام الحسين عليه السّلام.
و مما ورد في خطبته عليه السّلام في اليوم العاشر من محرم:
ثمّ إنّ الحسين عليه السّلام ركب فرسه، وأخذ مصحفاً ونشره على رأسه، ووقف بإزاء
القوم وقال: "يا قوم، إنّ بيني وبينَكم كتاب الله وسنّة جدّي رسول الله صلى الله
عليه وآله". ثمّ استَشهدَهم عن نفسه المقدّسة وما عليه من سيف النّبي صلى الله عليه
وآله ولامَته وعمامَته فأجأبوه بالتصديق. فسألهم عمّا أخذهم على قتله؟ قالوا: طاعةً
للأمير عبيد الله بن زياد، فقال عليه السّلام: "تبّاً لكم أيّتها الجماعة و تَرحاً
(حزنا)، أحين استَصرَختُمُونا والِهين فأَصرَخنَاكم مُوجِفِين (مسرعين)، سَلَلْتم
(نشرتم)
علينا سيفاً لنا في أيمانكم وحشَشْتم علينا ناراً (أوقدتم في داخلنا نارا) اقْتَدَحْناها على عدوّنا وعدوّكم، فأصبحتم إلباً لأعدائكم على أوليائكم (أي سعيتم
مع عدونا علينا)، بغير عدل أفشَوه فيكم ولا أمل أصبح لكُم فيهم. فهلاّ لكم الويلات!
تركتُمونا والسَّيفُ مَشيمٌ (المراد أنه ما زال في غمده) والجَأشُ
(القلب) طَامنٌ (ساكن) والرأي لَما يٌستَحْصَفُ
(يَستَحكم)، ولكنْ أسرعتم إليها كطِيْرَةِ
(الطيش) الدَّبَا (أحد أنواع الحشرات شبيه الجراد) وتَدَاعَيتم عليها كتَهَافت الفراش، ثمّ
نَقَضّتُموها، فسحقاً لكم يا عبيد الأمّة وشذَّاذَ الأحزاب ونَبَذَةُ الكتاب
ومحرِّفي الكلِم وعُصبةُ الإثْم ونَفَثَة (نفخة) الشيطان ومطفِئِيّ السّنَن!
وَيْحَكُم أهؤلاء تَعضِدُون وعنّا تَتَخَاذَلُون! أَجَل واللهِ غَدْرٌ فِيْكم
قَدِيمٌ وَشَجَتْ (اشتبكت) عليه أُصولُكم وتَأَزَّرَتْ
(أحاطت) فُرُوعَكم فكُنتُم
أَخْبَثَ ثَمَرة، شَجَىً (غصة) لِلنَّاظرِ وأَكَلَةً للغَاصِبِ! أَلا وإنّ الدّعيّ
بنَ الدعيّ قَد رَكَزَ بين اثنتَين، بين السِّلة والذِّلَّة، وهَيهَات مِنَّا
الذِّلَّة، يَأْبي اللهُ لَنَا ذلك ورسولُه والمُؤمنون وحُجُورٌ طابت وطَهُرَت
وأُنُوفٌ حَميّة ونُفُوسٌ أبيّة، مِن أَن نُؤْثِر طاعةَ الِّلئامِ مِن مَصَارِعِ
الكِرامِ، أَلا وإنِّي زاحِفٌ بهذه الأُسرةِ على قلَّةِ العَدَدِ وخُذْلانِ
النَّاصر.
ثمّ أنشَد أَبياتَ فَروَةَ بنِ مُسيكٍ المُرادي.
فـقل لـلشامتين بـنا أفيقوا***سـيلقى الـشامتون كما لقينا
إذا مات الموت رفَّع عن اُناس***بـكـلكله أنــاخ بـآخرينا
أَما واللهِ، لا تَلبِثُون بعدها إلاّ كَرَيْثَمَا يَركبُ الفَرَس، حتّى تدورَ
بِكُم دَورَ الرَّحَى وتَقْلَقَ بكُم قَلَقَ المِحْوَر، عهدٌ عَهَده إليَّ أبي عن
جدّي رسول الله، فاجمَعوْا أَمرَكُم وشُرَكَاءَكم، ثمّ لا يكن أَمرُكُم عليكُم
غُمَّةً ثمّ اقْضُوا إليَّ ولا تَنْظُرون، إنّي توكّلت على الله ربّي وربّكم، ما
مِن دابّةٍ إلاّ هو آخذٌ بنَاصِيتِها إنّ ربّي على صِراطِ المُستقيم". ثمّ رفع
يدَيه نحو السّماء وقال: "اللهمّ، احبسْ عَنهُم قَطرَ السّماءِ، وابعَثْ علَيْهِم
سِنِيْنَ كَسِنيِّ يوسف، وسلِّط عليهم غُلامَ ثَقِيفٍ يَسقِيهم كأساً مُصْبَرَةً
(عُصارة
شجر مر المذاق)، فإنّهم كَذَّبونا وخَذَلونا، وأنت ربَّنا عليكَ تَوَكَّلْنا وإليكَ
المَصيْر. والله لا يدعُ أحداً منهُم إلاَّ انْتَقَم لِي منه، قَتلةً بقَتلَة وضربةً
بضربةٍ، وإنّهُ لينتصَرَ لِي ولأهلِ بيتِي وأشْياعِي".
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2013-11-07