يتم التحميل...

خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في حكم تنفيذ رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية

2013

بعد الحمد في محضر لله الحكيم القدير، والسلام على رسوله العزيز وآله الكرام، أبارك للشعب الإيراني الكبير بدء دورة جديدة من سلسلة الخدمة والمسؤولية التنفيذية الجسيمة في البلاد، وأمسح جبهة الخشوع والشكر بالتراب أمام الألطاف الإلهية الكريمة،

عدد الزوار: 27

خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في حكم تنفيذ رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دورتها الحادية عشرة_3/8/2013

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الحمد في محضر لله الحكيم القدير، والسلام على رسوله العزيز وآله الكرام، أبارك للشعب الإيراني الكبير بدء دورة جديدة من سلسلة الخدمة والمسؤولية التنفيذية الجسيمة في البلاد، وأمسح جبهة الخشوع والشكر بالتراب أمام الألطاف الإلهية الكريمة، حيث منح سبحانه وتعالى بعونه وهدايته العزيمة والقدرة والنجاح لهذا الشعب كي يسطَّر ملحمة جديدة.

يفتخر الشعب الإيراني بأنه سار في درب "السيادة الإسلامية للشعب" خلال دورات متتابعة بإندفاع ونشاط، معمقاً، في كل دورة، تجذّر وشموخ هذه الشجرة الخضراء المثمرة. وفي هذه المرة أيضاً زيّن الشعب الإيراني الميدان بحضوره المبارك النابع من وعيه وبصيرته، وردّ، بشكل حازم حاسم مفعم بالمعاني، على الأعداء الذين لم يدّخروا جهداً سياسياً وإعلامياً لتثبيط همم الناس. إنّ المشاركة الواسعة للشعب، وانتخاب شخص جدير قد خطَّ في سجل أعماله أكثر من ثلاثة ‌عقود من خدمة نظام الجمهورية‌ الإسلامية‌، وقد نهض، منذ فترة الكفاح الثوري إلى عقود ما بعد انتصار الثورة، من خندق علماء الدين مقاوماً لأعداء الثورة، قد أوصلا رسائلاً واضحةً للجميع، رسالة الوفاء الذي لا لُبسَ فيه للثورة، ورسالة الثقة والأمل بنظام الجمهورية الإسلامية، ورسالة الثقة بعلماء الدين الشجعان الروّاد، والثقة بالخادمين الذين يعتزمون بهممهم وإبداعاتهم مضاعفة النجاحات وتخفيف المشكلات.

ما اكتسبه الشعب الإيراني دوماً وفي الوقت الحاضر، من مشاركته الانتخابية الحيوية والخالية من التوترات، ليس مجرد ممارسة دوره في إدارة البلاد وانتخاب خادمين جدد لدورة جديدة، بل هو امر اعلى من ذلك، إنه مؤشر نضج وبلوغ سياسي يمزج بين اقتداره الوطني والحكمة والعقلانية، ويضعه لدى الرأي العام العالمي في مرتبة سامية من العزة والعظمة. إنَّ الذين أرادوا بوساوسهم زرع الاضطراب والتوتر في بحر القلوب الرحبة المثيرة للثناء والإعجاب هذه، ورفض مرجعية صناديق الاقتراع ودورتها القانونية، اصطدموا كل مرة وبشكل من الأشكال بالحصن المنيع للعزيمة الوطنية.

والآن وبعد ان اختارت الأصوات الحاسمة للشعب الإيراني شخصية عالم ذي خبرة في الميادين المختلفة، وذي سوابق جهادية متعددة، ويفتخر بتوليه مسؤوليات دينية وسياسية، اختارته للإدارة التنفيذية للبلاد، فإنني ومتابعة ً لهم وضمن تقديم التهنئة له، أنفّذ رأي الشعب وأنصب حجة الإسلام السيد الدكتور حسن روحاني رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأسأل الله تعالى التوفيقات الكبرى له في هذه المسؤولية الخطيرة القيّمة. من البديهي بأنّ هذا الحكم جارٍ وسارٍ ما دام (الرئيس المنتخب) ملتزماً بتعهداته في السير على الصراط المستقيم الذي انتهجه حتى الآن، أي مبادئ وأهداف النظام الإسلامي، والدفاع عن حقوق الشعب، والوقوف بوجه الطغاة والمستكبرين، وهكذا سيكون إن شاء الله وبعون منه سبحانه.

أوصي رئيس الجمهورية المحترم بالاستعانة بالحضرة الأحدية، والالتزام بالتقوى، والخشوع والتوسل الى الله القادر المتعال، والاستفادة من الإمكانات العظيمة والمكاسب والتجارب المتراكمة في البلاد، وأرجو له الهداية من الله، والدعم العام من الجميع.

والسلام على جميع عباد الله ‌الصّالحين.
السيد علي الخامنئي.

2013-08-01