مكانة المنتظرين للمهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
بيني وبينك
إن انتظار ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يعدُّ عملاً عظيماً يولّد الأمل في نفوس المنتظرين، وهو يحتاج إلى شروطٍ خاصّةٍ واستعدادات مميّزة في شخصيَّة المنتظرين. روي عن الإمام الصَّادق عليه السلام
عدد الزوار: 414
إن انتظار ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يعدُّ عملاً عظيماً يولّد
الأمل في نفوس المنتظرين، وهو يحتاج إلى شروطٍ خاصّةٍ واستعدادات مميّزة في شخصيَّة
المنتظرين. روي عن الإمام الصَّادق عليه السلام: "يا أبا بصير! طوبى لشيعة
قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الذين
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"1.
رواية شريفة
روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "المنتظر للثاني عشر كالشاهر سيفه بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذب عنه"2.
روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في
غيبته، والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم
يحزنون"3.
أصحاب الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
من كلام للإمام أمير المؤمنين عليه السلام في وصفهمُ قال: "قوم لم يمنوا على
الله بالصبر ولم يستعظموا بذل أنفسهم في الحق حتى إذا وافق واردُ القضاء مدةَ
البلاء حملوا بصائرهم على أسيافهم ودانوا لربهم بأمر واعظه"4.
أنواع الانتظار للمهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
عن الإمام العسكريّ عليه السلام أنّه قال: "عليكَ بالصبرِ وانتظارِ الفرجِ، فإنَّ
النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: أفضلُ أعمالِ أمَّتي انتظارُ الفرجِ"5.
وللانتظار نوعان:
أ- الانتظار السلبيّ:
قد يتصوّر الإنسان أنّ المقصود من الانتظار هو المكوث دون حراكٍ وعملٍ للتغيير،
كالغريق الذي ينتظر فريق الانقاذ، ويعيش أمل مجيئه قبل الغرق، لكنّه لا يقاوم من
أجل النّجاة. وهذا يعني أن يجلس المؤمنون لينتظروا ظهور الإمام من دون أيّ تحرّك
فاعل وحقيقي. وهو ليس الانتظار المطلوب.
ب- الانتظار الإيجابي:
وهو يعني الاستعداد الحقيقي للنفس والأمة تحسّباً لظهور الإمام عجل الله تعالى فرجه
الشريف في أي لحظة، وأن يكون الاستعداد على كافة المستويات:الفكرية والاقتصادية
والاجتماعية والعسكرية.. الخ. بحيث تكون الأرضية ممهِّدة للإمام عجل الله تعالى
فرجه الشريف في اللحظة التي يظهر فيها.
خصائص المنتظرين عجل الله تعالى فرجه الشريف
ورد في الزيارة "ونصرتي لكم معدة حتى يحيى الله تعالى دينه بكم"6،
وهناك عدد من الخصائص التي تجعل الإنسان مستعداً لنصرة الإمام المهدي عجل الله
تعالى فرجه الشريف، ومنها:
1- القوّة: فالإمام الصادق عليه السلام يتحدّث بشكل واضح أنّ حفيده "المهديّ
المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ما يخرج "إلّا في أولي قوّة"، و"إنّ قلب رجلٍ
منهم أشدُّ من زُبُرِ الحديدِ لَوْ مَرّوا بالجبالِ الحديدَ لتَدَكْدَكَتْ، لا
يَكُفّونَ سيوفهُمْ حتَّى يرضَى اللهُ عزَّ وجلَّ"7.
2- رجاء الشّهادة: إنّ المنتظرين لإمامهم يتعطّشون للّحاق بركب الشهداء الذي
يسير في ساحة يوم القيامة بمشهد عظيم وصفهم أمير المؤمنين عليه السلام بأنّه "لو
كان الأنبياء على طريقهم لترجلوا لهم مما يرون من بهائهم "8. وكما وصفهم
الإمام الصادق عليه السلام: "يَدْعُوْنَ بِالشَّهادَةِ، وَيَتَمَنَّوْنَ أَنْ
يُقْتَلوا في سبيلِ اللهِ"9.
3- إطاعة وليّ الأمر في غيبته: فالمنتظرون للإمام حقّاً هم السائرون في خطّ ولايته
المتمثّل بولاية وليّ الأمر.. لذا ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "طوبى
لِمَنْ أدركَ قائمَ أهلِ بيتي وَهُوَ مُقْتَدٍ بهِ قبلَ قيامِهِ يتولّى ولِيَّه
ويتبرَّأ من عدُوِّهِ"10.
4- الدعاء للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف: فقد ورد استحباب الدعاء للإمام عجل
الله تعالى فرجه الشريف ومنها ما ورد في أعمال ليلة القدر: "اللّهم كن لوليك الحجة
ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً
وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتّعه فيها طويلاً "11.
دعاء للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف
"اللهم أره في ذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به
عينه، وتسر به نفسه، وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير.
اللهم نوِّر بنوره كلّ ظلمة، وهُدَّ بركنه كلّ بدعة، واهدم بقوّته كلّ ضلال، واقصم
به كلّ جبّار، وأخمد بسيفه كلَّ نار، وأهلك بعدله كلّ جائر، واجرِ حكمَه على كلّ
حكم، وأذل بسلطانه كل سلطان"12.
من القلب
أخي العزيز، إن يوم ظهور الإمام المهدي عجل
الله تعالى فرجه الشريف هو يوم حتميّ، وسيكون لأنصاره وأعوانه الدور الأساسي في
نجاح نهضته المباركة، وكما عرفت فإنّ مكانتهم يوم القيامة عظيمة جداً عند الله
تعالى، فلا تخسر فرصة الالتحاق بركب الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
وبادر إلى اغتنامها فإنَّ الوقت يضيق!
1- كمال الدين وتمام النعمة، ص357.
2- ميزان الحكمة، ج1، ص179.
3- أعلام الهداية، ج1، ص158.
4- خطب نهج البلاغة، ج2، ص36.
5- كمال الدين وتمام النعمة، ص644.
6- م.ن، ص289.
7- ينابيع المودة، ج3، ص569.
8- جامع أحاديث الشيعة، ج13، ص15.
9- م.ن، ص141.
10- الغيبة، ص456.
11- مصباح المتهجد، ص630.
12- مصباح المتهجد، ص408. 2013-07-01