النبوّة
عقائد
النبيّ هو حامل الرّسالة من السّماء باختيار الله تعالى له للوحي. والإمام هو المستودع للرسالة ربّانيّاً. والمرجع هو الإنسان الّذي اكتسب من خلال جهد بشريّ ومعاناة ..
عدد الزوار: 238٭ النبيّ هو حامل الرّسالة من السّماء باختيار الله تعالى له للوحي. والإمام هو المستودع للرسالة ربّانيّاً. والمرجع هو الإنسان الّذي اكتسب من خلال جهد بشريّ ومعاناة طويلة الأمد استيعاباً حيّاً وشاملاً ومتحرّكاً للإسلام ومصادره وورعاً معمّقاً يروّض نفسه عليه حتّى يصبح قوّة تتحكّم في كلّ وجوده وسلوكه، ووعياً إسلاميّاً رشيداً على الواقع وما يزخر به من ظروف وملابسات ليكون شهيداً عليه.
خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:12
٭ النبيّ والإمام معيّنان من الله تعلى تعيّناً شخصياً. وأمّا المرجع فهو معيّن تعيّناً نوعيّاً أيّ إنّ الإسلام حدّد الشروط العامّة للمرجع وترك أمر التعيين والتأكيد من انطباق الشّروط إلى الأمّة نفسها. ومن هنا كانت المرجعيّة كخطٍّ قراراً إلهياً والمرجعيّة كتجسيد في فرد معيّن قراراً من الأمّة.
خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:12
٭ إنّ النبيّ والربّانيَّ - الإمام - يجب أن يكون معصوماً أيّ مجسّداً للرسالة بقيمها وأحكامها في كلّ سلوكه وأفكاره ومشاعره وغير ممارس لا بعمد ولا بجهالة أو خطأ أيّ ممارسة جاهلية ولا بدّ أن تكون هذه النظافة المطلَقة متوفّرة حتّى قبل تسلّمه للنبوّة والإمامة لأنّ النبوّة والإمامة عهد ربّانيّ إلى الشّخص.
خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:12
٭ إنّ ثورة الأنبياء تميّزت عن أيّ ثورة اجتماعيّّة أُخرى في التاريخ تميّزاً نوعيّاً لأنّها حرّرت الإنسان من الدّاخل وحرّرت الكون من الخارج في وقت واحد وأطلقت على التّحرير الأوّل إسم الجهاد الأكبر وعلى التّحرير الثاني إسم الجهاد الأصغر لأنّ هذا الجهاد لن يحقّق هدفه العظيم إلّا في إطار الجهاد الأكبر.
صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلاميّ ص:5
٭ من ناحية تكوٌُّن الدّولة ونشوئها تاريخياً نرفض إسلاميّاً نظريّة القوّة والتغلّب ونظريّة التفويض الإلهيّ الإجباريّ ونظريّة العقد الاجتماعيّّ ونظريّة تطوّر الدّولة عن العائلة، ونؤمن بأنّ الدّولة ظاهرة نبويّة وهي تصعيد للعمل النبويّ بدأت في مرحلة معيّنة من حياة البشريّة.
لمحة تمهيديّة عن مشروع دستور الجمهوريّة الإسلاميّة ص:11
٭ يأتي دور الدّولة الإسلاميّة لتضع الله هدفاً للمسيرة الإنسانيّّة وتطرح صفات الله وأخلاقه كمعالم لهذا الهدف الكبير، فالعدل والعلم والقدرة والقوّة والرّحمة والجود تشكّل بمجموعها هدف المسيرة للجماعة البشريّة الصالحة. وكلّما اقتربت خطوة نحو هذا الهدف وحقّقت شيئاً منه انفتحت أمامها آفاق أرحب وازدادت عزيمة وجذوة لمواصلة الطريق.
منابع القدرة في الدّولة الإسلاميّة ص: 5
٭ إنّ ثورة الأنبياء لم تضع مستغلّاً جديداً في موضع مستغلّ سابق ولا شكلاً من الطغيان بديلاً عن شكل آخر لأنّها في الوقت الّذي حرّرت فيه الإنسان من الاستغلال حرّرته من منابع الاستغلال في نفسه وغيّرت من نظرته إلى الكون والحياة
صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلاميّ ص:5
٭ لن تكون عمليّة الاستبدال الثوريّ على يد الأنبياء كما استُبدل الإقطاعيّ بالرأسماليّ أو الرأسماليّ بالبروليتاريا أيّ مجرّد تغيير لمواقع الاستغلال وإنّما هي تصفية نهائيّة للاستغلال ولكلّ ألوان الظلم البشريّ.
صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلاميّ ص:6
٭ إنّ صراع الأنبياء مع الظلم والاستغلال لم يتّخذ طابعاً طبقيّاً كما وقع في الكثير من الثورات الاجتماعيّّة لأنّه كان ثورة إنسانيّة، ولتحرير الإنسان من داخل قبل كلّ شيء، ولم يكن جانبه الثوريّ الاجتماعيّّ إلّا بناءً علوياً لتلك الثّورة، حتّى أنّ الرّسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أطلق على ثورة التّحرير من الداخل اسم الجهاد الأكبر وعلى ثورة التّحرير من الخارج اسم الجهاد الأصغر.
صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلاميّ ص:6
٭ الثائر النبويّ هو ذلك الإنسان الّذي يؤمن بأنّ الإنسان يستمدّ قيمته من سعيه الحثيث نحو الله واستيعابه لكلّ ما يعنيه هذا السعي من قيم إنسانيّة ويشنّ حرباً لا هوادة فيها على الاستغلال باعتباره هدراً لتلك القيم وتحويلاً للإنسانيّة من مسيرتها نحو الله وتحقيق أهدافها الكبرى وإلهائها بالتّكاثر وتجميع المال.
صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلاميّ ص:7
٭ إنّ أصول الدّين الخمسة الّتي تمثّل على الصعيد العقائديّ جوهر الإسلام والمحتوى الأساسيّ لرسالة السّماء هي في نفس الوقت تمثّل بأوجهها الاجتماعيّّة على صعيد الثّورة الاجتماعيّة الّتي قادها الأنبياء الصورة المتكاملة لأسس هذه الثّورة وترسم للمسيرة البشريّة معالم خلافتها العامّة على الأرض.
صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلاميّ ص:13
٭ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام لهم شخصيّتان الأوّلى بوصفهم مبلّغين للعناصر الثابتة عن الله تعالى، والأخرى بوصفهم حكّاماً وقادة للمجتمع الإسلاميّ، يضعون العناصر المتحرّكة الّتي يستوحونها من المؤشّرات العامّة للإسلام والرّوح الاجتماعيّّة والإنسانيّّة للشريعة المقدّسة.
صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلاميّ ص:20
٭ كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام يمارسون وضع العناصر المتحرّكة في مختلف شؤون الحياة الاقتصاديّة وغيرها. وهذه العناصر - بحكم صدورها عن صاحب الرّسالة أو ورثته المعصومين - تحمل بدون شكّ الروح العامّة للاقتصاد الإسلاميّ وتعبّر عن تطلعاته في واقع الحياة.
صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلاميّ ص:20
٭ إنّ الدّولة ظاهرة اجتماعيّّة أصيلة في حياة الإنسان. وقد نشأت هذه الظاهرة على يد الأنبياء ورسالات السّماء واتّخذت صيغتها السويّة ومارست دورها السليم في قيادة المجتمع الإنسانيّ وتوجيهه من خلال ما حقّقه الأنبياء في هذا المجال من تنظيم اجتماعيّ قائم على أساس الحقّ والعدل يستهدف الحفاظ على وحدة البشريّة وتطوير نموّها في مسارها الصحيح.
لمحة تمهيديّة عن مشروع دستور الجمهوريّة الإسلاميّة ص:3
٭ ظلّ الأنبياء يواصلون بشكل وآخر دورهم العظيم في بناء الدّولة الصالحة. وقد تولّى عدد كبير منهم الإشراف المباشر على الدّولة كداوود وسليمان وغيرهما. وقضى بعض الأنبياء كلّ حياته وهو يسعى في هذا السبيل كما في حالة موسى عليه السلام.
لمحة تمهيديّة عن مشروع دستور الجمهوريّة الإسلاميّة ص:4
٭ إستطاع خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم أن يتوّج جهود سلفه الطاهر بإقامة أنظف وأطهر دولة في التاريخ، شكّلت بحقّ منعطفاً عظيماً في تاريخ الإنسان، وجسّدت مبادئ الدّولة الصالحة تجسيداً كاملاً ورائعاً.
لمحة تمهيديّة عن مشروع دستور الجمهوريّة الإسلاميّة ص:4
٭ على الرغم من أنّ الدّولة قد تولّاها في كثير من الأحيان بعد وفاة الرسول الأعظم قادة لا يعيشون أهدافها الحقيقيّة ورسالتها العظيمة فإنّ الإمامة الّتي كانت امتداداً روحيّاً وعقائديّاً للنبوّة ووريثاً لرسالات السّماء مارست باستمرار دورها في محاولة تصحيح مسار هذه الدّولة وإعادتها إلى طريقها النبويّ الصحيح.
لمحة تمهيديّة عن مشروع دستور الجمهوريّة الإسلاميّة ص:4
٭ أمّا الأنبياء والسائرون في موكب التّحرير الّذي قاده هؤلاء الأنبياء والأمناء من خلفائهم وقواعدهم فقد آمنوا بهذه السيادة لله تعالى وحرّروا بها أنفسهم والإنسانيّّة من ألوهيّة الإنسان بكلّ أشكالها المزوّرة على مرّ التاريخ لأنهم أعطوا لهذه الحقيقة مدلولها الموضوعيّ المحدّد المتمثّل في الشريعة النازلة بالوحي من السّماء فلم يعد بالإمكان أنْ تُستغلّ لتكريس سلطة فرد أو عائلة أو طبقة بوصفها سلطة إلهيّة.
لمحة تمهيديّة عن مشروع دستور الجمهوريّة الإسلاميّة ص:7
٭ لمّا كانت الجماعة البشريّة هي الّتي مُنحت – ممثّلة في آدم عليه السلام – هذه الخلافة فهي إذاً المكلَّفة برعاية الكون وتدبير أمر الإنسان والسير بالبشريّة في الطريق المرسوم للخلافة الربّانيّة.
خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:3
٭ الوحي وحده هو القادر على أن يؤمّن التربية الثوريّة والخلفيّة النفسيّة الصالحة الّتي تنشئ ثائرين لا يريدون في الأرض علوّاً ولا فساداً، وتجعل من المستضعفين أئمّة لكي يتحمّلوا أعباء الخلافة بحقّ ويكونوا هم الوارثين.
خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:20
٭ النبيّ الرسول هو حامل الرّسالة من السّماء، والإنسان المبنيّ ربّانيّاً لكي يبني للثورة قواعدها الصالحة ويعيد إلى الجماعة الشروط الحقيقيّة لاستعادة دورها الخلافيّ الصالح.
خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:21
٭ دعا الأنبياء إلى جهادين أحدهما: الجهاد الأكبر من أجل أن يكون المستضعفون أئمّة وينتصروا على شهواتهم ويبنوا أنفسهم بناءً ثورياً صالحاً، والآخر: الجهاد الأصغر من أجل إزالة المستغلّين والظالمين عن مواقعهم.
خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:21
٭ النبيّ ينتقل بأصحابه دائماً من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر ومن الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر. بل إنهم يمارسون الجهادَين في وقت واحد، وحتّى عندما يخوضون القتال وفي أحرج لحظات الحرب.
خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:21
٭ نؤمن بأنّ الثّورة الحقيقيّة لا يمكن أن تنفصل بحال عن الوحي والنبوّة وما لهما من امتدادات في حياة الإنسان. كما أنّ النبوّة والرّسالة الربّانيّّة لا تنفصل بحال عن الثّورة الاجتماعيّّة على الاستغلال والترف والطغيان.
خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:21
٭ النبوّة ظاهرة ربّانيّة تمثّل رسالة ثوريّة وعملاً تغييراً وإعداداً ربّانيّاً للجماعة لكي تستأنف دورها الصالح. وتفرض ضرورة هذه الثّورة أن يتسلّم شخص النبيّ الرسول الخلافة العامّة لكي يحقّق للثورة أهدافها في القضاء على الجاهليّة والإستغلال، ويبني القاعدة الثوريّة الصالحة لكي يمنّ الله عليهم ويجعلهم أئمّة ويجعلهم الوارثين.
خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:21
٭ يندمج خطّ الشهادة وخطّ الخلافة في شخص واحد وهو النبيّ. فالنبوّة تجمع كلا الخطّين. من هنا اشترط الإسلام في النبيّ العصمة. وفي كلّ حالة يقدر للخطّين أن يجتمعا في واحد بحكم ضرورات التغيّر الرشيد نجد أنّ العصمة شرط أساسيّ في المحور الّذي يقدر له أن يمارس الخطّين معاً لأنه سوف يكون هو الشهيد وهو المشهود عليه في وقت واحد.
خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء ص:22
٭ الوحي ضرورة من ضرورات تخليد الإنسان على وجه الأرض، وبهذا خلق الله الإنسان وأودعه الاستعداد الكامل والأرضيّة الصالحة بإفاضة هذه الموهبة منه سبحانه.
أهل البيت تنوّع أدوار ووحدة هدف ص: 46
٭ ليس كلّ إنسان يعيش محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم مئة بالمئة، وإلاّ لكان كلّ الناس من طلاّبه الحقيقيّين. كلّ إنسان لا يعيش محمّداً إلّا لحظات معيّنة تتّسع وتضيق بقدر تفاعل هذا الإنسان مع رسالة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.
أهل البيت تنوّع أدوار ووحدة هدف ص: 53
٭ نقصد بالعقيدة مجموعة المفاهيم الّتي جاء بها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الّتي تعرّفنا خالق العالم وخلقه وما في الحياة ودور الإنسان فيها ومسؤوليّته أمام الله. وقد سُمّيت هذه المفاهيم عقيدة لأنّها معلومات جازمة يعقد عليها القلب.
محمّد باقر الصدر(السيرة والمسيرة)
دار العارف للمطبوعات- جزء1- صفحة:267
٭ إذا كان يوم المبعث هو يوم مولد الفكرة الّتي تمخّضت عنها السّماء متمثّلة في رسالة الإسلام الكبرى فإنّ أيام الميلاد المباركة هي الّتي قدّمت للرسالة قادتها الميامين.
مجلة الأضواء العدد 6-7 السنة الخامسة 1965 –
مقال للشهيد الصدر: الرّسالة الفكريّة والقيادة
٭ نجد أنفسنا مشدودين إلى هذه الذكريات المباركة مرتبطين بها ارتباط حياة لأنّها ذكريات وجودنا الأكبر كأمّة تحت الشمس تحمل لواء الإسلام ومشعل التّوحيد وتحمي كلمة السّماء على وجه الأرض.
مجلة الأضواء العدد 6-7 السنة الخامسة 1965 –
مقال للشهيد الصدر: الرّسالة الفكريّة والقيادة
* الكلمات القصار, السيد محمد باقر الصدر قدس سره, إعداد ونشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
2013-03-05