يتم التحميل...

ضغوط الأهل في عدم الالتزام

مشاكل الشباب

أخي،أَعْلَمُ أنَّك في كثير من الأحيان تُعاني الأمرَّين من والدَيْك إِن كانا غير ملتزمين، أو كانا ملتزَمْينِ ولكن على طريقتهم، أو في بعض الأمور دون البعض الاخر.

عدد الزوار: 34

أخي،
أَعْلَمُ أنَّك في كثير من الأحيان تُعاني الأمرَّين من والدَيْك إِن كانا غير ملتزمين، أو كانا ملتزَمْينِ ولكن على طريقتهم، أو في بعض الأمور دون البعض الاخر.
وبعضهم للأسف، يُهدِّدُ ورُبَّما يشتم رموزاً دينيَّةً تُحبُّها، أو يمنعك من حضور الدروس أو المشاركة في النشاطات... وبعضهم يُبالغ فيمنع ابنته عن الحجاب أصلاً أو عن الحجاب الشرعي الكامل ... أو يمنع إِبنه عن ترك لحيته...

إِلى ما هناكلك من معاناة ومآسٍ سمعنا بها وعلمنا عنها... ولك في كل ذلك أجرٌ عظيم وآثارٌ طيِّبة تتلَّمسُها في الدنيا:
1- فالمعاناة تُقوِّي الإيمان وتُصلَّبُ الشخصية...
2- وأنت لستَ الوحيد الذي ابتُلى بمثل هذا الابتلاء، لا الآن

ولا في التاريخ...
3- وهذه الممارسات لا تُسقطُ عنك وجوبَ البرِّ والرحمة بوالديك والإحسان إِليهما... إِلا الأمور التي يدعونك فيها إلى حرام أو منكرٍ أو ترك واجب...
4- عليك بالثبات واستحضار تضحيات ما لا يُحصى من أهل الله ممن سبقك... وعانوا ما لم تُعان....
وهذه الفتنة لا يجوز أن تُسيطر عليك بل تمضي على سبيل ربِّك الذي به المستعان، فهو الذي أمرك، وبيده مقاليد السموات والأرض... والنفوس والقلوب ﴿وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً.
5- حافظْ على علاقاتك مع خُلَّص المؤمنين، وقليل ماهم، واعتبرْ بالقَصَصِ القرآني وسيرِ الصالحين والأخيار، وكُنْ كأنَّك أنت المسؤول عن أمانة الاسلام...
كنْ أُمَّةً لأنَّ ﴿إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً.
وخذ ْ كتابَ ربِّك أحكامه وشريعته بقوة ﴿خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ

أخي،
أَعْلَمُ أنك تُعاني... لكن فكاك عزاً أن تكون معاناتُك لله،
وتحت عينه تبارك وتعالى... إِنَّه يسمعك ويراك.
ألا تشعر بالسعادة الآن؟!لا تتأثر فيما يقول الناس فيك ..

أخي،
أكثر البشر يُحبُّون القيل والقال، ويُكبُّ الناسُ على وجوههم يوم القيامة حصائدَ ألسنتهم، وأكثر الخلافات والمشاكل والمحرَّمات الشرعية والخلافات الاجتماعية، نتيجة عمل اللسان.... الذي يجب أن يُحبسَ كما يحبسُ الذهبُ والفضة...

وحتى لا نستطرد... ما يهمُّنا، بعد عدم مشاركتك في هذه الآثام... ألاّ تتأثر بقول السفهاء فيك: ماذا أكلتَ أو شربتَ أو تزوجت أو اشتريت أو سافرت؟
حتى سيدنا موسى عليه السلام لم ينجُ من كيد "مدَّعي الإيمان" فأنزل الله سبحانه في حقِّهم قرآناً يُتلى إِلى يوم القيامة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا.

وحتى الحبيب المصطفى لم يَنْجُ من السفهاء حوله، فضحهم الله سبحانه وفضح أمثالهم في زماننا مِمَّن يُحيطون بنا في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ.
فيا نور عيني،نعلمُ أنَّكَ يضيق صدرُك بما يقولون،﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ.


* كتاب أخي الحبيب,للسيد سامي خضرة

 

2013-02-01