السفر الى قم المقدسة
ولادة الإمام الخميني(قده)
وبُعيد انتقال آية الله العظمى الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي رحمه الله الى قم، انتقل الامام الخميني من اراك الى قم في رجب المرجب عام 1340 هـ..
عدد الزوار: 218
وبُعيد انتقال آية الله العظمى الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي رحمه الله
الى قم، انتقل الامام الخميني من اراك الى قم في رجب المرجب عام 1340 هـ
(1922ميلادي) فطوى سريعا مراحل دراسته التكميلية في الحوزة العلمية في قم وعلى
ايادي اساتذتها. فقد اكمل كتاب " المطول " (في علم المعاني والبيان) على يد المرحوم
الميرزا محمد علي الاديب الطهراني، وكما اكمل السطوح على يد المرحوم ا ية الله
السيد محمد تقي الخوانساري والمرحوم آية الله السيد علي اليثربي الكاشاني، كذلك فقد
اتمّ دروس خارج الفقه والاصول على يد زعيم الحوزة العلمية في قم آية الله الحاج
الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي رضوان الله عليه. ان الروح المرهفة الوثابة التي
كان الامام الخميني يتحلى بها دفعته الى عدم الاكتفاء باتقان اداب اللغة العربية
والدروس الفقهية والاصولية، عليه فقد توجه سماحته - وفي غضون دراسته للفقه والاصول
على ايدي فقهاء ومجتهدين - لدراسة الرياضيات والهيئة والفلسفة على يد المرحوم الحاج
السيد ابو الحسن الرفيعي القزويني، ثم واصل دراستها مع العلوم المعنوية والعرفانية
على يد المرحوم الميرزا علي الاكبر الحكيمي اليزدي، كما درس العروض والقوافي
والفلسفة الاسلامية والفلسفة الغربية على يد المرحوم الشيخ محمد رضا المسجد شاهي
الاصفهاني، كما درس الاخلاق والعرفان على يد المرحوم آية الله الحاج الميرزا جواد
الملكي التبريزي ثم درس اعلى المستويات من العرفان النظري والعملي ولمدة ستة اعوام
على يد المرحوم آية الله الميرزا محمد علي الشاه ابادي - اعلى الله مقاماتهم اجمعين
- وبعد وفاة آية الله العظمى الحائري اليزدي، اثمرت الجهود التي بذلها الامام
الخميني مع جمع من المجتهدين في الحوزة العملية في قم في دفع آية الله العظمى
البروجردي رضوان الله عليه لتسلم زعامة الحوزة العلمية في قم وخلال هذه المدة التي
امضاها الامام الخميني في قم كان قد عرف على انه احد المدرسين والمجتهدين من اولي
الرأي في الفقه والاصول والفلسفة والعرفان والاخلاق، وكان قد شاع عنه الزهد
والتواضع والتعبد والتقوى بين القريب والبعيد.
ان هذه الخصال والسجايا الرفيعة التي تمكن الامام من اكتسابها عبر سنوات طويلة من
المجاهدة والترويض الشرعي وامتحان المفاهيم والاسس العرفانية في حياته العملية
الشخصية والاجتماعية، والمنحى السياسي الذي انتحاه والذي اظهر من خلاله اعتقاده
الراسخ بحفظ كيان الحوزات العلمية وترسيخ القيادة الروحانية والزعامة الدينية
باعتبارها الملاذ الوحيد للناس في تلك الايام المضطربة الخطيرة، جعلته يوظف
امكاناته العلمية ويبذل مساعيه وما تميز به من الفضل في تحكيم اسس الحوزة العلمية
الفتية في قم، فوقف رغم ما لديه من لياقات - ورغم اختلاف نظرته العلمية عن
سائر المجتهدين وقف مع سائر المجتهدين، يدعم مرجعية آية الله العظمى الحائري ثم آية
الله البروجردي - اعلى الله مقامهما - وحتى بعد وفاة آية الله البروجردي - ورغم
التوجه الواسع من قبل الطلاب والفضلاء والمجتمع الاسلامي نحوه لجعله احد مراجع
التقليد - لم يخطُ الامام الخميني اية خطوة يشم منها رائحة السعي لكسب المقام
والسلطة فكان يحث محبيه ومريديه دوما على عدم الاهتمام بمثل هذه الامور. بل انه
اصرّ على منحاه هذا حتى في الوقت الذي اجتمع حوله اهل الخبرة في المعارف الاسلامية
باعتباره المنادي بالاسلام الحق وانه يمثل ضالتهم المنشودة لتحقيق آمالهم لما كان
عليه من التقوى والعلم والوعي، فلم يغير من سيرته ومنهجه قيد انملة متمثلا قوله
الذي كان يكرره دائما "انني اعتبر نفسي خادما وحارسا للاسلام والشعب".
انه ذات الرجل العظيم الذي عاد في 12 بهمن 1357 شمسي (1 شباط 1979 ميلادي) الى
ايران ليجد عشرات الملايين من الايرانيين وقد اجتمعوا في اكبر مراسم استقبال شعبي
لزعيم سياسي في التاريخ، ثم اجاب ذلك الصحفي الذي سأله عن شعوره وهو يرى هذه الابهة
التي تنتظره، بالقول: لا شيء! لقد توهم ذلك الصحفي بأن الامام الخميني كسائر القادة
السياسيين الساعين نحو السلطة يصابون في مثل هذه المواطن المثيرة بسكر خاص،
تكاد ارواحهم تقفز له فرحا غير ان الجواب الذي سمعه اوضح له بان الامام الخميني من
سنخ آخر.