نماذج من تراث سيّد المرسلين صلَّى الله عليه وآله
رحيل الرسول الأكرم(ص)
لقد اهتم الرسول صلَّى الله عليه وآله بالعقل أشدّ الاهتمام، فعرّفه وبيّن وظيفته ودوره في الحياة: على مستوى التكليف والمسؤولية، وعلى مستوى العمل والجزاء، كما بيّن عوامل رشده وتكامله، فقال:
عدد الزوار: 341
1 ـ العقل والعلم:
1 ـ لقد اهتم الرسول صلَّى الله عليه وآله بالعقل أشدّ الاهتمام، فعرّفه وبيّن
وظيفته ودوره في الحياة: على مستوى التكليف والمسؤولية، وعلى مستوى العمل
والجزاء، كما بيّن عوامل رشده وتكامله، فقال:
(إن العقل عقالٌ من الجهل، والنفس مثل أخبث الدوّاب، فإن لم يعقل حارت، فالعقل
عقالٌ من الجهل، وإن الله خلق العقل، فقال له: أقبل فأقبل، وقال له:
أدبر فأدبر، فقال له الله تبارك وتعالى: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً أعظم
منك ولا أطوع منك، بك أُبدي وأعيد، لك الثواب وعليك العقاب.
فتشعّب من العقل الحلم، ومن الحلم العلم، ومن العلم الرشد، ومن الرشد العفاف، ومن
العفاف الصيّانة، ومن الصيّانة الحياء، ومن الحياء الرزانة، ومن الرزانة المداومة
على الخير، وكراهية الشر، ومن كراهية الشرّ طاعة الناصح.
فهذه عشرة أصناف من أنواع الخير، ولكل واحد من هذه العشرة الأصناف عشرة أنواع...).
2 ـ واهتم الرسول الرائد صلَّى الله عليه وآله بالعلم والمعرفة، مبيّناً دور العلم
في الحياة وقيمته اذا ما قيس إلى سائر أنواع الكمال، فقال:
(طلب العلم فريضة على كل مسلم، فاطلبوا العلم من مظانِّه، واقتبسوه من أهله، فإنّ
تعليمه لله حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة به تسبيح، والعمل به جهاد، وتعليمه من لا
يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى; لأنّه معالم الحلال والحرام، ومنار
سبل الجنّة، والمؤنس في الوحشة، والصاحب في الغربة والوحدة، والمحدِّث في الخلوة،
والدليل على السّرَّاء والضرَّاء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاّء.
يرفع الله به أقواماً، فيجعلهم في الخير قادة، تُقتبس آثارهم، ويُهتدى بفعالهم،
وينتهى إلى رأيهم، وترغب الملائكة في خلّتهم. بأجنحتها تمسحهم ، وفي صلاتها تبارك
عليهم. يستغفر لهم كل رطب ويابس، حتى حيتان البحر وهوامّه، وسباع البر وأنعامه. إن
العلم حياة القلوب من الجهل، وضياء الأبصار من الظُّلمة، وقوة الأبدان من الضعف.
يبلغ بالعبد منازل الأخيار، ومجالس الأبرار، والدرجات العُلى في الدنيا والآخرة.
الذكر فيه يُعدَل بالصيام، ومدارسته بالقيام. به يطاع الرب، وبه توصل الأرحام، وبه
يُعرف الحلال والحرام. العلم إمام العمل والعمل تابعه. يلهمه السعداء، ويحرمه
الأشقياء، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظّه.
وصفة العاقل أن يحلم عمّن جهل عليه، ويتجاوز عمّن ظلمه، ويتواضع لمن هو دونه،
ويسابق من فوقه في طلب البر. وإذا أراد أن يتكلم تدبّر، فإن كان خيراً تكلم فغنم،
وإن كان شرّاً سكت فسلم، وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله، وأمسك يده ولسانه، وإذا
رأى فضيلة انتهز بها. لا يفارقه الحياء، ولا يبدو منه الحرص، فتلك عشر خصال يُعرف
بها العاقل.
وصفة الجاهل أن يظلم من خالطه، ويتعدّى على من هو دونه، ويتطاول على من هو فوقه.
كلامه بغير تدبّر، إن تكلّم أثم، وإن سكت سها، وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأردته،
وإن رأى فضيلة أعرض عنها وأبطأ عنها. لا يخاف ذنوبه القديمة، ولا يرتدع فيما بقي من
عمره من الذنوب. يتوانى عن البرّ ويبطئ عنه، غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيّعه،
فتلك
عشر خصال من صفة الجاهل الذي حُرِم العقل.
2 ـ مصادر التشريع:
3 ـ لقد رسم خاتم الرسل صلَّى الله عليه وآله للناس جميعاً طريق السعادة
الحقيقية وضمن لهم الوصول اليها فيما اذا التزموا بالتعليمات التي بيّنها لهم.
ويتلخّص طريق السعادة عند الرسول صلَّى الله عليه وآله بالتمسك بأصلين أساسيين لا
غنى بأحدهما عن الآخر وهما الثقلان، حيث قال: (أيّها النّاس! إنّي فرطكم، وانتم
واردون عليّ الحوض، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين، فانظرو: كيف تخلّفوني فيهما؟
فإن اللّطيف الخبير نبّأني: أنّهما لن يفترقا حتى يلقياني، وسألت ربي ذلك
فأعطانيه، ألا وإنّي قد تركتهما فيكم: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لا تسبقوهم
فتفرَّقوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلّموهم، فإنهم أعلم منكم.أّيها الناس! لا
ألفينّكم بعدي كفّاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض، فتلقوني في كتيبة كمجرّ السيل الجرّار.
ألا وإن علي بن أبي طالب أخي ووصيّي، يقاتل بعدي على تأويل القرآن، كما قاتلت على
تنزيله).
القرآن ودوره المتميّز
4 ـ وأفصح النبي صلَّى الله عليه وآله تبليغ بيانه عن عظمة القرآن الكريم مبيّناً
دوره في الحياة وقيمة التمسك التامّ به حيث خاطب عامّة البشرية قائل: (أيّها
الناس! إنكم في دار هدنة، وأنتم على ظهر سفر، والسير بكم سريع، فقد رأيتم الليل
والنهار، والشمس والقمر، يبليان كل جديد، ويقرِّبان كلّ بعيد، ويأتيان بكل وعد
ووعيد، فأعدّوا الجهاز لبعد المجاز. إنّها دار بلاء وابتلاء، وانقطاع وفناء، فإذا
التبست عليكم الاُمور كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنّه شافع مشفّع، وماحل
مصدّق. من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النّار، ومن جعله
الدليل يدلّه على السبيل. وهو كتاب فيه تفصيل، وبيان وتحصيل. هو الفصل ليس بالهزل،
وله ظهر وبطن، فظاهره حكم الله، وباطنه علم الله تعالى، فظاهره أنيق، وباطنه عميق،
له تخوم، وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، مصابيح الهدى، ومنار
الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة، فليُجِلْ جال بصره، وليبلغ الصفة نظره،
ينج من عطب، ويتخلّص من نشب; فإن التفكّر حياة قلب البصر، كما يمشي المستنير في
الظلمات بالنّور، فعليكم بحسن التخلّص، وقلة التربص).
أهل البيت عليهم السلام أركان الدين
5 ـ وعرّف الرسول الخاتم صلَّى الله عليه وآله الثقل الكبير ـ أي أهل بيت الرسالة:
عليٌ وبنوه الأحد عشر ـ بأنواع التعريف، وكان مما قاله في آخر خطبة خطبه: (يا معشر
المهاجرين والأنصار! ومن حضرني في يومي هذا، وفي ساعتي هذه، من الجنّ والإنس فليبلغ
شاهدكم الغائب: ألا قد خلّفت فيكم كتاب الله. فيه النّور، والهدى، والبيان،
ما فرّط الله فيه من شيء، حجة الله لي عليكم. وخلّفت فيكم العلم الأكبر، علم الدين،
ونور الهدى، وصيّي: علي بن أبي طالب، ألا وهو حبل الله، فاعتصموا به جميعاً،
ولا تفرقوا عنه،
﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ
كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ
إِخْوَاناً﴾.
أيّها الناس! هذا عليّ بن أبي طالب، كنز الله، اليوم وما بعد اليوم، من أحبّه
وتولاّه اليوم وما بعد اليوم، فقد أوفى بما عاهد عليه، وأدَّى ما وجب عليه، ومن
عاداه اليوم وما بعد اليوم، جاء يوم القيامة أعمى وأصمّ، لا حجّة له عند الله.
أيّها الناس! لا تأتوني غداً بالدنيا، تزفّونها زفّاً، ويأتي أهل بيتي شعثاء غبراء،
مقهورين مظلومين، تسيل دماؤهم أمامكم، وبيعات الضلالة والشورى للجهالة في
رقابكم.ألا وإن هذا الأمر له أصحاب وآيات، قد سمّاهم الله في كتابه، وعرّفتكم،
وبلّغتكم ما أرسلت به إليكم، ولكنّي أراكم قوماً تجهلون. لا ترجعنّ بعدي كفّاراً
مرتدّين، متأوّلين للكتاب على غير معرفة، وتبتدعون السّنّة بالهوى; لأنّ كل سنّة
وحديث وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل.
القرآن إمام هدى، وله قائد يهدي إليه، ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة. وهو وليّ
الأمر بعدي، ووارث علمي وحكمتي، وسرّي وعلانيتي، وما ورّثه النبيّون من قبلي، وأنا
وارث ومورث، فلا يكذبنّكم أنفسكم.
أيّها الناس! الله الله في أهل بيتي; فإنّهم أركان الدين، ومصابيح الظلم، ومعدن
العلم; عليّ أخي، ووارثي، ووزيري، وأميني، والقائم بأمري، والموفي بعهدي على سنّتي.
أوّل النّاس بي إيماناً، وآخرهم عهداً عند الموت، وأوسطهم لي لقاءاً يوم القيامة،
فليبلّغ شاهدكم غائبكم ألا ومن أمّ قوماً إمامة عمياء، وفي الأمة من هو أعلم، فقد
كفر.
أيّها النّاس! ومن كانت له قبلي تبعةٌ فيما أنا، ومن كانت له عدة، فليأت فيها عليّ
بن أبي طالب، فإنّه ضامن لذلك كلّه، حتى لا يبقى لأحد عليّ تباعة.
3 ـ أصول العقيدة الإسلامية
الخالق لا يوصف: (إنّ الخالق لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه، وكيف يوصف الخالق
الذي تعجز الحواس أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار عن
الإحاطة به ؟ جلّ عمّا يصفه الواصفون، ناء في قربه، وقريب في نأيه، كيّف الكيفيَّة
فلا يقال له كيف؟ وأيَّن الأين فلا يقال له أين؟ هو منقطع الكيفوفيَّة والأينونيَّة،
فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد ولم يولد ولم يكن
له كفواً أحد).
شروط التوحيد: (إذا قال العبد: (لا إله إلاّ الله) فينبغي أن يكون معه
تصديق وتعظيم، وحلاوة وحرمة، فإذا قال: (لا إله إلاّ الله) ولم يكن معه تعظيم،
فهو مبتدع. وإذا لم يكن معه حلاوة فهو مراء. وإذا لم يكن معه حرمة فهو فاسق).
رحمة الله: (إن رجلين كانا في بني إسرائيل، أحدهما مجتهد في العبادة والآخر مذنب،
فجعل يقول المجتهد: أقصر عمّا أنت فيه، فيقول: خلّني وربي، حتى وجده
يوماً على ذنب استعظمه، فقال: أقصر، قال: خلّني وربي، أبُعثت عليّ
رقيباً؟ فقال: والله لا يغفر الله لك ولا يدخلك الجنة. فبعث الله إليهما ملكاً،
فقبض أرواحهما فاجتمعا عنده، فقال للمذنب: اُدخل على رسول الله صلَّى الله
عليه وآله ، يقال له: نعثل. فقال: يا محمد إني أسألك عن أشياء تلجلج في
صدري منذ حين، فإن أنت أجبتني عنها، أسلمت على يدك. قال: سل يا أبا عمارة!
فقال: يا محمد صف لي ربك. فقال: ...الجنة برحمتي، وقال للآخر: أتستطيع
أن تحظر على عبدي رحمتي ؟ فقال: لا يا ربّ. قال: اذهبوا به إلى النّار).
لا جبر ولا اختيار: (إنّ الله لا يطاع جبراً، ولا يعصى مغلوباً، ولم يهمل العباد
من المملكة، ولكنه القادر على ما أقدرهم عليه، والمالك لما ملّكهم إياه; فإن العباد
إن ائتمروا بطاعة الله لم يكن منها مانع، ولا عنها صاد، وإن عملوا بمعصيته فشاء أن
يحول بينهم وبينها فعل، وليس من شاء أن يحول بينك وبين شيء ولم يفعله، فأتاه الذي
فعله كان هو الذي أدخله فيه).
الخاتمية: (فُضِّلت على الأنبياء بستّ: اُعطيت جوامع الكلم، ونُصرت بالرعب
من مسيرة شهر، واُحلّت لي الغنائم. وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً. واُرسلت إلى
الخلق كافّة. وخُتم بي النبيّون).
إنّ الله اصطفاني: (إن الله اصطفى من وُلد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد
إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً. واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني
من بني هاشم، قال الله تبارك وتعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ
رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
مثلي مثل الغيث: (إنّ مثل ما بعثني به ربّي من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً،
منها طائفة طيّبة، فقبلت الماء فأنبتت العشب والكلأ الكبير، وكانت منها أجادب امسكت
الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى،
إنّما هي قيعات، لا تمسك ولا تُنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، وتفقّه فيما
بعثني الله به، فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي
اُرسلت به).
الإمام بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله: (يا عمّار! إنّه سيكون بعدي هنات،
حتى يختلف السيف فيما بينهم، وحتى يقتل بعضهم بعضاً، وحتى يبرأ بعضهم من بعض، فإذا
رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني: عليّ بن أبي طالب، فإن سلك الناس كلّهم
وادياً، وسلك عليُّ وادياً فاسلك وادي عليّ، وخلّ عن الناس.
يا عمّار! إن عليّاً لا يردّك عن هدى، ولا يدلّك على ردى.
يا عمّار! طاعة عليّ طاعتي، وطاعتي طاعة الله).
(من ظلم عليّاً مقعدي هذا بعد وفاتي، فكأنّما جحد نبوّتي، ونبوّة الأنبياء قبلي).
فضل عليّ عليه السلام: (لولا أنّني أشفق أن تقول فيك طوائف ما قالت النصارى في
عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالاً، لا تمرُّ بملأ منهم إلاّ أخذوا التراب من تحت
قدميك).
الأئمة بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله: (الأئمة بعدي من عترتي بعدد نقباء
بني إسرائيل، وحواريي عيسى، من أحبهم فهو مؤمن ومن أبغضهم فهو منافق، هم حجج الله
في خلقه وأعلامه في بريّته).
أئمة الحق: (يا علي! أنت الإمام والخليفة بعدي، وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم،
فإذامضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالحسين أولى
بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسين فابنه عليّ بن الحسين أولى بالمؤمنين من
أنفسهم، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمّد فابنه
جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم،
فإذا مضى موسى فابنه عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى
بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى
عليّ فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالقائم المهدي أولى
بالمؤمنين من أنفسهم، يفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها، فهم أئمة الحق، وألسنة
الصدق، منصورٌ من نصرهم، مخذول من خذلهم).
النبيّ صلَّى الله عليه وآله يبشّر بالمهديّ (عليه السلام)
روى أحمد عن النبي صلَّى الله عليه وآله ، أنه قال: (لا تقوم الساعة حتى
تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً ثمّ يخرج من عترتي من يملأها قسطاً وعدلاً...).
وجاء عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: دفع النبي صلَّى الله عليه وآله
الراية يوم خيبر إلى علي ففتح الله على يده ثم في غدير خم أعلم الناس أنه مولى كل
مؤمن ومؤمنة. وساق الحديث وذكر شيئاً من فضائل علي وفاطمة والحسن والحسين إلى أن
قال: (أخبرني جبرئيل أنهم يُظلمون بعدي وأنّ ذلك الظلم يبقى حتى إذا قام
قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الأمة على محبتهم وكان الشانئ لهم قليلاً والكاره لهم
ذليلاً وكثر المادح لهم وذلك حين تغيّر البلاد وضعف العباد واليأس من الفرج فعند
ذلك يظهر القائم المهدي من ولدي بقوم يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم ـ
إلى أن قال : (معاشر الناس أبشروا بالفرج فإن وعد الله حق لا يخلف ، وقضاءه
لا يرد وهو الحكيم الخبير وان فتح الله قريب).
وعن أم سلمة أنها قالت: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وآله يقول: (المهدي
من عترتي من ولد فاطمة).
وجاء عن حذيفة بن اليمان أنه قال: خطبنا رسول الله صلَّى الله عليه وآله فذكر
لنا ما هو كائن إلى يوم القيامة ثم قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد
لطوّل الله عزّ وجلّ ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلاً من ولدي اسمه اسمي، فقام سلمان
وقال: يا رسول الله إنه من أي ولدك؟ قال: هو من ولدي هذا وضرب بيده على
الحسين.
4 ـ أصول التشريع الإسلامي في تراث الرسول الأعظم صلَّى
الله عليه وآله
ألف ـ خصائص الإسلام:
1 ـ الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه.
2 ـ الإسلام يجُبّ ما قبله.
3 ـ الناس في سعة ما لم يعلموا.
4 ـ رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
5 ـ رفع القلم عن ثلاثة: الصبي والمجنون والنائم.
ب ـ العلم ومسؤولية العلماء:
1 ـ من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.
2 ـ من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار.
3 ـ من سُئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار.
4 ـ من أفتى بما لا يعلم لعنته ملائكة السماء والأرض.
5 ـ كل مفت ضامن.
6 ـ كل بدعة ضلالة وكل ضلالة سببها إلى النار.
7 ـ من يرد الله به خيراً يفقّهه في الدين.
8 ـ تعلّموا الفرائض وعلّموها الناس فإنها نصف العلم.
9 ـ إذا أتاكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فاقبلوه وما خالفه فاضربوا
به عرض الحائط.
10 ـ إذا ظهرت البدعة فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله.
ج ـ قواعد عامة للسلوك الإسلامي:
1 ـ لا رهبانية في الإسلام.
2 ـ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
3 ـ لا دين لمن لا تقيّة له.
4 ـ لا خير في النوافل إذا أضرّت بالفرائض.
5 ـ في كل أمر مشكل القرعة.
6 ـ إنّما الأعمال بالنّيات.
7 ـ نيّة المرء أبلغ من عمله.
8 ـ أفضل الأعمال أحمزها.
9 ـ من دان بدين قوم لزمه حكمهم.
10 ـ من سنّ سُنّة حسنة كان له أجرها وأجر العامل بها إلى يوم القيامة ومن سنّ سنّة
سيّئة كان عليه وزرها ووزر العامل بها إلى يوم القيامة.
د ـ خطوط عامة في القضاء والمحاكمات:
1 ـ إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر وإن أصاب فله أجران.
2 ـ إقرار العقلاء على أنفسهم جائز.
3 ـ البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر.
4 ـ لا يمين إلاّ بالله.
5 ـ ادرؤا الحدود بالشبهات.
6 ـ من قتل دون ماله فهو شهيد.
7 ـ على اليد ما أخذت حتى تؤدّي.
8 ـ جناية العجماوات جبار.
9 ـ لا يؤاخذ الرجل بجريرة ابنه، ولا ابن بجريرة أبيه.
10 ـ الناس مسلّطون على أموالهم.
هـ ـ العبادات في خطوطها العريضة:
1 ـ إنّ عمود الدين الصلاة.
2 ـ خذوا عني مناسككم.
3 ـ صلّوا كما رأيتموني أصلي.
4 ـ زكّوا أموالكم تقبل صلاتكم.
5 ـ زكاة الفطرة على كل ذكر وأنثى.
6 ـ جعلت لي الأرض مسجداً وترابها طهوراً.
7 ـ جنّبوا مساجدكم بيعكم وشراءكم وخصوماتكم.
8 ـ سياحة أمتي الصوم.
9 ـ كل معروف صدقة.
10 ـ أفضل الجهاد كلمة حق بين يدي سلطان جائر.
و ـ من أصول النظام العائلي:
1 ـ النكاح سنّتي فمن رغب عن سنّتي فليس منّي.
2 ـ تناكحوا تناسلوا فإني أباهي بكم الأُمم يوم القيامة.
3 ـ تزوّجوا ولا تطلّقوا فإنّ الطلاق يهتزّ منه عرش الرحمن.
4 ـ تخيّروا لنطفكم، فانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم.
5 ـ الولد للفراش وللعاهر الحجر.
6 ـ جهاد المرأة حسن التّبعّل لزوجها.
7 ـ ليس على النساء جمعة ولا جماعة ولا أذان ولا إقامة ولا عيادة مريض ولا هرولة
بين الصفا والمروة ولا جهاد ولا استلام الحجر ولا تولّي القضاء ولا الحلق.
8 ـ المتلاعنان لا يجتمعان أبداً.
9 ـ قذف المحصنة يحبط عمل مئة سخينة.
10 ـ الرضاع ما أنبت اللحم وشدّ العظم.
11 ـ علّموا أولادكم السباحة والرمي.
12 ـ من كان عنده صبيّ فليتصابّ له.
ز ـ نقاط مضيئة من النظام الاقتصادي الإسلامي:
1 ـ العبادة سبعة أجزاء أفضلها طلب الحلال.
2 ـ الفقه ثم المتجر.
3 ـ ملعون من ألقى كلّه على الناس.
4 ـ ابدأ بمن تعول.
5 ـ اعطوا الأجير أجره قبل أن يجفّ عرقه.
6 ـ على كل ذي كبد حرّى أجر.
7 ـ المسلمون عند شروطهم.
8 ـ المسلم أحق بماله أينما وجده.
9 ـ الوقوف على حسب ما يوقفها أهلها.
10 ـ لا يحل مال امرئ مسلم إلاّ عن طيب نفسه منه.
11 ـ الكفن ثم الدَّيْن ثم الوصية ثم الميراث.
12 ـ الصلح جائز بين المسلمين إلاّ ما أحلّ حراماً أو حرّم حلالاً.
13 ـ مطل الموسر المسلم ظلم للمسلم.
14 ـ البيّعان بالخيار ما داما في المجلس.
15 ـ شرّ المكاسب الرّبا.
16 ـ لا ينتفع من الميتة بإهاب ولا عصب.
ح ـ من أصول التعايش الاجتماعي:
1 ـ قتال المؤمن كفر وأكل لحمه معصية.
2 ـ حرمة المؤمن ميّتاً كحرمته حيّاً.
3 ـ كرامة الميت تعجيله في التجهيز.
4 ـ المؤمنون إخوة تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمّتهم أدناهم وهم يد على مَن سواهم.
5 ـ الولاء للعتق.
6 ـ الولاء لحمة كلحمة النسب.
7 ـ سباب المؤمن فسوق.
8 ـ كل مسكر حرام.
9 ـ ما اسكر كثيره فالجرعة منه حرام.
10 ـ عذاب القبر من النميمة والغيبة والكذب.
11 ـ لا غيبة لفاسق.
12 ـ حرّم لباس الذهب على ذكور أمتي وحلّ لإناثهم.
5 ـ من جوامع الكلم في تراث الرسول الأعظم صلَّى الله عليه وآله:
1 ـ إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
2 ـ أنا مدينة العلم وعليٌّ بابُها.
3 ـ أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ.
4 ـ إذا عمل أحدكم عملاً فليتقن.
5 ـ الإيمان نصفان: نصف في الصبر ونصف في الشكر.
6 ـ استعينوا على أموركم بالكتمان.
7 ـ الأمانة تجلب الرزق والخيانة تجلب الفقر.
8 ـ الأيدي ثلاثة: سائلة ومنفقة وممسكة، فخير الأيادي المنفقة.
9 ـ إذا ساد القوم فاسقهم وكان زعيم القوم أذلّهم وأكرم الرجل الفاسق فلينتظر
البلاء.
10 ـ أعجل الشر عقوبة البغي.
11 ـ ألا إنّ شرار أمتي الذين يكرمون مخافة شرّهم. ألا ومن أكرمه الناس اتّقاء شرّه
فليس منيّ.
12 ـ بالبرّ يستعبد الحرّ.
13 ـ بشّروا ولا تنفّروا.
14 ـ بادر بأربع قبل أربع: شبابك قبل هرمك وصحّتك قبل سُقمك وغناك قبل فقرك
وحياتك قبل موتك.
15 ـ ثلاث من مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة: أن تعفو عمّن ظلمك وتصل من
قطعك وتحلم على من جهل عليك.
16 ـ ثلاث تخرق الحجب وتنتهي إلى ما بين يدي الله: صرير أقلام العلماء ووطئ
المجاهدين وصوت مغازل المحصنات.
17 ـ ثلاث تقسي القلب: استماع اللهو ، وطلب الصيد واتيان باب السلطان.
18 ـ جبلت القلوب على: حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها.
19 ـ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.
20 ـ حب الدنيا رأس كل خطيئة.
21 ـ الحكمة ضالة المؤمن. رأس الحكمة مخافة الله.
22 ـ حُفت الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات.
23 ـ حسّنوا أخلاقكم والطفوا بجيرانكم واكرموا نساءكم تدخلوا الجنة بغير حساب،
داووا أمراضكم بالصدقة.
24 ـ رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس في غير ترك حق.
25 ـ سادة الناس في الدنيا الأسخياء، سادة الناس في الآخرة الأتقياء. السعيد من
وُعظ بغيره.
26 ـ شر الناس من باع آخرته بدنياه ، وشرٌ من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره.
27 ـ طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس.
28 ـ عليك بالجماعة فإن الذئب يأخذ القاصية.
29 ـ عليكم بالاقتصاد فما افتقر قوم اقتصدوا.
30 ـ عجبت لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء ، كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار.
31 ـ عزّ المؤمن استغناؤه عن الناس.
32 ـ عُد من لا يعودك، واهد لمن لم يهد إليك.
33 ـ الغني غني النفس.
34 ـ كن عالماً أو متعلّماً أو مستمعاً أو محبّاً، ولا تكن الخامس فتهلك.
35 ـ لا مال أعود من العقل.
36 ـ لا فقر أشدّ من الجهل.
37 ـ لا عقل كالتدبير.
38 ـ ليس منّا من غشّ مسلماً أو ضرّه أو ماكره.
39 ـ من المروءة إصلاح المال.
40 ـ من أحبّ عمل قوم أشرك معهم في عملهم.
41 ـ من أحب قوماً حشر معهم.
42 ـ من عمل بما علم ورّثه الله ما لم يعلم.
43 ـ من أعان ظالماً على ظلمه سلّطه الله عليه.
44 ـ من يصلح ما بينه وبين الله يصلح الله ما بينه وبين الناس.
45 ـ من لا يرحم لا يُرحَم.
46 ـ مَن غَشّ غُشّ.
47 ـ من تساوى يوماه فهو مغبون.
48 ـ ما عال من اقتصد.
49 ـ المؤمن من أمن الناس من يده ولسانه.
50 ـ المسلم من سلم الناس من أذاه.
51 ـ المجالس بالأمانة.
52 ـ المسلم مرآة لأخيه المسلم.
53 ـ المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يثلمه.
54 ـ المستشار مؤتمن.
55 ـ ما هلك امرؤٌ عرف قدر نفسه.
56 ـ من تفاقر افتقر.
57 ـ من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح.
58 ـ من أذاع فاحشةً كان كمبدئها.
59 ـ ومن عيّر مؤمناً بشيء لم يمت حتى يركبه.
60 ـ من عدّ غداً من أجله فقد أساء صحبة الموت.
61 ـ من أرضى سُلطاناً بما يسخط الله خرج من دين الله.
62 ـ مداراة الناس نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش.
63 ـ يسّروا ولا تعسّروا.
64 ـ يطبع المؤمن على كل خصلة ولا يطبع على الكذب ولا على الخيانة.
6 ـ نماذج من ادعيته الشريفة صلَّى الله عليه وآله
ألف ـ من دعائه في شهر رمضان بعد المكتوبة: (اللهم أدخل على أهل القبور
السرور، اللهم أغن كل فقير، اللهم أشبع كل جائع، اللهم اكس كل عريان، اللهم اقض دين
كل مدين، اللهم فرج عن كل مكروب، اللهم رد كل غريب، اللهم فك كل أسير، اللهم أصلح
كل فاسد من أمور المسلمين، اللهم اشف كل مريض، اللهم سدّ فقرنا بغناك، اللهم غيّر
سوء حالنا بحسن حالك، اللهم اقضِ عنا الدين وأغننا من الفقر إنّك على كل شيء قدير).
ب ـ دعاؤه صلَّى الله عليه وآله يوم بدر: (اللهم أنت ثقتي في كل كرب، وأنت
رجائي في كل شدّة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعُدّة، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد
وتقلّ فيه الحيلة، ويخذل فيه القريب، ويشمت به العدو، وتعييني فيه الأُمور، أنزلته
بك وشكوته إليك راغباً فيه إليك عمن سواك ففرّجته وكشفته عني وكفيتنيه، فأنت ولي كل
نعمة، وصاحب كل حاجة، ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيراً ولك المنّ فاضلاً).
ج ـ دعاؤه صلَّى الله عليه وآله يوم الأحزاب: (يا صريخ المكروبين ويا مجيب
دعوة المضطرين اكشف عني همي وغمي وكربي فإنّك تعلم حالي وحال أصحابي فاكفني حول
عدوي فإنه لا يكشف ذلك غيرك).
د ـ دعاء علّمه صلَّى الله عليه وآله لبعض أصحابه يتّقي به شرّ العدو: ذكر ابن طاوس
في مهج الدعوات هذا الدعاء كما يلي: (يا سامع كل صوت، يا محيي النفوس بعد
الموت، يا من لا يعجل لأنه لا يخاف الفوت، يا دائم الثبات، يا مخرج النبات يا محيي
العظام الرميم الدارسات. بسم الله، اعتصمت بالله وتوكلت على الحي الذي لا يموت،
ورميت كل من يؤذيني بلا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم).
هـ ـ دعاؤه صلَّى الله عليه وآله لقضاء الدين علّمه علي بن أبي طالب عليه السلام:
(اللهم اغنني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك).
و ـ دعاؤه صلَّى الله عليه وآله إذا وضعت المائدة بين يديه: كان رسول الله
صلَّى الله عليه وآله إذا وضعت المائدة بين يديه قال: (سبحانك اللهم ما
أحسن ما تبتلينا، سبحانك اللهم ما أكثر ما تعطينا، سبحانك اللهم ما أكثر ما تعافينا،
اللهم أوسع علينا وعلى فقراء المؤمنين والمسلمين)1.
1-موسوعة أعلام الهداية / سيرة النبي الأكرم.
2013-01-09