يتم التحميل...

نقش على الماء*

خواطر جهادية

نَقْش لى الماءِ أم نَقْش على الحَجَرِ أمْ يقظةُ الروحِ في دنيا من الصُوَرِ؟ باتوا نياماً على أحلامِ يقظتهمْ‏ فأيقظتهُمْ يدُ الحفّارِ في الحُفَرِ

عدد الزوار: 19
نَقْش لى الماءِ أم نَقْش على الحَجَرِ أمْ يقظةُ الروحِ في دنيا من الصُوَرِ؟
باتوا نياماً على أحلامِ يقظتهمْ‏ فأيقظتهُمْ يدُ الحفّارِ في الحُفَرِ
ما للخليقةِ وَلْهى، وهي سائرة من ظلمة البدو حتى ظلمة الحَضَرِ؟
كأنّما سيرُها خطُّ النمالِ على خدّ الرمالِ، فهل في الرمل من أَثَرِ؟
وهل أقاموا؟ وهل حقاً بنا نزلوا؟ وهل أفاؤا على الرحّالة الكُثُرِ؟
وهل تقارَبَ منهم صوتُ مبتعدٍ؟ وهل تباعَدَ منهم صوتُ محتضِرِ؟
داروا على نارهم، حتّى إذا وَجَدوا ما اخضرَّ في الجمر أو ما اصفرَّ في الشررِ
ألقوا بأجنحةٍ بيضاء خائفةٍ على اللهيبِ وغابوا في رحى القَدَرِ
كأنّما بحرُهُمْ برّ تغالبهُ‏ شطئانُه وتدانيهِ على حَذَرِ
كأنّما بحرُهُمْ سكرانُ مُحتَبَس‏ هو المقيمُ وهُمْ فيهِ على سَفَرِ
هو المقيمُ، ولكنْ أينَ؟ ما برِحتْ‏ تُطوى البحار كطيّ اللمحِ في البصرِ
يُطوى السحابُ وتُطوى كل بارقةٍ من أخمص النهرِ حتى هامةِ القمرِ
وما المقيمُ وما الفادي وما أثر يمضي على أثرٍ يمضي على أثرِ؟
إني أنا الرجل الصفصافُ أضلعُهُ‏ ضلعي، وأغصانه دمعي ومصطبري‏
فإنْ سمعتَ بكاءً فهو من وجعي‏ وإن سمعت نشيداً فهو من وتري‏
ناديتُ ذاتَ فمٍ والريح عاصفةً يا أيّها الشجرُ الملقى على الشجرِ
يا أيُّها الجَبَلُ العالي ويا أَبَتِ‏ يا ناشرَ الغيم فوق القريةِ المَطَرِ
ناديتُ فامتلأ الوادي بدمعتِهِ‏ وأطلق السدُّ صوتي في فم النَهَرِ
قُمْ وارتعشْ وابكِ واضحكْ وانتفِضْ جذلاً أَخذتَ قلبَكَ حُرّاً من يدِ الخَطَرِ
أُعْطيتَ قلبَكَ في التسعين مؤتلِقاً كصيبِ الماء يُحيي مَيّتَ الثمرِ
وكُنْ جميلاً كما قالَ الإلَه لنا كونوا فكُنّا مع النُعمى على قَدَرِ
وكُنْ مؤصِّلَ نبع الماءِ حارسه‏ وكُنْ مقلّمَ أهداب الضُحى النَضِرِ
وكُنْ جنوبَ جنوبٍ لا جنوبَ لهُ‏ سوى الجنوبِ وكُنْ مَهديّ‏َ منتظِرِ
أمبصر أنتَ؟ ها إني أشاهدهم‏ سودَ العمائمِ، طلاّعينَ، كالدُررِ
حمرَ الوقائع ِ معصوباً بجبهتهم‏ دمُ الحسين طريّاً غير مستترِ
صُفْرَ البيارق حتى ما إذا غَرَسوا أعلامهم حرّةً في قلعة التَتَرِ
واستنزلوا كلّ‏َ باغ ٍ عن مناعته‏ عادوا يتوجُهم تاج من الخَفَرِ
يُغضون من شدّة التقوى، وأعجبُهُ‏ ألاّ يُرى غيرُ صدّاحٍ ومفتخرِ
هُمُ الشواهينُ مدّوا ظلّ أجنُحِهِمْ‏ على السماءِ وخطّوا اية الظَفَرِ
أيّ‏ُ الموازينِ لم تقلق كأنّ بها من رجفة الطيرِ ما يغني عن الخبرِ؟
دارت على نفسها الأيّام وارتفعت‏ غمامة اللَّه بين الركنِ والحَجَرِ

* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الامام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص:  15-20.


*- القصيدة التي القاها الشاعر محمد علي شمس الدين في اعلان نتائج المسابقة الشعرية.

2011-01-17