يتم التحميل...

لِعَيْنَيْ بِلادِي‏

خواطر جهادية

لِعَيْنَيْكِ رَقّ‏َ القَلْبُ واسْتَوْقَفَ الذّكْرَى‏ وأَنْشَدَ ثَغْرُ المَجْدِ أُنْشُودَةً فَخْرا وأَعْرَضَ وَجْهُ الأَرْضِ عَنْ تَابعٍ لَها لِتُصْبِحَ عَيْنُ النَّصْرِ فيكِ لَهُ بَدْرا

عدد الزوار: 32
لِعَيْنَيْكِ رَقّ‏َ القَلْبُ واسْتَوْقَفَ الذّكْرَى‏ وأَنْشَدَ ثَغْرُ المَجْدِ أُنْشُودَةً فَخْرا
وأَعْرَضَ وَجْهُ الأَرْضِ عَنْ تَابعٍ لَها لِتُصْبِحَ عَيْنُ النَّصْرِ فيكِ لَهُ بَدْرا
وابَ إلَيْكِ العُمْرُ يَسْبِقُه دَمْع‏ سَعيد بِلقْياكِ فَمَا أعْظَمَ الذّكْرى‏
لِعَيْنَيْكِ ضَجّ‏َ النُّورُ في هَيْكَلِ السَّنا وَفَجَّر وَجْدَ القَلْبِ وَالنَّثْرَ والشِّعْرَ
وَصَفَّقَ فَوْقَ الأَرْزِ في كُلّ‏ِ قمّةٍ وَقَدْ حَمَلَتْ رَاياتِكِ السُّودَ والصُّفْرَ
وهَلَّلَ للتَّحْريرِ في كُلّ‏ِ مَوْكِبٍ‏ يذيعُ لَنَا مَجْداً ويُفْضِي لَكِ سِرّا
فأَقْبَلْتِ كالطّيْفِ المُقِبلّ‏ِ حكايَةً تَميد بينَ والأَنْوارُ تَغْمُرُكِ غَمْرا
تَهَادَيْ ولا تخْشَيْ مَقُولةَ حَاسِدٍ فمَنْ وَرَدَ الأَمْجَادَ كانَ لَها قَدْرَا
وقولي لإسرائيلَ أنّ‏َ نُجومَها تَهَاوَتْ مِنَ اللَّعْناتِ فانْدحَرَتْ ذُعْرا
ولا خَيْرَ فيها مُذْ أَقَامَتْ وأَفْسَدَتْ‏ سوى أَنَّها زَادَتْ إلى شِعْرِنَا شَطْرا
فَدَيْتُكِ مِنْ أَرْضٍ لها في نَواشِريِ‏ من الحُبّ‏ِ مَالا أسْتَطيعُ لَهُ حَصْرا
لقَدْ هَامَ فيكِ القَلْبُ ما لَمْ يَذُبْ مِنْه‏ وما ذابَ حتّى أشْعَلَتْ نارُه الصَّدْرَ
لَئنْ شَغَفَتْ قلبي رُباكِ فليْسَ في‏ جرائمِ طَرْفِ العَيْنِ ما يُوجِبُ العُذْرَ
بلادي عَسَى الأَيَّامُ يَرْجعْنَ خُطْوةً مضيْنَ سريعاتٍ فما أبْخَلَ الدَّهْرَ
أيَدْرينَ كَنْ يَحْمِلْنَ فيهنّ‏َ مِنْ مَجْدٍ تَردَّدُ أصْداء لهُ في السَّما جَهْرا؟
أيعْلَمْنَ كَمْ شيَّدتِ للعزِّ مَنْزِلاً وكمْ صنَعَ الأَبْطَالُ مِنْ عَزْمِهِمْ جِسْرا
ليَعْبُرَ لُبْنَانُ الحَبيبُ وتَعْبُرِي‏ وَنَسْرُدَ للأيَّامِ أَفْراحَنَا الكُبْرَى‏
طويْنَا عَلَى الجُرْحِ الجراحَ وَلَمْ نَبُحْ‏ باهٍ وما شِئْنا بعاداً ولا هَجْرا
وكنَّا نُداوي بالكِفَاحِ نُفوسَنَا وبالأمْنياتِ البِيضِ تَسْتَقْبِلُ العُمْرَ
وكنْتُ على بُعْدٍ أُراقِبُ عَنْ قُرْبٍ‏ إذا دَمَعَتْ عَيْن بكيْتُ لَهَا فَوْرا
وكَمْ قُتِلَتْ نفْسي وهيَّجَ حُزْنَها صراخاتُ ثكْلَى إنْ تَشَأْ تُنْطِقِ الصَّخْرَ
أنا الطِّفْلُ مذْبوحاً بِقانا بلا دَمٍ‏ أنا المقْلَةُ العَطْشَى إذا نَفَذَتْ صَبْرا
ولي مِنْ جراحِ الطَّفّ‏ِ كُلّ مصيبةٍ أُذِيقُ بها صهْيوناً العَلْقَمَ المُرَّ
فيا لَصُرَاخِ العُمْرِ في نارِ داخِلي‏ ويا لَقُيودِ الأَمْسِ مُسْتَقْبَلاً بَرَّا
كَسَرْتُ قُيودي وانْتَفَضْتُ لِنكْبَتَي‏ فلا اسْتَسْلَمَتْ ذاتي ولا غُصِبَتْ أَمْرا
طليتُ بنَزْفِ الرُّوحِ جُدْرانَ غُرْبَتي‏ فيا للنَّوَى دَاراً ويا للمَدَى أَسْرا!
رأيْتُ طلوعَ الشَّمْسِ قبْلَ طُلُوعِها وَأُخْبِرْتُ أَنّ‏َ الصَّبْحَ يَحْملُ لي بُشْرى‏
نهضْتُ وعانَقْتُ السَّماءَ بعزَّتي‏ بنَفْسٍ أَبَتْ إلاّ نجيعَ الدِّما ذُخْرا
فصدَّعْتُ قُضْبَانَ السُّجُونِ ولمْ أعُدْ أبالي أجَاءَ المَوْتُ أمْ لمْ يَجِئْ طُرّا
وأَيْقَنْتُ أنّ‏َ الحُرَّ مَنْ بَاعَ عُمْرَهُ‏ ليَشْتَريَ الأَمْجادَ والوَطَنَ الحُرَّ
وقَفْتُ على شَطٍّ الزَّمانِ ورَغْبَتي‏ تُحدِّثُنِي حِيناً وَأُخْبرُهَا طَوْرا
إليّ‏َ بوعْدِي يا سُنُونَ بِبَهْجَتي إليّ‏َ نَجيعَ الرُّوحِ والأَدْمُعَ الحُمْرَ
أَتَنْصَرِمُ الأَيَّامُ مِثْلَ سَحَابَةٍ مُعَجِّلَةً لَمْ تَشْفِ في عُمْقِنَا وِتْرا؟!
أَيُتْرَكُ دَمْعُ العَيْنِ يُسْكَبُ حَرْقَةً ولا تُتْرَكُ النِّيرانُ تَسْتَأْصلُ الكُفْرَ؟
وَأَقْبَلَ طَيْفُ الوَعْدِ مِنْ بَعْدِ ثَوْرَةٍ وَحَطَّ عَلَى أَرْضِ الوَفَا يَنْسلُ الفَجْرَ
أَغَرَّهُ مِنّا أَنَّنا شَعْبُ عِزَّةٍ أَعَدَّ لأَهْلِ الشِّرْكِ ضَرْبَتَهُ قَبْرا
فماتَتْ بذورُ الشَّرِّ واجتُثّ‏َ جذْعُها وأَتْبَعَها نَصْر لنا ضَرْبةً أُخْرَى‏
وأشْرَقَتِ الامَالُ في كُلّ‏ِ خاطرٍ فَشَعَّتْ لَها الالامُ توسِعُها شُكْرا
وأَبْصَرَتِ الدُّنْيا بعَيْنٍ جديدةٍ فَمُشْرِقَة حيناً وضَاحِكَة طَوْرا
وأَقْبَلَ أَيَّارُ الحَبيبُ بمَوْكِبٍ‏ يُحَدِّثُ أَخْبَاراً تُذَكِّرُنا بَدْرا
لنا سَيِّد لَوْ شَاءَ دَلّ‏َ بإِصْبَعٍ‏ فَتَسْقُطُ في يُمْنَاهُ شَمْسُ السَّمَا ظُهْرا
ويعكِسُ لامَ الرَّفْضِ يَسْحَرُها بَلَى‏ فَتَسْعَى لَهُ الأَحْلاَمُ رُغْمَ المَلاَ سَيْرا
هو "حَسَنُ" المَقْرونُ بالنَّصْرِ إِسْمُهُ‏ ومَنْ غَيْرُ حُرٍّ صَادِقٍ يَصْنَعُ النَّصْرَ
فلَوْ أَحْصَتِ الأَقْلامُ أَلْفاظَ مَجْدِهِ‏ لأَلْحَقَ بالعَلْيَاءِ في عَرْشِها خُسْرا
بلادي كفى عَيْنَيْكِ دَمْعاً أَلاَ ابْسِمِي‏ فإنَّك بَعْدَ اليَوْمِ لَنْ تَذْرُفي دُرَّا
ولا تَحْزَني إِنْ كانَ فَرَّقَنَا بَيْن‏ فإنّ الهَوَى يَقْضي على العَاشق الصَّبْرَ
أبى المجْدُ إلا أنْ يَرَاكِ عَلَى صَرْحٍ‏ لهُ فاهْنإِي واسْتَقْبلي في العُلاَ الفَجْرَ
وظلّ‏َ فُؤادُ الحُلْمِ يَنْبِضُ بالسَّنا ويُشْرِقُ دَمْعُ العَيْنِ مَعْ فَرْحَةِ الذّكْرى‏

راوية حسين علوة


* نسائم الانتصار. تأليف مجموعة من الشعراء. الناشر: مركز الإمام الخميني الثقافي. ط: الأولى نيسان 2005م- 1426ه. ص: 100- 108.

2011-01-07