يتم التحميل...

الانتخابات مبايعة جديدة للأهداف الكبرى والمشاركة فيها واجبٌ ثوري

الحكومة الإسلامية

من كلمة الإمام الخامنئي في لقائه قادة وكوادر القوة الجوية في جيش الجمهوريّة الإسلاميّة الحكومة الإسلامية 08-02-2016

عدد الزوار: 23

من كلمة الإمام الخامنئي في لقائه قادة وكوادر القوة الجوية في جيش الجمهوريّة الإسلاميّة الحكومة الإسلامية 08-02-2016

الانتخابات مبايعة جديدة للأهداف الكبرى والمشاركة فيها واجبٌ ثوري
وأما "عيد الانتخابات"، وهو عيدٌ حقاً. فقد تحدثتُ قليلاً بشأن هذا الموضوع فيما مضى1 . والكلام كثير في هذا المجال. فالانتخابات هي ضخٌّ لدمٍ جديد في جسم نظام الجمهورية الإسلامية، وتجديدٌ لقوى الشعب وطاقاته. حيث يحضر البعض، ويتولى جملة من المهام، وينجز مجموعة من الإنجازات، فتارة يتمكن وأخرى يخفق، ومنهم من ينجح، ومنهم من لا يقدر على ذلك . وقد مُنح الشعب هذا الحق بأن ينزل إلى وسط هذه الساحة في مقطع زمني محدد - وهو أربع سنوات للمجلس ورئاسة الجمهورية، وأكثر منها بقليل لمجلس الخبراء - ويقرّر بأن يكون فلان مسؤولاً أو لا يكون فلان.. هذا هو معنى الانتخابات، هي بثّ روح جديدة ودم جديد ونفَس جديد في البلد والشعب والناس. هذه هي الانتخابات، وهذا هو سبب إصراري على أن يشارك كل الناس فيها. إن الانتخابات العامة ومشاركة الجميع، تمنح العزة للبلاد ولنظام الجمهورية الإسلامية، فتكون هي الضامن للبلاد. الانتخابات هي مبايعة جديدة للأهداف الكبرى. هذا هو معنى الانتخابات. ولهذا تكون المشاركة في هذه الحادثة الكبرى فريضة على كل الناس.

الإنتخابات تجدد اللحمة بين النظام والشعب
إن من الأهداف المستمرة لمعسكر العدو - وعلى رأسه أمريكا - منذ انطلاق الثورة الإسلامية وحتى يومنا هذا، هو إيجاد حالة حادة من ثنائية القطبية بين الشعب والنظام، وهذا مناقض تماماً لما بُنِيت عليه الجمهورية الإسلامية؛ أي التلاحم والانسجام التام بين النظام والشعب. فإنهم أرادوا خلق هذه الهوّة، وبالتأكيد لم ينجحوا في ذلك. الانتخابات واحدة من القضايا التي تفرض اليأس على العدوّ في هذه الساحة، وتدلّ على العلاقة الوثيقة بين النظام والشعب، وتقضي بالكامل على هذه الثنائية القطبية التي يرغب بها العدوّ. ومن هذا المنطلق، تكون الانتخابات مصداقاً لقوله: (إِنْ تَنْصُرُوا الله).

الجمهورية الإسلامية المصداق الأكبر لـ "إن تنصروا"
يقول القرآن الكريم (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ)2، ما هي نصرة الله؟ وكيف تتحقق؟ إن نصرة الله تعني السعي لتحقق إرادة الله التشريعية على وجه الأرض، والجمهورية الإسلامية هي المصداق الأكبر لذلك، وكل من ينصر الجمهورية الإسلامية بأي نحو من الأنحاء فقد عمل بقوله: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ)، فما هي نتيجة عمله ؟ (يَنْصُرْكُمْ). ألم يحدث هذا الشيء؟ ألم نشهد نتائج هذا الأمر منذ مطلع الثورة؟ ألم نجرّب ذلك ونختبره؟ من الذي واجهنا منذ انتصار الثورة وحتى يومنا هذا؟ فلينظر الجميع حقاً إلى هذه القضية بإمعان، علماً بأن أهل الفكر والنظر ينظرون بهذا المنظار. فقد وقفت القوى المادية العالمية الأولى في الدنيا منذ انطلاق الثورة مقابل نظام الجمهورية الإسلامية ولم تتمكن من تحقيق شيء.

· أصبحنا قوة إقليمية.. وعالمية
إن الثورة بطبيعتها إذا ما اندلعت في بلدٍ، تحدث فيه إلى حدّ ما حالات من البلبلة والاضطراب. وقد حاول هؤلاء الأعداء في تلك الأيام المضطربة الأولى أن يقوموا بتقسيم البلد، وتدبير انقلاب عسكري، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك، ثم شنوا "الحرب المفروضة" على البلاد ثمانية أعوام، وفرضوا الحظر منذ الأيام الأولى، وهذه العقوبات التي تشاهدونها ليست سوى تتمة لتلك العقوبات الأولى مع التصعيد طبعاً يوماً بعد آخر. فأيّ بلدٍ يستطيع الصمود؟ أي بلد يتمكن من المقاومة أمام كل هذه التهديدات؟ هو الجمهورية الإسلامية، وإيران الإسلام قاومت وحافظت على نفسها، بل وقامت بمضاعفة قوّتها وقدراتها. فالاقتدار الذي تتمتع به الجمهورية الإسلامية في الوقت الراهن لا يمكن مقارنته بالأيام الأولى، حيث أصبحت الجمهورية الإسلامية قوة إقليمية، بل وفي بعض القضايا والمسائل قوة عالمية، إن بلدكم الآن هو قوة عالمية في بعض القضايا وفي عداد القوى العالمية، وأضحى موقف الجمهورية الإسلامية في جملة من قضايا العالم أشدّ تأثيراً من رأي القوى العالمية الكبرى. هكذا أصبحت، وإلى مثل هذا تبدلت في الوقت الحاضر. وهذا هو نزول النصرة الإلهية. فإنّ (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ) التي عملتم بها، استتبعها (يَنْصُرْكُمْ)، فنصركم الله، ولولا نصرته لما أمكن ذلك. ولا بد من مواصلة مسيرة (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ)، ومشاركة الناس في الانتخابات تعدّ مصداقاً لهذا المسير.

الانتخابات واجبٌ ثوري
لديّ بالطبع كلام كثير في شأن الانتخابات. وهناك تصريحاتٌ وأقوالٌ تُطرح في هذه الأيام، ولا أريد التعرض لهذه الأقوال التي تثير التشويش في الرأي العام، وتبثّ الشك والتردّد في قلوب الناس، وهي خطأ وغير مناسبة حيث إن البعض ينظر إلى المسائل من زاوية سياسية فقط، ويضع جانباً الرؤية الإلهية بشكل كامل. كلمات تُسمع في هذه الأيام، ولا أريد الآن التعرض لهذه الأمور. ما أود التعرض إليه، هو أن يعلم الشعب بأنّ عزّته وفخره واقتداره وصموده أمام معسكر العدو مرهونة بأداء واجباته الثورية بالشكل المطلوب، ومن أهم هذه الواجبات هو الانتخابات. هذا خطابي إلى الشعب، ولديّ خطاب موجّهٌ للمسؤولين في شأن الانتخابات.


1- منها اللقاء مع أئمة الجمعة (14-10-1394)
2- سورة محمّد ، جزء من الآية 7

2017-02-22