يتم التحميل...

القائد قدس سره يجيب على مسائل الإبتلاء

آداب المتعلم

يأثم المكلف فيما لو أدى عدم تعلّمه لمسائل الإبتلاء إلى ترك الواجب أو بفعل الحرام

عدد الزوار: 13

وجوب تعلم مسائل الإبتلاء
يأثم المكلف فيما لو أدى عدم تعلّمه لمسائل الإبتلاء إلى ترك الواجب أو بفعل الحرام 1 .

طرق تحصيل اليقين بأصول الدين
يحصل اليقين غالباً بالبراهين والأدلة العقلية، غاية الأمر أنّ البرهان والدليل يختلفان حسب اختلاف مراتب إدراك المكلّفين، ولو فُرض أنّ اليقين حصل لشخص من طريق آخر فإنّ ذلك يكفي على أي حال 2 .

حكم الكسل وإضاعة الوقت:
في تضييع الوقت بالبطالة إشكال، وإذا كان الطالب يستفيد من المزايا المخصصة للطلبة فإنّ عليه أن يتابع المنهج الدراسي الخاص بهم، وإلاّ فلا يجوز له الإستفادة من تلك المزايا من الراتب والمنحة وغيرها 3 .

العلاقة بين المعلم والمتعلم:
ليس للطالب المقابلة والإجابة بما لا يليق بمقام الأستاذوالمعلّم فيما إذا أخطأ المعلم مع الطالب، بل يجب عليه حفظ حرمة المعلّم والمحافظة على النظام في الصف 4 .تجب على المعلّم رعاية حرمة الطالب أمام زملائه، ومراعاة آداب التعليم الإسلامية5 .

المراكز التعليمية المختلطة:
لا مانع من دخول المراكز التعليمية المختلطة للتعليم والتعلّم، ولكن يجب على النساء والبنات حفظ الحجاب، وعلى الرجال الإمتناع عن النظر إلى ما لا يجوز لهم النظر إليه، وعن الإختلاط الموجب لخوف الفتنة والفساد6 .

التخصّصات العلمية:
كل التخصّصات العلمية المفيدة والتي يحتاجها المسلمون، مما ينبغي أن يهتم بها العلماء والأساتذة والطلبة الجامعيون ليستغنوا بذلك عن الأجانب، لا سيما عن المُعادين للإسلام والمسلمين 7 .

دراسة الفلسفة:
لا مانع من دراسة وتعلّم الفلسفة لمَن يطمئن من نفسه بأنها لا تسبّب له تزلزلاً في معتقداته الدينية، بل هو واجب في بعض الموارد8 .

دراسة الطب‏
دراسة الطب بهدف التأهيل لتقديم الخدمات الصحية للأمة الإسلامية وعلاج المرضى وإنقاذ أرواحهم لها أهمية كبرى أيضاً 9 .

العقائد الفاسدة
إذا لم يكن في تدريس بعض العقائد الفاسدة خوف على العقائد الدينية للدارسين، ولم يكن في الدراسة ترويج للباطل، فلا مانع منه 10 .

كتب الضلال
لا يجوز بيع وشراء وحفظ كتب الضلال، إلاّ من أجل الرد عليها، بشرط أن يكون قادراً علمياً على ذلك11
.
مسألة: في جواز الإطّلاع على كتب الضلال وكتب الديانات الأخرى، لغرض التعرّف على دينهم وعقائدهم للمعرفة وزيادة الإطّلاع إشكال 12 .

القصص الخيالية
لا بأس في تعليم وحكاية القصص الخيالية عن حياة الحيوانات والناس، فيما إذا كانت هناك فائدة مترتبة على ذلك بشرط أن تكون خالية عن الكذب 13 .

  الخاتمة
اعلم وفقك الله تعالى أني قد أوضحت لك السبيل، وعلمتك كيفية المسير، وبينت لك كمال الآداب، وحثثتك على دخول هذا الباب، فعليك بالجد والتشمير، واغتنام أيام عمرك القصير، في اقتناء الفضائل النفسانية، والحصول على الملكات العلمية، فإنها سبب لسعادتك المؤبدة، وموجبة لكمال النعمة المخلدة، فإنها من كمالات نفسك الإنسانية، وهي باقية أبدا لا تعدم كما تحقق في العلوم الحكمية، ودلت عليه الآيات القرآنية والأخبار النبوية، فتقصيرك في تحصيل الكمال في أيام هذه المهلة القليلة موجب لدوام حسرتك الطويلة. واعتبر في نفسك الآن إن كنت ذا بصيرة أنك لا ترضى بالقصور عن أبناء نوعك من بلدك أو محلتك، وتتألم بزيادة علمهم على علمك وارتفاع شأنهم على شأنك، مع أنك وهُم في دار خسيسة، وعيشة دنيئة زائلة عما قليل، ولا يكاد يطلع على نقصك من الخارجين عنك إلا القليل، فكيف ترضى لنفسك إن كنت عاقلا بأن تكون غداً في دار البقاء عند اجتماع جميع العوالم من الأنبياء والمرسلين، والشهداء، والصالحين، والعلماء الراسخين، والملائكة المقربين، ومنازلهم في تلك الدار على قدر كمالاتهم التي حصولها في هذه الدار الفانية، والمدة الزائلة في موقف صف النعال، وأنت الآن قادر على درك الكمال، ما هذا إلا قصور في العقل أو سبات. نعوذ بالله من سنة الغفلة وسوء الزلة.

وهذا كله على تقدير سلامتك في تلك الدار من عظيم الأخطار وعذاب النار، وأنى لك بالأمان من ذلك؟! وقد عرفت أن أكثر هذه العلوم واجب إما على الأعيان أو الكفاية، وأن الواجب الكفائي إذا لم يقم به من فيه كفاية يأثم الجميع بتركه، ويصير حكمه في ذلك كالواجب العيني.
واعتبر أيضاً أن امتيازك عن سائر جنسك من الحيوانات ليس "إلا بهذه القوة "العاقلة، التي قد خصك الله بها من بينها، المميزة بين الخطأ والصواب، الموجبة لتحصيل العلوم النافعة لك في هذه الدار وفي دار المآب، فقعودك عن استعمالها فيما خلقت له، ومشاركتك سائر الحيوانات مثل الديدان والخنافس فإنها تأكل وتشرب وتجمع القوت وتتوالد مع أنك قادر على أن تصير من جملة الملائكة المقربين بل أعظم من الملائكة باستعمال قوتك في العلم والعمل ، قعودك عين الخسران المبين.

فتنبهوا معشر إخواني وأحبائي أيقظنا الله وإياكم من الغفلة واغتنموا أيام المهلة، وتلافوا التفريط، قبل زوال الإمكان وفوت الأوان والحصول في حَيِّزِ كان، فيالها حسرة لا يتدارك فارطها، وندامة تخلد محنتها !
نبهنا الله وإياكم من مراقد الطبيعة، وجعل ما بقي من أيام هذه المهلة مصروفا على علوم الشريعة، وأحلنا جميعا في دار كرامته بمنازلها الرفيعة. إنه أكرم الأكرمين وأجود الأجودين.

*30 أدباً للمتعلّم ,سلسلة تنميةالمهارات العلمية, نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


1- أجوبة الإستفتاءات الطبعة الثانية ج‏2، مسألة 229
2- م. ن، مسألة 231
3- أجوبة الإستفتاءات الطبعة الثانية ج‏2، مسألة 245
4- أجوبة الإستفتاءات الطبعة الثانية ج‏2، مسألة 245
5-م. ن، مسألة.245
6- م. ن، مسألة 238
7- م. ن، مسألة 241
8- م. ن، مسألة 235
9- أجوبة الإستفتاءات الطبعة الثانية ج‏2، مسألة 244
10-  م. ن، مسألة .234
11- م. ن، مسألة 236.
12- م. ن، مسألة 242
13- م. ن، مسألة 237.

2016-03-12