مع الشهيد
الإمام الخامنئي دام ظله
هناك صنفان من الناس في الدنيا، من حيث موتهم، إنسان يموت لهدف دنيوي يزول بمجرد موته ولا يترك أثراً، وآخر يموت ويكون موته بسعة الدنيا والآخرة، لمصلحته ومصلحة الآخرين، ويترك وراءه الكثير الكثير، والشهيد هو من الصنف الثاني.
عدد الزوار: 717
الشهيد معنى كبير
هناك صنفان من الناس في
الدنيا، من حيث موتهم،
إنسان يموت لهدف دنيوي
يزول بمجرد موته ولا يترك
أثراً، وآخر يموت ويكون
موته بسعة الدنيا والآخرة،
لمصلحته ومصلحة الآخرين،
ويترك وراءه الكثير
الكثير، والشهيد هو من
الصنف الثاني.
وسرُّ الشهيد هو سرُّ
الإسلام، صانع الشهداء،
والرجال الرجال، حيث يربي
الإسلام الإنسان على معانٍ
كبيرة وعظيمة، فالإسلام
عالمي المعنى، فعلى
الإنسان الذي يتبناه، أن
يكون عالمي الأهداف،
فالإنسان، المؤمن الواعي،
لا يكون ضيقاً في تفكيره،
وتحركه، واهتمامه
الإسلامي. ولا يكون
محصوراً ضمن قالب محدود،
وفي دائرة الوسط
الاجتماعي الذي يعيش فيه،
فيتقيّد إذ ذاك بالحدود،
والقيود الموضوعة،
فالإنسان الإسلامي
الرسالي، صورة حقيقية،
مستخرجة من واقع الإسلام
العالمي. فهو يتحرك
بموازين دقيقة عالية
المعاني والأهداف، داعياً
الناس كافة إلى الإسلام
والعدل والحق، على بصيرة
من أمره ودينه، قال تعالى:
﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلَّا رَحْمَةً
لِّلْعَالَمِينَ﴾1.
وهذا الدور الإسلامي
العظيم، يصطدم بعقبات
كثيرة، كظلم الطواغيت،
وبطشهم، وجهل الهمج
الرعاع الذين ينعقون مع
كل ناعق، ويميلون مع كل
ريح، والإنسان المؤمن
الواعي يواجه هذه العقبات
وغيرها، والتي لا يتحملها
إلا من يتعامل مع حياة
أسمى من مفاهيم هذه
الحياة الفانية، ويتصل
بقوة أكبر وأقوى، ومفاهيم
أجلّ وأسمى. ألا وهي قوة
اللَّه تعالى، والإيمان
به، والتوكل عليه،
والطاعة له، التي تقلب كل
مقاييس الأرض الضخمة،
فتجعلها محدودة، وضيقة،
لو قيست بالمقياس الغيبي
في التعامل مع اللَّه
تعالى.
فالإنسان المؤمن الواعي،
يتسامى، بمفاهيمه
الثقافية، ومسؤولياته
الإنسانية، فيتميز عن
باقي الناس من ذوي
المستويات المحدودة،
والأفكار الضيقة،
والاهتمامات الترابية،
والأهداف الدنيوية.
فلا يستوي من يعيش محدوداً،
لا يرى أكثر من أنفه، ولا
ينظر إلا الى مصالح
دنيوية فانية الخاصة، مع
من ينظر إلى الحياة
بشموليتها، وإلى الآخرة
بسعتها.
فالإنسان الشهيد لا يرى
للحياة معنى، إلا إذا
كانت عقيدة، وجهاداً،
وقيماً، ومبادىء، وحقاً
وعدلاً، يسود كافة الناس.
وبكلمة مختصرة قالها
القائد دام ظله:
"الشهيد معنى كبير،
وحقيقة تثير الدهشة... إن
حقيقة
الشهادة حقيقة عظمى...".
إيثار الشهيد
يقول القائد دام ظله:
"... إن للشهداء حركتان
وموقفان في منتهى الروعة
والعظمة، وكل واحد منهما
يحمل نداء عميقاً، أحدهما،
موقف من الإرادة الإلهية
المقدّسة، وإزاء دين
اللَّه وعباده الصالحين،
والموقف الآخر أمام أعداء
اللَّه.
ولو أنكم وضعتم موقف
الشهيد ومعنويته ودوافعه،
موضع التمحيص والدراسة
لاتضح لكم هذان الموقفان.
أما ما يتعلق باللَّه
وعباده وأوامره، وكل ما
له صلة بذاته المقدسة،
يتلخص بالإيثار والتضحية،
فالشهيد قد آثر وضحّى
للَّه.
الإيثار معناه إنكار
الذات وعدم إدخالها في
الحسبان، وهذا أول موقف
للشهيد.
فلو أنه أقحم ذاته في
الحسابات وظنَّ بها ولم
يخاطر لما بلغ هذه
المنزلة.
الشبّان الذين قصدوا سوح
الوغى وضحوا بأنفسهم على
رمضاء خوزستان التي تصل
حرارتها 65 درجة، وعلى
جبال كردستان وبردها
القارص والثلوج، كانت لهم
مساكن وأسر، وكان لكل
منهم أبوان عطوفان، وزوجة
عزيزة، والبعض منهم كان
لهم أطفال يمثلون بالنسبة
إليهم فلذات أكبادهم،
وكانوا يعيشون حياة دعة
واستقرار، إلا أنهم تخلوا
عن كل هذا وقصدوا سوح
القتال".
الشهداء درجات ومراتب
كما أن الإيمان درجات،
وأصحاب الجنة درجات، وأهل
النار درجات، كذلك
التضحية بالأموال درجات،
والتضحية بالأنفس درجات،
و
الشهادة التي هي أم
التضحيات، وأشرف الطاعات،
وأهم العبادات، وأفضل
الدرجات، وأقصى غاية
الجود... هي الأخرى منازل
ودرجات متفاوتة.
فالذي يبحث عن
الشهادة
فيستشهد، ليس كالذي تبحث
الشهادة عنه، فينال منازل
الشهداء. كلاهما شهادة في
الإسلام، ما دامت في سبيل
اللَّه تعالى، حيث
تنتظرهم جنة الخلد،
والحور العين، ولكن لا
يستويان عند اللَّه تعالى
في منازلهم.
هذا المعنى أشار إليه
سماحة القائد دام ظله:
"... فشهداء هرمزكان (بلدة
في إيران)، فضلاً عن أنهم
أعزاء علينا كسائر شهداء
البلاد، فإن لهم منقبة
أخرى حيث أن الكثيرين
منهم استشهدوا في البحر،
وإن شهداء البحر في
رواياتنا لهم أجر مضاعف.
ولعلَّ السبب في ذلك هو
أن كل شهيد يخاطر بروحه
ويعرض نفسه للهلاك ابتغاء
وجه اللَّه. فليست أهمية
الشهادة في التضحية
بالنفس، بل إن أهميتها
تنبع من أن الشهيد يعرض
نفسه للخطر، أي أن فعله
هو الذي تترتب عليه قيمة
الشهادة، فكلما كانت
الساحة التي يقدم فيها
الشهيد على الموت أشد
خوفاً وأكثر خطراً كلّما
تسامت منزلة الشهيد
وارتفع قدر
الشهادة.
ولنفرض مثلاً أن مقاتلاً
يتحصّن في أحد الخنادق
فتأتيه رصاصة فيموت شهيداً،
فهو شهيد بالتأكيد وبلا
شك، ولكنه أحياناً يدخل
مرحلة أشد خطراً كالقتال
في البحر، فتكون
الشهادة
حينئذ أجلّ قدراً ومنزلة،
لماذا؟ لأنه ابتاع خطر
البحر بنفسه، وإن مشاهدة
هيبة البحر العظيمة
والذهاب للقاء اللَّه،
ولا سيما في تلك الليالي
الموحشة، وأحياناً في
شدّة البرد وشدّة الحر،
مع تكالب قوّات العدو،
كلها من الأمور التي تعلو
بمنزلة الشهيد وتضاعف
أجره..." قال اللَّه
تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ
دَرَجَاتٌ مِّمَّا
عَمِلُوا
وَلِيُوَفِّيَهُمْ
أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا
يُظْلَمُونَ﴾2.
وعن رسول اللَّه صلى الله
عليه وآله وسلم انه قال:
"خير الناس، رجل حبس نفسه
في سبيل اللَّه، يجاهد
أعداءه، يلتمس الموت و
القتل في مصافه"3.
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: "غزوة في البحر،
خيرٌ من عشر غزوات في
البر، ومن أجاز في البحر
فكأنما أجاز الأودية
كلّها، والمائد فيه،
كالمتشحط في دمه"4.
ويضيف القائد دام ظله:
"... في صدر الإسلام
استشهد الكثيرون، وكلهم
شهداء طبعاً، استشهدوا في
ميادين الحرب، وإلى جانب
النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ولهم منزلتهم
الرفيعة عند اللَّه تعالى.
وكانوا يدفنون من غير
غُسل ولا كفن، لكن حمزة
سيد الشهداء كان له وضع
آخر وكذا الحال بالنسبة
لعمار بن ياسر ومالك
الأشتر في عهد أمير
المؤمنين عليه السلام.
وما أريد قوله هو أن
الشهداء وإن كانوا
بأجمعهم أعزاء وكبار،
وأنهم أقدموا على هذا
العمل الكبير وهو بذل
النفس في سبيل أهداف
الإسلام وقيمه واستقلال
الدولة، إلا أن مراتبهم
في الوقت نفسه متفاوتة...".
يقول رسول اللَّه صلى
الله عليه وآله وسلم بشأن
أفضل الشهداء: "أفضل
الشهداء الذين يقاتلون في
الصف الأول، فلا يلفتون
وجوههم، حتى يقتلوا،
أولئك يتلبَّطون في
الغُرف العُلى من الجنّة..."5.
والإمام علي عليه السلام
يشير إلى اختلاف فضل
الشهداء، في كتابه إلى
معاوية: "ألا ترى غير
مخبر لك، ولكن بنعمة
اللَّه أحدِّث أن قوماً
استشهدوا في سبيل اللَّه
تعالى من المهاجرين
والأنصار، ولكلِّ فضلٌ،
حتى إذا استشهد شهيدنا6 قيل: سيدا لشهداء وخصه
الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم بسبعين تكبيرة
عند صلاته عليه"7.
رسالة الشهيد
رسالة الشهيد، تبدأ من
حيث
الشهادة! فب
الشهادة،
قد يحقق الشهيد هدفه
السياسي، وهذا لا يعني
انتهاءه، فآثار الشهيد
ستبقى حيَّة، تستثير
الضمائر الحرّة، والقلوب
الواعية.
وقد تؤول إلى صناعة أجيال
ثائرة، تحمل هموم الشهداء،
وتعمل لتحقيق أهدافهم.
ولعلَّ أبرز دليل على
هذه الحقيقة، قضية سيد
الشهداء الامام الحسين
عليه السلام، الذي قام
منتفضاً من أجل اللَّه
وإصلاح المجتمع، وتحقيق
الحضارة الإسلامية ضد
الجاهلية، وبذل دماءه
ودماء أصحابه لإيقاظ ضمير
الأمة واستنهاضها.
فعلى أثر تلك الدماء
الزكية التي سالت على
رمضاء كربلاء، ظلماً
وعدواناً، تشكلت حركات
رسالية سارت على نهج
الحسين عليه السلام، تبغي
أهدافه، فما دامت دماء
الشهداء، قضية مرتبطة
بمبدأ، فإنها تشكل بصمات
على طريق الرسالة،
فالشهيد لا يموت بموته،
بل تبقى دماؤه نبراساً
ومعلماً تشير إلى رسالة
معيّنة تركها الشهيد، فما
هي هذه الرسالة؟
يقول القائد دام ظله:
"ما هي الرسالة التي كان
يحملها هؤلاء الشهداء
ويفترض بنا استلهامها
منهم؟ رسالتهم هي أن من
يبتغي مرضاة اللَّه،
ويطمح لأن يكون وجوده
نافعاً في سبيل اللَّه
على طريق تحقيق الغايات
الإلهية السامية في عالم
الوجود، فعليه أن ينكر
ذاته في مقابل الأهداف
ذات الطابع الإلهي، وليس
هذا من نوع التكليف الذي
لا يطاق.
حيثما تمسكت فئة مؤمنة
بهذه السمة (الإيثار)
انتصرت كلمة اللَّه،
وحيثما ارتعدت فرائص
المؤمنين، كانت الغلبة
بلا جدال لكلمة الباطل.
... كل موضع انعدم فيه
عنصر الإيثار، كما هو
الحال في كل بقعة خلت
منه، وكما هو الحال على
امتداد التاريخ، وكذلك في
عهد الإمام الحسين حين
تنصّلت الأكثرية العظمى
من المؤمنين والخواص عن
واجبها، ونكلت وتراجعت،
انتصرت حينها كلمة
الباطل، وتسلط يزيد على
الرقاب واستمر الحكم
الأموي تسعين سنة، وجاء
عهد بني العباس ودامت
حكومتهم بين خمسة وستة
قرون. وكان السبب الأساسي
لكل هذا هو انعدام
الإيثار. وكانت النتيجة
أن المجتمعات الإسلامية
كابدت الكثير من العناء،
وذاق المؤمنون أمرَّ
أنواع الظلم.
إن الساحة واضحة غاية
الوضوح. وعصرنا هذا يا
أعزائي شبيه بمعركة أحد،
فإن أحسنّا ستكون الهزيمة
من نصيب العدو، ولكن إذا
وقعت أبصارنا على الغنائم
ولاحظنا بضعة أشخاص
يتكالبون على جمع
الغنائم، وغلبتنا مشاعر
الطمع وتركنا مواضعنا
وانهمكنا في الاستحواذ
على الغنائم، تنعكس
المعادلة حينذاك.
أنتم تعلمون كيف انعكست
القضية في معركة أحد،
ولقد تكررت معركة أحد على
مدى التاريخ الإسلامي،
القائد الرّباني الذي يرى
بصفاء قلبه صفحة الحقيقة
انتدب لذلك الموضع فئة من
المسلمين وأوصاهم بعدم
مغادرة أماكنهم، وأن
يحرسوا هذه الجبهة، ولكن
ما أن وقعت أبصارهم على
الغنائم وشاهدوا أفراداً
يحوزون الغنائم، زلزلت
القلوب طمعاً.
ولو استنطق كل منهم
لقالوا: نحن أيضاً بشر،
وقلوبنا تهوى مستلزمات
العيش الرغيد، هذا صحيح،
ولكن لاحظتم النتائج التي
أدى إليها هذا الخنوع
أمام الأهواء البشرية
التافهة، فقد كسر ضرس
الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم وأصيب بجراح
وغُلبت جبهة الحق، وانتصر
العدو واستشهد الكثير من
أكابر المسلمين. نداء
الشهداء يدعو إلى عدم
الانصياع لهواجس الغنائم،
هذا هو نداؤهم لي ولكم،
ولجميع من يكرِّم هذه
الدماء الطاهرة المسفوكة
ظلماً.
لا تنظروا إلى من يعصي
ويتجه إلى جمع الغنائم
"لا يضركم من ضلّ إذا
اهتديتم"، عليكم بأنفسكم
ولا يشغلنكم من اختار
طريق الغواية، هذا ما
يأمر به الإسلام وما
تدعوا إليه دماء الشهداء،
يوم استشهد هؤلاء الأعزاء
في الجبهة، كان بعض
المخلّفين منهمكين في
الكسب، وبعضهم الآخر غارق
بجمع الأموال، وآخرون
منكبين على انتهاز الفرص،
وبعضهم الآخر كان منغمساً
في الخيانة، أما الشهداء
فقد ساروا صوب الجبهات
بدون الالتفات إلى هؤلاء.
وكانت النتيجة هي أنهم
استطاعوا حفظ النظام
الإسلامي، وغدا كل واحد
منهم اليوم كوكباً منيراً
ونجماً ساطعاً.
وعلى هذا يكون النداء
الأول، هو: نكران الذات
أمام اللَّه تعالى، وأمام
عباده، وأمام الإرادة
الإلهية، ويجب علينا
استيعاب هذا النداء، يا
أعزائي، لا يمكن التغافل
عن هذه الحقائق والمرور
عليها مرور الكرام، إنها
تستدعي من الإنسان العزم
والإرادة".
هذه هي رسالة الشهيد
الأولى، أما رسالته
الثانية، فيقول القائد
دام ظله:
"النداء الثاني في مقابل
أعداء اللَّه، ومعناه
الصمود والثبات المطلق
بوجه العدو وعدم خشيته،
وعدم التهيّب منه، و
الانفعال أمامه، ومن
المهم جداً أن لا ينفعل
المرء مقابل عدوّه.
واليوم تتركّز جميع مساعي
العالم المادي المستكبر
أي الدول الاستكبارية
الممسكة بزمام شؤون
الاقتصاد والتسليح في
العالم، والتي تهيمن في
كثير من الحالات أيضاً
على ثقافة الكثير من
البلدان على تحطيم أية
مقاومة حيثما كانت، عن
طريق إثارة انفعالها،
الانفعال أمام العدو من
أفدح الأخطاء القاتلة.
العدو يجب أن يؤخذ في
الحسبان من حيث عدائه، أي
الاستعداد له، وعدم
الاستهانة به، ولكن لا
ينبغي خشيته ولا الوقوع
تحت طائلة تأثيره، ولا
اتخاذ مواقف انفعالية
إزاءه.
العدو يحرص على إثارة
انفعالات المجتمعات
الأخرى، وهو اليوم أكثر
ما يعوّل على هذا الجانب
في الأبعاد الثقافية
والسياسية.
تارة يثيرون الصخب حول
قضية المرأة، ويحدثون
ضجّة حول حقوق الإنسان
تارة أخرى، ويتحدثون عن
الديمقراطية، ويؤججون في
وقت آخر زوبعة حول حركات
التحرر، وغرضهم من كل هذا
هو إثارة انفعال الطرف
المقابل، ومن أكبر
الأخطاء أن نتحدث في
القضايا التي يثيرون
حولها الضجيج الإعلامي،
بشكل يوحي وكأننا نريد
استرضاءهم، هذا هو
الانفعال.
من الخطأ أن نتحدث في
مضمار حقوق الإنسان
بأسلوب الاسترضاء لهم،
لأنهم هم الذين لا يعيرون
أية قيمة لحقوق الإنسان
بمعناها الحقيقي، إلا
أنهم جعلوا منها هراوة
يلوحون بها في بعض بقاع
العالم التي يبغون
مهاجمتها.
أصبحت أمريكا على رأس
دعاة حقوق الإنسان في
العالم! قبل اندلاع الحرب
المفروضة كانت أمريكا
تدرج الحكومة العراقية في
قائمة الدول الداعمة
للإرهاب. (1983 82م) حيث
استطاع مقاتلونا البواسل
سحق العدو وإخراجه من
أراضينا اضطر العدو
البعثي إلى استخدام
الأسلحة الكيماوية وأسلحة
الدمار الشامل ضدنا،
مرتكباً بذلك جريمة
حربية.
في تلك الظروف كانت
الحكومة الأميركية تعي
ضرورة توفير الدعم للجبهة
العراقية، ليكون بوسع
الحكومة البعثية أداء
دورها التأمري ضد نظام
الجمهورية الإسلامية. في
تلك السنوات استخدمت
الحكومة البعثية الأسلحة
الكيماوية، فرفعوا حينها
اسم العراق من قائمة
الدول التي ترعى الإرهاب!
هذا هو أسلوبهم في الدفاع
عن حقوق الإنسان... أجل
النداء الثاني للشهيد وهو
ما طبقه عملياً هو التمسك
بالاستقلالية الإسلامية
والصمود، وأن لا تذوب
الإرادة في إرادة العدو،
وعدم خشيته وتهيّب قوته
الجوفاء، وإدراك أهميّة
الاتكال على الذات
والتوكل على اللَّه في
جميع الأمور الحياتية".
نيَّة الشهيد
للنيَّة في الإسلام،
دورها، في قيمة العمل،
فكلّما كانت نيَّة
الإنسان المسلم خالصة
للَّه، لا يشوبها غرض
آخر، كلّما كان العمل ذا
قيمة عالية.
و
الشهادة كذلك ينبغي أن
تكون في سبيل اللَّه، لكي
تكون شهادة على الحقيقة.
فلا شيء في الدنيا من
الأمور الفانية يمكن أن
يستحق بذل الدماء، لا
عصبية عشائرية وطبقية و
حزبية... الخ؛ لأنه لا
شيء من ذلك يمكن أن يعطي
للقتل معنى "
الشهادة".
فقط شيء واحد، هو الذي
يعطي للقتل معنى
الشهادة،
ومضمون
الشهادة، أن تكون
في سبيل اللَّه تعالى.
يقول رسول اللَّه
مؤكِّداً دور النيَّة في
الشهادة:
"كم ممَّن أصابه
السلاح ليس بشهيد ولا
حميد، وكم ممَّن قد مات
على فراشه حتف أنفه عند
اللَّه صدِّيق شهيد"8.
وعنه: "إنما يبعث اللَّه
المقتتلين على النيات"9.
وجاء أعرابيُّ النبي صلى
الله عليه وآله وسلم
فقال: يا رسول اللَّه،
الرجل يُقاتل للمغنم،
والرجل يُقاتل ليُذكر،
والرجل يُقاتل ليُرى
مكانه، فمن في سبيل
اللَّه؟
فقال صلى الله عليه وآله
وسلم: "من قاتل لتكون
كلمة اللَّه هي العليا،
فهو في سبيل اللَّه"10.
ويروى أن رسول اللَّه
أغزى علياً في سرية، وأمر
المسلمين أن ينتدبوا معه
في سريته، فقال رجلٌ من
الأنصار لأخ له: أغز بنا
في سرية عليّ، لعلّنا
نصيب خادماً، ودابة،
وشيئاً نتبلَّغ به، فبلغ
قوله النبي صلى الله عليه
وآله وسلم فقال صلى الله
عليه وآله وسلم: "إنما
الأعمال بالنيّات،
ولكلِّ امرىءٍ ما نوى،
فمن غزا ابتغاء ما عند
اللَّه عزَّ وجلَّ، فقد
وقع أجره على اللَّه عزَّ
وجلَّ، ومن غزا يريد عرض
الدنيا، ونوى عقالاً، لم
يكن له إلا ما نوى"11.
إلى غير ذلك الكثير من
الروايات التي تؤكِّد
ضرورة النيّة الصالحة في
بذل الدماء، بل في كلِّ
عمل يعمله الإنسان.
يقول الإمام القائد دام
ظله:
"لِمَ للشهادة هذا القدر
من العظمة والأهمية؟
السبب هو أن الإنسان الذي
يقدِّم روحه في سبيل
اللَّه، هو في الحقيقة قد
قام بالعمل اللازم في
لحظة الحاجة وفي الوقت
الذي يحتاج فيه الدين
وسبيل اللَّه إلى الأشخاص
الذين يعطونه ذلك الرونق.
الشخص الذي يجهد في سبيل
اللَّه ويصرف نظره عن طلب
الراحة، والمرأة
والأولاد، والمتاعات
العادية، سيكون له الأجر
الإلهي وهو نفس
الشهادة،
فهذا وسام يدل على عظمة
مجاهداته، لذا ذكرت
مراراً أن
الشهادة هي
أفضل ثواب وأجر للجهاد في
سبيل اللَّه".
أجر الشهادة
يقول الإمام القائد دام
ظله:
"هؤلاء الأشخاص هم الذين
باعوا أرواحهم أيضاً،
الشهادة بالنسبة لكل
إنسان هي نوع من
الامتياز. وحقاً إذا
استجاب اللَّه دعاء الشخص
بأن يجعل موته ب
الشهادة،
فإنه يكون قد وهبه أعظم
كرامة وامتياز ويعطيه
مقابل جوهره الذي رحل
الجنّة ورضاه".
ولقائل أن يقول إن المؤمن
العامل، أيضاً له
الجنَّة، فما هو امتياز
الشهيد؟
في الحقيقة لقد وردت
الروايات الكثيرة التي
تعطي للشهيد امتيازات
كثيرة، نورد رواية منها:
عن الإمام الحسين عليه
السلام: "بينما أمير
المؤمنين علي عليه السلام
يخطب الناس ويحثهم على
الجهاد، إذ قام إليه شاب،
فقال: يا أمير المؤمنين،
أخبرني عن فضل الغزاة في
سبيل اللَّه. فقال: كنتُ
رديف رسول اللَّه صلى
الله عليه وآله وسلم على
ناقته العضباء، ونحن
منقلبون من غزوة ذات
السلاسل، فسألته عمّا
سألتني عنه فقال: الغزاة
إذا همّوا بالغزوة كتب
اللَّه لهم براءة من
النار، فإذا تجهزوا
لغزوهم، باهى اللَّه بهم
الملائكة، فإذا ودّعهم
أهلوهم، بكت عليهم
الحيطان، والبيوت،
ويخرجون من الذنوب كما
تخرج الحيَّة من سلخها،
ويوكل اللَّه بكل رجل
أربعين ملكاً، يحفظونه من
بين يديه، ومن خلفه، وعن
يمينه، وعن شماله، ولا
يعمل حسنة إلا ضعف له،
ويكتب له كل يوم عبادة
ألف رجل، يعبدون ألف سنة،
كل سنة ثلاثمائة وستون
يوماً، واليوم مثل عمر
الدنيا. وإذا صاروا بحضرة
عدوهم، انقطع علم أهل
الدنيا عن ثواب اللَّه
إياهم، فإذا برزوا
لعدوهم، وأشرعت الأسنَّة،
وفوّقت السهام، وتقدّم
الرجل، حفتهم الملائكة
بأجنحتها، يدعون اللَّه
بالنصرة والتثبيت. فينادي
منادٍ: الجنّة تحت ظلال
السيوف، فتكون الطعنة
والضربة على الشهيد، أهون
من شرب الماء البارد، في
اليوم الصائف، وإذا زال
الشهيد من فرسه، بطعنة
وضربة، لم يصل إلى الأرض،
حتى يبعث اللَّه إليه
زوجته من الحور العين،
فتبشره بما أعدّ اللَّه
له من الكرامة، فإذا وصل
إلى الأرض، تقول له
الأرض: مرحباً بالروح
الطيّبة، الذي أخرج من
البدن الطيب، أبشر، فإن
لك: ما لا عين رأت، ولا
أذن سمعت، ولا خطر على
قلب بشر.
ويقول اللَّه عزَّ
وجلَّ: أنا خليفته في
أهله، من أرضاهم فقد
أرضاني، ومن أسخطهم فقد
أسخطني، ويعطي الرجل
منهم، سبعين غرفة من غرف
الفردوس... (إلى أن قال):
فإذا كان يوم القيامة،
فوالذي نفسي بيده، لو كان
الأنبياء على طريقهم،
لترجّلوا لهم، لما يرون
من بهائهم، حتى يأتوا إلى
موائد من الجوهر، فيقعدون
عليها، ويشفع الرجل في
سبعين ألفاً من أهل بيته
وجيرانه... فيقعدون معي،
ومع إبراهيم، على مائدة
الخلد..."12.
عطاءات الشهيد
كل أولئك الذين خدموا
البشرية بشكل من الأشكال،
لهم حق على بني الإنسان،
سواء أسدوا خدماتهم عن
طريق العلم أم الفكر أم
الفلسفة أم الاختراع
والاكتشاف، ولكن يبقى
الشهيد متميزاً بين هؤلاء
جميعاً! ومن هنا فإن ما
يكنّه أبناء البشر من
تعاطف وانشداد تجاه
الشهداء، يتميز عما
يكنّونه تجاه سائر خدمة
البشرية.
فلماذا هذا التميز؟
الدليل واضح: كل
المجموعات التي أسدت
خدمات إلى البشرية مدينة
للشهداء، فالعالم في
علمه، والفيلسوف في
فلسفته، والمخترع في
اختراعه، ومعلم الأخلاق
في تعاليمه... كلهم
محتاجون إلى أجواءحرّة
مساعدة، كي يقدّموا
خدماتهم، والشهيد
بتضحياته، يوفِّر هذه
الأجواء، لأن الشهيد
كالشمعة التي تحترق
وتفنى، لتضيء الطريق
للاخرين.
ولولا هذه الشموع لما
استطاعت المسيرة البشرية
أن تواصل طريقها، ولما
استطاع أبناء البشر في
ظلمات الاستعباد
والاستبداد أن يمارسوا
نشاطاتهم، ويقدِّموا
خدماتهم الإنسانية.
فعطاءات الشهيد وخدماته
هي التي أنبتت وأثمرت
عطاءات الآخرين.
فبدون حريّة كيف يعطي
الاخرون؟
والحريَّة من
عطاءات الشهيد.
وبدون عزّة كيف ينتج
ويتقدّم الآخرون؟
والعزّة
من عطاءات الشهيد.
وبدون أمن وطمأنينة كيف
يبدع الآخرون؟
والأمن
والطمأنينة من عطاءات
الشهيد.
يقول القائد دام ظله:
"... إن عزّة إيران اليوم
وكل التقدم الذي حققناه
وما نراه من أمن واستقلال
إنما هو انجاز عظيم أهداه
الشهداء وآباؤهم وأمهاتهم
وعقيلاتهم الصابرين...".
"يوم الشهداء فرصة ثمينة
ينبغي اغتنامها للتعبير
عن مشاعر الشكر للأرواح
الطاهرة التي تحررت من
أبدانها ومن جميع
الانشداد إلى المغريات
المادية في سبيل أن توفر
لبني الإنسان الحرية
وأسباب النجاة، ولتلك
النفوس النبيلة التي سقطت
على الأرض مضرَّجة
بدمائها لينقى وجه الأرض
من الظلم والعدوان
والهمجية. سلام منّا
عليهم وعلى جميع شهداء
طريق اللَّه الذي أضاءوا
سبيل الحياة الإنسانية
وغدوا مشعلاً للهداية
الإلهية"، "إن عزة
واستقلال البلاد الحالية،
وحركتها صوب الازدهار
والكمال، ينبغي أن
نعتبرها بكل ما فيها،
رهناً بدماء الشهداء".
"... أيها الأخوة
والأخوات أنتم تعلمون أن
العظمة والاقتدار المعنوي
للنظام الإسلامي والأمة
الإسلامية اليوم في
العالم وفي أعين القوى
العظمى الشيطانية، ناشىء
من نفس
الشهادة والعمل
الذي أقدم عليه الشهداء،
اعلموا يا أبناء الشهداء
أن آباءكم كانوا هم السبب
في إيجاد هذه العظمة
للإسلام في أعين الطواغيت
في العالم، ففي يوم من
الأيام لم يكن من يبالي
أصلاً بالإسلام وبالمجتمع
الإسلامي، ولم يكن للشهيد
ذكر ولم يكن معتبراً في
الفكر، بينما اليوم صار
واضحاً أن الإسلام قد
هزَّ عروش الشياطين في
أرجاء العالم كافة.
... اليوم بفضل نفس
الشهادة وببركة دماء
شهداء هذه الأمة أصبحت
الأمة مرفوعة الرأس
وعزيزة، وعلى الأمم أن
تجد رفعتها وعزتها من هذا
الطريق. القوى
الاستكبارية لا تعترف بحق
الحياة وحرية الرأي
بالنسبة للأوطان والأمم
التي من أمثالنا البلدان
الإسلامية والبلدان
المستضعفة حتى حق
الاستفادة من منابع
ثروتهم مرفوض عندها. فلا
يصح التعاطي مع هذه القوى
الشيطانية على أساس الضعف
والمذلة، لأنهم لا يرحمون
الضعيف.
يجب على كل أمة أن تقوّي
نفسها وتجد القوة
الحقيقية، وهذا لا يكون
إلا بالاعتقاد والعمل حتى
ولو وصل الأمر إلى الجهاد
و
الشهادة.
فهذا هو العمل الذي قام
به شعبنا وشهداؤنا،
وأجبروا العالم المستكبر
على القبول بواقع الإسلام
والجمهورية
الإسلامية...".
وفي حديث آخر له، يقول
القائد دام ظله، حول
عطاءات
الشهادة والشهيد:
"وإذا نظرنا إليها (إلى
الشهادة) من زاوية ثالثة
نراها على قدر عظيم من
الأهمية بحيث كلما دنا
منها الإنسان لمس عظمتها
أكثر فأكثر كالجبل الشاهق
الذي يراه الإنسان عن بعد
مجرد جبل ولكنه كلما
اقترب منه تعذّر عليه
الإحاطة به فكرياً. ولهذه
الظاهرة تأثير في مناحي
التقدّم الهائل لكل شعب.
فأي شعب استند إلى مبدأ
الشهادة، وعرفها وتعلّم
منها، يبقى على الدوام
شامخاً لا يُهزم.
تستخدم القوى الكبرى عادة
أساليب الإغراء والتهديد،
والرشوة، والضغوط
الإعلامية والعسكرية وما
شاكلها في سبيل فرض
أفكارها وإرادتها على
الشعوب وعلى الحكومات
وعلى الدول وعلى النخبة
فيها.
ولكن من ذا الذي ينهار
أمام هذه الضغوط؟ ينهار
أمامها كل منخدع بمغريات
الدنيا وكل مغرور بزخرفها
وزبرجها. لأن أمثال هؤلاء
الناس يخشون الموت عادة،
وهؤلاء هم الذين يتسنى
للقوى الكبرى تسخيرهم
لإرادتها. فإذا كانوا على
رأس السلطة في بلدانهم،
يجلبون على شعوبهم الويل
والدمار، وإذا كانوا في
أوساط الشعب، يخذلون
حكوماتهم عند الشدائد.
هؤلاء الناس متعلقة
أفئدتهم بمظاهر الدنيا
البراقة الخادعة، ويجهلون
باطنها وما فيه من أسباب
السعادة والعزة
والفلاح... هم نقطة الضعف
في حياة الشعوب. وهنا
تكمن نقطة ضعف البشرية.
فإذا كان هناك شعب يؤمن
بمبدأ
الشهادة يعني أن
مسألة
الشهادة في سبيل
اللَّه محلولة بالنسبة
له، لا بمعنى أن يطلبوا
من الناس أن يذهبوا كلهم
نحو القتل ويقتلون، بل
بمعنى أنه إذا استلزمت
الضرورة، وإذا اقتضت عزّة
وتاريخ ومصلحة ذلك الشعب
أن ينفر بعض أبنائه
ويضحوا بأنفسهم، تكون
هناك ثلَّة مستعدة
للتضحية، فهو لا يواجه
أيّة مشكلة في هذا
السبيل.
فالشعب الذي يكون هكذ و
منجباً للشهداء، والشعب
الذي يؤهل أبناءه شباباً
ورجالاً ونساءاً للقتل في
سبيل اللَّه، هل يخضع
للتهديد؟ وهل يرتشي؟ وهل
يستسلم للجبابرة؟ وهل
يداهن الاستكبار؟ كلا
وألف كلا.
وإذا نظرتم ما لهذه
الدولة اليوم من عزة
وعظمة فهي بفضل دماء
أعزّتكم، ولا تجدون أحداً
في الحكومة و من
المسؤولين ومن أي فئات
الشعب يرتضي أدنى مساس
يصيب عزة هذا الشعب، وهم
يقفون جميعاً كالطود.
ولن يجني الاستكبار من
وراء ضغوطه سوى الخيبة.
وهذا ما ثبت على مدى
عشرين سنة، منذ مطلع
الثورة وحتى اليوم.
حيث مارس الاستكبار
خلالها الضغوط كتألّب
الدول المجاورة ضدنا وشن
الحرب علينا، ومحاصرتنا
اقتصادياً، وإثارة
الدعايات ضدنا وكيل التهم
لنا، والسعي لزرع
الاختلاف والانشقاق بين
أبناء شعبنا، وتجريد
الناس من معتقداتهم، لقد
اندحر الاستكبار في كل
هذه الهجمات الغادرة
وسيندحر في ما يأتي منها
لأن هذا الشعب أصبح بفضل
دماء الشهداء شعباً شهماً
ومنجباً للشهداء، لاحظوا
مدى تأثير
الشهادة في
سيادة وسعادة الشعوب. إن
وجود أمثال هؤلاء الرجال
والنساء والشباب هو الذي
يضمن للشعوب سعادتها في
الدنيا والآخرة".
*الشهيد و الشهادة، سلسلة في رحاب الولي الخامنئي، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
1- الأنبياء:107.
2- الأحقاف:19.
3- مستدرك الوسائل، ميرزا حسين نوري الطبرسي، ج2، ص244.
4- موسوعة الشهيد، مكي قاسم البغدادي، ج1، ص359.
5- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، مج5، ص2013، ح9811، الناشر دار الحديث، ط2001
1.
6- مقصود، الشهيد حمزة.
7- ن.م، ص2013، ح9812.
8- ميزان الحكمة، محمد الري شهري، مج5، ص2010، ح9789.
9- موسوعة
الشهادة، مكي قاسم البغدادي، ج1، ص336، نقله عن كنز العمال.
10- ن.م، ص337.
11- ن.م، ص338.
12- م.س، نقله عن بحار الأنوار، المجلسي، ج100، ص12.