">
"/>
يتم التحميل...

صدى الولاية - العدد 194 - جمادى الآخرة 1440 هـ

جمادى الآخرة

عدد الزوار: 16

بظهور الثورة الإسلاميّة، هذه الظاهرة المعنويّة العجيبة التي لم يكن العالم يعرفها، تصدّعت القوة الظاهريّة للاستكبار.

إنّ الجمهورية الإسلاميّة تُثبت أنّها حضارة صاعدة، وإذا حقّقت مقاصدها فإنّها بتوفيق الله وعونه، ستقضي على حالة الظلم والاستكبار والاستعمار التي تمارسها الحكومات الغربيّة.

يجب أن نفعل ما يحوّل هذا الحظر إلى ازدهارٍ، ووصولٍ إلى قمة الإبداع.

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

* القضيّة قضيّة هُويّات ومبادئ متناقضة
إنّ عداء النظام الاستكباريّ الغربي والأمريكيّ للثورة حالة طبيعية؛ فلا يتعجّبنّ بعضٌ منكم، ولا يقل: «لماذا صرّحتم التصريح الفلانيّ فاستجلبتم عداء أمريكا»، متصوّراً أنّ عداء أمريكا سببه تصريحاتنا المسيئة لها. ليست هذه هي القضية. القضية أعمق من هذا. منذ أربعين عاماً وهذه القوّة الشابّة تسير وتتحرّك وتنمو يوماً بعد يوم، وتكبر وتزداد صلابة وقوة واقتداراً. وهم يرون هذا أمام أعينهم. بظهور هذه القوّة المعنوية الحديثة المجدّة المتحفّزة، وهذه الظاهرة المعنويّة العجيبة التي لم يكن العالم يعرفها، تصدّعت القوة الظاهريّة للاستكبار. وطوال هذه الأعوام الأربعين، كان هذا الصدع يزداد عمقاً. فليست القضيّة قضيّة اصطفافات كلاميّة بين هذا المسؤول وذاك المسؤول، وإنّما القضيّة قضيّة الهويّات والحركات والمبادئ ووضع المستقبل.

* إيران الإسلاميّة شكّلت سدّاً منيعاً في وجه الطغيان والظلم
القضية الأساس هي قضية المواجهة بين حركتَين، والتقابل بين الحق والباطل: ﴿قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾ (سبأ: 49). فعندما يأتي الحقّ، سوف يرتعد الباطل بشكل طبيعيّ. هؤلاء مستكبرون ومستعمرون يتنفّسون ويتغذّون على دماء الشعوب، وقد ظهرت الآن قوّة في العالم تعارضهم، ولا تخضع لهم، وتوصل صوتها ما استطاعت إلى أسماع الشعوب، وقد كانت موفّقة وناجحة إلى الآن.

لقد كنّا طوال هذه الأعوام الأربعين وإلى الآن موفّقين. لاحظوا: في أيّ البلدان يرتفع شعار «الموت لأمريكا» بين الشعوب؟ هذا شيء لا سابقة له. إنّ الحركة العظيمة للشعب الإيراني تخيفهم، وتخيف أصحاب النفوذ الماديّين الظلمة والجائرين، وترعب الشركات الدوليّة المصّاصة لدماء الشعوب؛ فهم يرون أنّهم وصلوا إلى نهاية الطريق.

نعم، الفجوات المعنوية في الحضارات لا تفصح عن نفسها بسرعة. لقد قام الغرب بحركة ما، قام بحركة صناعيّة، واكتسب العلم والثروة، وسيطر على العالم وأثار الضجيج. لكن تلك الثغرة الأصليّة والأساسيّة، وهي الثغرة المعنويّة في داخله، تفعل فعلها فيه كالأَرَضة. غاية الأمر أنّها لا تعبّر عن نفسها بسرعة، وفي بعض الحالات تظهر بعد قرون من الزمن. وقد بدأت الآن بالتعبير عن نفسها... في مثل هذا العالم، جاء الإسلام، و«حاكميّة الشعب الإسلاميّة»، والحركة الإسلاميّة، والحضارة الإسلاميّة، وبالاستفادة من الإمكانيات الموجودة في العالم اليوم، والأدوات المتاحة فيه، يزداد نمواً وازدهاراً يوماً بعد يوم. هذا شيء مخيف ومرعب بالنسبة إليهم، ومن الطبيعي أن يعادوه.

* الشعوب لا تعادي إيران
الشعوب لا تعادي إيران، والشعوب الغربيّة أيضاً لا تعاديها. قد تبثّ بعض الدعايات فتخوّف من الإسلام في موضع ما، وتخوّف من إيران في موضع آخر، وتخوّف من الشيعة في موضع ثالث. لكن في المواطن التي تتضح فيها الحقيقة للناس، فإنّ الشعوب ليس فقط لا تعادي الجمهورية الإسلاميّة، بل تبارك مثل هذه التحرّكات، وتهواها وتدعمها.

* مآل عدائها لنا نصرنا عليها
نتيجة هذا العداء هي أنّ كلّ من كان الله معه فهو المنتصر، فالقوة هي للذات الإلهيّة المقدّسة. إذا كنّا نحن مع الله، وسرنا في طريق الله، فسيكون الانتصار حليفنا مئة في المئة، وهذا ممّا لا شك فيه أبداً. لقد قصّرنا في بعض المواضع، ولم نحقّق النصر طبعاً. كان هذا نتيجة تقصيرنا نحن، وبفعل سوء أدائنا. وفي أيّ موطن نتصرّف فيه بشكل صحيح، ونتحرّك ونعمل فيه بطريقة صائبة، وتكون فيه الحركة حركة صحيحة، عندها سيساعدنا الله تعالى بلا شك: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾ (الحج: 40). لا شكّ في هذا.

* إنّنا نشهد تحقّق مقدّمات حضارتنا المنشودة
لقد مضت أربعون سنة، وهي ليست بالزمن الكثير بالنسبة إلى أعمار الحضارات. السنوات الأربعون بداية عهد البلوغ والحركة الفكريّة، وليست سنّ الشيخوخة، بل فترة الازدهار. وهذا الازدهار سيتحقّق إن شاء الله. والمرء يشاهد مقدّمات هذا الازدهار وعلاماته: الإيمان الدينيّ في بلادنا اليوم جيّد والحمد لله، والعزيمة الراسخة بين أبناء شعبنا جيّدة، ومشاركة الشعب وحضوره وجاهزيّته جيّدة، والشباب المؤمن وأصحاب العزيمة الراسخة ليسوا بقلّة، بل هم كثر؛ إذ يوجد في أنحاء البلاد آلاف الشباب: شباب علماء، أصحاب عزم راسخ، يعملون بدأب على البناء والإنتاج والابتكار والإبداع والتجديد. هؤلاء هم صنّاع المستقبل. إيمانهم حسن ومتين، وتوكّلهم على درجة عالية، وثقتهم بالله كبيرة، وأملهم بالمستقبل المشرق، وبصيرتهم حسنة. وحين قلت آلاف الأشخاص قصدت أولئك الذين هم في دائرة علاقاتي ومعرفتي، لكن يوجد عشرات أضعاف هؤلاء.

شبابنا جاهزون مستعدّون. وأساس هذه الأمور كلّها هو لطف الله تعالى وفيضه. ولو لم يشأ الله تعالى لهذا الأمر أن يتطوّر ويسير قدماً لما مهّد له هذه المقدمات. لقد استنتج الإمام الخمينيّ الجليل (قدّس سرّه) من إنجاز عملٍ ما وتحقّقه بسهولة، أنّ الله تعالى أراد لهذا العمل أن يتمّ وينجَز: «إذا أراد اللهُ شيئاً هيّأ أسبابه». فإن تحقّقت مقدّمات الأمر فواضح أنّ الله تعالى أراد له أن يتحقّق ويتمّ. ومقدمات الأمر هي قيام الثورة وتأسيس الجمهورية الإسلاميّة وتشكيل النظام الإسلاميّ. هذه هي مقدّمات الأمر لقيام تلك الحضارة الإسلاميّة المتناسبة وهذا العصر والقرن. هذه هي المقدمات التي هيّأها الله تعالى لنصل إلى هناك، وسوف نصل إن شاء الله.

* توجيهات للمسؤولين وللناس
- توجيهات للمسؤولين:
1- احذروا النزعة الأرستقراطيّة وجانبوا الإسراف
2- السير في الطريق الصحيح بشجاعة وعقلانيّة
3- لتقدير طاقات الشباب واستثمارها
4- لجعل معيشة الناس أولويّتكم الأساس

- توجيهات للناس:
1- مساعدة المسؤولين والتعاون معهم
2- الصمود أمام شائعات العدوّ ومواجهتها

* الحظر الذي لم يشهد التاريخ مثيلاً له سيُمنى بهزيمة لا مثيل لها
يتبجّح الأمريكيّون بالحظر الذي فرضوه على الشعب الإيرانيّ ويقولون إنّ التاريخ لم يشهد له مثيلاً! نعم، لم يشهد التاريخ له مثيلاً، لكن الهزيمة التي سيُمنى بها الأمريكيّون في هذا الخصوص أيضاً، لن يشهد التاريخ لها مثيلاً، إن شاء الله.
 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

استفتاء

 

الوظیفة تجاه الصلاة الخاطئة لشخص آخر

 س: ما هي وظيفتي الشرعية عندما أرى شخصاً يأتي ببعض أفعال الصلاة خطأ؟
ج: لا شيء عليك في ذلك إلاّ إذا كان الخطأ ناشئاً من جهله بالحكم فيجب إرشاده.

 
 

خواطر

 

بصيرة الإمام (قدس سرّه)

في الشهور الأولى بعد انتصار الثورة، فرض مجلس الشيوخ الأمريكيّ الحظر على إيران وتصوّروا أنّ الثورة الإسلاميّة سوف تندثر بعد خمسة أو ستّة أشهر. هذه هي حساباتهم. وفي مقابل ذلك، قال الإمام الخمينيّ الجليل (قدّس سرّه): «إنّني أسمع صوت تحطّم عظام الماركسيّة»، وبعد سنة أو سنتين سمع العالم كلّه صوت تحطّم تلك العظام.

لقد وقف الغرب كلّه أمام ظاهرة الثورة الإسلاميّة. ففي جانب، كمٌّ هائل من الأدوات المادّيّة المبهرة: العسكريّة والسياسيّة والماليّة وما إلى ذلك. وفي الجانب الآخر قوّة معرفيّة وحضاريّة حديثة الظهور، متحفّزة، مفعمة بالنشاط والحركة، مستشرفة المستقبل، تعلم ما ستفعل، وتعلم ما ينبغي أن تفعل، وإلى أين تريد أن تصل.

 

 
 

نور من نور

 

﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾

العدوّ هو الطغاة الظلمة وفراعنة العالم. ولقد كان فرعون يعادي موسى وهو يعلم أنّه على حقّ. وقد قال الله تعالى لنبيّه موسى ولأخيه هارون (عليهما السلام): ﴿قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ (طه: 46). أنا معكما فاذهبا وابدآ حركتكما وواصلاها. نعم، إنّ فرعون متربّع على عرش السلطة والقوّة، وهذا شيء مرعب ومخيف، لكن اذهبا ونفّذا مهمّتكما ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾. وهذا هو بالضبط الخطاب الموجّه اليوم إلى الشعب الإيرانيّ.

 
 

صدر حديثاً

 

صدر حديثاً عن دار المعارف الثقافيّة الإسلاميّة كتاب «أمر النار بيدك».

ليس الكتاب بحثاً فنّياً في تكتيكات الرصد، إنّما هو ذكريات حقيقيّة روتها ثلّة من هؤلاء الرجال المغمورين في العادة، وعلى رأسهم الكاتب القدير حجّت إيرفاني؛ ذكريات حكت عن أحوال ومعنويّات وبطولات استمدّت قوتها من وضوح الرؤية وقوة العقيدة والإيمان بالغيب والامتثال للتكليف وعشق الولاية. وقد وصلت نسخة منها إلى يد السّيد القائد (دام ظله)؛ قرأها وأثنى عليها: «.. في مقالة حجت إيرفاني، تمّ بيان الجهود المريرة والمُتعبة لقوات الرصد بشكل جيّد. إلهي، أعطِ هؤلاء الشباب الطاهرين أفضل ما تعطي أولياءك الصالحين, وأنِلنا نحن أيضاً نصيباً من ذلك العشق والإخلاص». (4/3/1992)

 
 

أنشطة القائد (دام ظله)

 

1- الإمام الخامنئيّ (دام ظله) لدى لقائه مسؤولي مكتب التبليغ الإسلاميّ في الحوزة العلميّة: «مسؤوليّة الحوزة هي الرّد على الأسئلة الدينيّة» (2019/01/27)
التقى سماحة الإمام القائد الخامنئيّ (دام ظله) مسؤولي مكتب التبليغ الإسلاميّ في الحوزة العلميّة في قم. وخلال اللقاء عدّ قائد الثورة الإسلاميّة أحد أهمّ مسؤوليّات هذا المكتب هي الرّد على الأسئلة الفكريّة للشباب، والطلّاب الجامعيّين والمجموعات الثقافيّة المؤثّرة. وكانت لسماحته وصايا فيما يخصّ المشاركة المولّدة للتحرّكات في الساحة الافتراضيّة.

2- الإمام الخامنئيّ (دام ظله) لدى لقائه مسؤولي وباحثي مركز تطوير العلوم والتقنيّات المعرفيّة: نحن لا نشعر بالعار من «التتلمذ»، بل نشعر بالعار إذا بقينا تلامذةً حتّى الأبد (2019/01/23)
التقى سماحة الإمام القائد الخامنئيّ (دام ظله) جمعاً من مسؤولي وباحثي مركز تطوير العلوم والتقنيّات المعرفيّة. وقد ألقى سماحته كلمة في الحضور، جاء فيها التوصية بالاستفادة من قدرات الغربيّين العلميّة لكن الحرص على عدم التتلمذ على أيديهم مدى الحياة وأيضاً التطلّع بسوء ظنّ إلى توصيات الغربيّين وعدم الوثوق بهم.

وفي نهاية كلمته، أشار سماحته (دام ظله) إلى ضرورة أن نسير في معرفة العلوم التي تتعاطى الاستدلال والمنطق، بنحو تتحصّل فيه مقدّمات المعرفة بالله أكثر.

2019-02-12