إنّ الإسلام أراد للإنسان أنْ يكون مسؤولاً أمام نفسه، وأمام أقربائه، وأمام مجتمعه وأمام البشريّة.

"> New Page 2

إنّ الإسلام أراد للإنسان أنْ يكون مسؤولاً أمام نفسه، وأمام أقربائه، وأمام مجتمعه وأمام البشريّة.

"/>
يتم التحميل...

إنّ الإسلام أراد للإنسان أنْ يكون مسؤولاً أمام نفسه، وأمام أقربائه، وأمام مجتمعه وأمام البشريّة.

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

من خطاب السيّد القائد الخامنئي دام ظله في لقاء قادة قوات التعبئة

بين «مقاومتهم ومقاومتنا»

إنّ ظاهرة التعبئة ظاهرةٌ إبداعيّة، بمعنى أنّ هذه المقاومة الشعبية لم يكن وجودُها مُختصّاً بفترات القمع والكبت والكفاح فقط، على العكس من الأحزاب الموجودة في كل العالم؛ التي تُناضل بغية التربُّع على كرسيّ الحكم والإمساك بزمام السلطة، ثمّ تؤول بعد الانتصارات إلى الزوال والاضمحلال والانقراض. ولكن أن تبقى هذه الأحزاب كالتيار الجاري والنبع الفيّاض بعد الانتصار أيضاً، وتزداد تألُّقاً ووعياً، وتنزل إلى مختلف الساحات، وتنمو وتتكامل من الناحية الكمّية والنوعيّة، وتتوصّل إلى مفاهيمَ جديدة، وتتمكّن من أداء دورها في الصراعات التي تتولّد حديثاً، كما هو حال قواتنا التعبويّة، فهذا ما لم يسبق له في العالم نظيرٌ ومثيل.

وفي الحقيقة، إنّ أحزاب اليوم لا تُشكِّل الأرضية لمتابعة المفاهيم والمعارف السامية التي تؤمن بها تلك الأحزاب نفسها.

التعبئة وسمات التعبويين

التعبئة هم أبناء الشعب الذين يُوجدون في وسط الساحة بأهدافٍ إلهيّةٍ سامية، وبروحٍ مثابرةٍ لا تعرف الكللَ والملل، وفي كلِّ مكانٍ يتطلَّبُ الأمر، وينزلون بكلّ قدراتهم وطاقاتهم إلى الميدان، ولا يهابون المخاطر التي تعترض الطريق؛ ويحملون أرواحهم على أكُفِّهم.

والتعبوي هو ذلك الشخص الذي أعدّ نفسه لهذه المُهمّة الشاقة؛ ألا وهي بذل النفس، بل وحتى بذل تلك الأمور التي قد تكون أعزَّ من النفس؛ هذا هو معنى التعبئة.

من سمات التعبئة: الحضور الواسع في مختلف الساحات العسكريّة، والعلميّة، والفنيّة، والتقنيّة والاقتصاديّة في سبيل الدّفاع عن المبادئ والقيم والهويّة الثوريّة والوطنيّة.

العدو مشخَّص: الاستكبار

لا شكَّ في أنّنا نُواجه عدوّاً غدّاراً مُحتالاً مُقتدراً مُخادِعاً، شيطانيَّ النزعة، إنّه الاستكبار الذي يتجسّد اليوم في أميركا. وهذا العدوّ ليس عاطلاً عن العمل، وإنّما هو في شُغلٍ شاغل. فإنّ الصراع العالميّ اليوم قائمٌ بين الحركة الاستكباريّة والحركة المبدئيّة والاستقلال الوطنيّ المتمثِّل بالثورة الإسلاميّة. على هذا يدور الصراع اليوم في العالم. إذاً، فالعدو موجود وخطير.

مُثلّث: المال، الهيمنة والتزوير

لا يختصُّ الاستكبار بالجهاز السياسيّ فحسب، بل إنّ الجهاز الماليّ قد يكون أكبرَ أهميّةً وأشدَّ تأثيراً، كالشركات الضخمة والرأسماليّين الكبار في العالم الذين هم في الأغلب من الصهاينة. وهذه كلها تدخل في عِداد منظومة الاستكبار. وهم يمارسون أعمالهم باستمرار، ويُمثِّلون مثلّث المال والهيمنة والتزوير. ولا ينحصر التزوير بالتزوير الدينيّ؛ أي العناصر التي تظهر بمظهر دينيّ وتُعبِّد الطريق وتُمهِّد السبيل لدخول جيش المال والقوّة، وإنّما يشمل التزوير السياسيّ أيضاً. فإنّ الأجهزة السياسيّة والدبلوماسيّة باتت تمارس عملية التزوير ووضع الدسائس والمؤامرات والبرامج والمخطّطات بكل شدّة وقوّة، حيث يظهرون بوجه بشوش، ويتقدّمون بأذرع مفتوحة، وفي الوقت ذاته يعانقون الطرف الآخر، ويغرزون خنجرهم في صدره! ومن هنا، فإنّ التزوير اليوم يشمل التزوير السياسي والدبلوماسي ونحو ذلك أيضاً، مما يوجب التفاتنا وانتباهنا دائماً.

العداء الناعم

ثمّة نوع من العداء وهو العداء الناعم، والذي يتمثّل في النفوذ والاختراق. والنفوذ على نمطين: نفوذ جزئيّ وفرديّ، ونفوذ تيّاريّ. وللنفوذ الجزئيّ نماذج كثيرة، فعلى سبيل المثال، إذا كان لكم مركز أو مسؤولية، فيدسّون شخصاً بوجهٍ مُقنَّعٍ قد تمَّ تجميلُه وتزيينُه في داخل مجموعتكم، فتتصوّرون أنّه صديقكم، والحال أنه عدوٌّ لكم، فتارةً يقوم بالتجسُّس وتتبّع المعلومات والأخبار وإرسالها، وتارةً يعمل على تغيير قراراتكم؛ فإنّك لو كنت مديراً ومسؤولاً، ومن أصحاب القدرة على اتّخاذ القرار المؤثِّر، فإنّه يتدخّلُ في الموضوع ليكون قرارك في صالح العدو! وهذا النمط من النفوذ موجود في الأجهزة كافّة، ولا يختص بالأجهزة السياسيّة، بل له وجوده على الدوام حتّى في الأجهزة العلمائيّة والدينيّة وغيرها.

النفوذ التيّاريّ: حرف البوصلة

لكنّ الأخطر من ذلك هو النفوذ التياري، وأعني به تأسيس شبكات في وسط الناس عبر وسيلتين، الأولى: المال، والثانية: المغريات الجنسيّة. حيث يستقطبون الأفراد المؤثِّرين الذين يتمكنون من ترك التأثير على المجتمع، ويجتمعون معاً، ويُحدِّدون هدفاً مُفتعلاً مُزيّفاً، ثم يسوقونهم صوب الهدف المنشود لديهم، وهو تغيير المعتقدات والـمُثُل والرؤى ونمط الحياة؛ فيصبح تفكيرهم مُشابهاً لتفكير الأميركيّ، ونظرتهم إلى القضايا كنظرة السياسيّ الأميركيّ إليها، وتحليلهم للأمور كتحليل مسؤولٍ رفيعِ المستوى في الـ«CIA»، فيطلبون نفس ما يريده الأميركيّ، والذي بدوره يكون مطمئناً مرتاح البال؛ إذ لا حاجة لأنْ يخوض الساحة بنفسه، لأنك أنت الذي تقوم بمهمته بدلاً عنه. ولو حصل هذا النفوذ وتمّ اختراق الأشخاص الذين لهم تأثيرهم في مصير البلد وسياسته ومستقبله، فانظروا ماذا سيحدث، سوف تتغيّر المبادئ والقيم والمطالب والمعتقدات.

النخب وصُنّاع القرار: مركز الهجوم

الذين يتعرضون لهذا النفوذ هم، في الأغلب، النُخَب والمُؤثِّرون وصُنَّاع القرار. والذي يكمّل هذا النفوذ والتغلغل هم هؤلاء الذين يعمدون في شتّى القطاعات وبمختلف الأساليب إلى اتّهام التعبئة بالتشدُّد والتطرُّف، فإنّهم يعبّدون طريق النفوذ والاختراق، ويكملون مشروعه. وهذا يُضعف التعبئة، لأنّها متراس من متاريس مواجهة العدو، ولا ينبغي إضعاف هذا المتراس الحصين.

آفات التعبويّين:

1- الغرور.. أوّل الآفات
من آفات التعبئة الغرور. فليس لنا كتعبويّين أنْ ننظر إلى الآخرين بعين الاستصغار. لكن ينبغي، كلّما تعاظمنا وتسامينا، أن يزداد تواضُعُنا ويتضاعف خشوعُنا بين يدي الله تعالى.
فلننظر إلى مسؤولياتنا، وإلى تقصيرنا، وإلى نقاط ضعفنا الكثيرة وإلى نقصنا، ولنراقب أنفسنا لئلّا نُصاب بالغرور.

2- الغفلة
الآفة الثانية هي الغفلة. وهي تترتب على الغرور؛ لأنّ المرء إذا ما اغترّ كثيراً بقوّته وقدراته وقِيَمه، سيرضى ويطمئنّ من نفسه، وبالتالي سيصاب بالغفلة. فلا تغفلوا، ولتنظروا دوماً بأعين مفتوحة وأبصار ثاقبة.

3- الغرق في ملذّات الدنيا
إنّ المسارعة والجري بحثًا عن زخارف الدنيا وبهارجها، وعن المزيد من الأمور الكماليّة، وعن الرفاه والعيش الأفضل والربح الأكثر من آفات التعبويّين. فلا تخوضوا هذه الساحة التنافسيّة، ولا تقولوا إنّ فلاناً قد حصل على شيء، وأنا صفر اليدين، ولا بد لي أنْ أكون مثله. ولقد شاهدنا الكثير ممن كانوا موسومين بالخير والصلاح والموالين، كيف غرقوا في بحر ملذّات الدنيا، وشيئاً فشيئاً وهنوا واستكانوا وصارت قدراتهم ضئيلة، ودوافعهم ضعيفة.

وصايا التعبئة

1- التقوى: الوصيّة الأساس
أولويّات التعبئة في هذا اليوم هي التقوى والطهارة؛ إذ إنّ وصيّة كلّ العظماء والسالكين هي الإعراض عن الذنوب. وما أنْ يخطو الإنسان هذه الخطوة حتّى تُعالَج الكثير من مشاكله الروحيّة والمعنويّة والماديّة. ولو كنتم تراقبون أنفسكم، سوف ينصركم الله سبحانه وتعالى، ويثبّت أقدامكم، ويُنزِّل عليكم رحمته، ويبارك لكم في حياتكم، وفي عمركم، وفي ساعاتكم ولحظاتكم.

2- البصيرة
ولطالما كرّرت هذه الجملة الواردة عن أمير المؤمنين عليه السلام خلال كلماتي حيث يقول: «ألَا... وَلا يحمِلُ هَذَا العَلَم إِلّا أَهلُ البَصَرِ والصَّبر». وقد ذكر عليه السلام أولاً أهل البصر، وهم أصحاب الرؤى الصحيحة، وأهل البصائر الذين يُدركون المشهد ويفهمون وضع الساحة. فلا بد من تعزيز البصيرة يوماً بعد يوم، ومعرفة المشهد الداخليّ، والوقوف على مجريات الأحداث، والتفطُّن للمواطن التي يتلمّس الإنسان فيها وجود العدوّ، ومعرفة المَواطن التي يستطيع فيها المضيّ قُدماً باطمئنان قلب وراحة بال. هذه هي البصيرة المتمثلة بمعرفة مكانتنا في العالم المعاصر.

والحمد لله ربّ العالمين.

 
 

من توجيهات القائد دام ظله

 

أين نحن منهم؟!
عليكم أن تنظروا إلى استغفارنا الذي يصدر أحياناً عن أفواهنا قائلين: «أستغفر الله ربي وأتوب إليه»، وأن تقارنوا بينه وبين استغفار الإمام السجاد عليه السلام ، أو أن تنظروا إلى أدعيتنا، وتقارنوا بين ابتهالنا وتضرُّعنا في الدعاء، وبين تضرّع أمير المؤمنين عليه السلام في المناجاة، أو تضرّع الإمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة، أو تضرع الإمام السجاد في الصحيفة السجاديّة، لتجدوا أنّه شتان ما بينهما، فإنّهم عليهم السلام يجتهدون في الابتهال والتضرع والاستغفار أكثر منّا بآلاف المرّات. فانظروا إلى أمير المؤمنين عليه السلام بكلّ ما يتّسم به من عظمة ومنزلة وعبوديّة وتقوى، كيف يتحدّث في دعاء كميل عن الخوف من عذاب الله! ولهذا كلّما تعالينا وتقدّمنا، يجب أن نستصغر أنفسنا أمام الله وأمام خلقه. ولقد علّمونا عليهم السلام في دعاء مكارم الأخلاق أن نقول: «وَلا تَـرْفَعْنِي فِي النَّاسِ دَرَجَـةً إلّا حَطَطْتَنِي عِنْدَ نَفْسِي مِثْلَهَا».

 
 

نور من نور

 

هذا هو منطق الإسلام

لقد علّمنا النظام الإسلاميّ درساً من القرآن ومن نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم ومن أمير المؤمنين عليه السلام ألا وهو العدالة والإحسان وفعل الخير،﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ (النحل:90). وقد دعانا أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن نُحسن إلى الجميع؛ فهم «إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ»، هذا هو منطقُ الإسلام. إنّنا نريد أنْ نخدمَ جميع الناس وأن نمنحهم المحبّة، إنّنا نريد إقامة علاقات صداقة ومحبّة مع كلّ الناس والشعوب.

 
 

نشاطات القائد

 

إلقاؤه دام ظله كلمةً عن مسيرة الأربعين في جلسة درس البحث الخارج (30/11/2015).
اعتبر سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله في جلسة درس البحث الخارج، أنّ ظاهرة مسيرة أربعين الإمام الحسين عليه السلام المنقطعة النظير والتي تُمثِّل حراكاً عظيماً ومُفعماً بالمعاني، تُعدّ بمثابة حسنةٍ باقية، وأضاف سماحته قائلاً: تركيبة «
العشق والإيمان» و«العقل والعاطفة» من الخصوصيات الفذّة لمدرسة أهل البيت عليهم السلام . وحركة الناس الإيمانية العاشقة من مختلف بلدان العالم في هذه الظاهرة، إنّما هي حركة غير مسبوقة، وهي بلا شك من جملة الشعائر الإلهيّة.

كما أشار دام ظله إلى كرم الشعب العراقي ومودّته في استقبال زوّار الأربعين، وأوصى الذين توفّقوا للمشاركة في هذه الحركة الجمّة المعاني والمغزى، أن يغتنموا هذه الفرصة، وتابع سماحته قائلاً: «نحن أيضاً نغبط زوّار الأربعين على حالهم من
بعيد، و نتمنى لو كنا معهم».

استقباله دام ظله رئيس وزراء هنغاريا «فيكتور أوربان» (01/12/2015).
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله رئيسَ وزراء هنغاريا (المجر) السيد «فيكتور أوربان». وتحدّث دام ظله عن العديد من مجالات التواصل والتعاون بين البلدين. كما اعتبر سماحته أنّ منطقَ الجمهورية الإسلامية يرتكز على التعاون مع
الشعوب قائلاً: إنّ السياسة المُعلنة من قبل الحكومة المجرية في «النظرة الى آسيا» سياسة صائبة وبإمكانها أن تكون مصدراً لتعزيز التعاون.

مشاركته دام ظله في مراسم عزاء أربعينية الإمام الحسين عليه السلام (02/12/2015).
شارك سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله في ذكرى أربعين استشهاد سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام .

وخلال هذه المراسم، ارتقى المنبر حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ بناهيان، الذي اعتبر موضوع التمحيص الإلهي وحالات السقوط والنهوض وانفصال المنافقين عن صفوف المؤمنين، من المقدمات المؤكدة لظهور الإمام المهدي المنتظر عجل الله
تعالى فرجه الشريف قائلاً: يجب أن يسعى أفراد المجتمع الإيماني لإصلاح ذاتهم حتى لا يكونوا من ضمن المتساقطين في عملية التمحيص والغربلة وحين تكشف أسرار صدور الناس قبل الظهور.

واعتبر امتحان القبول بالولاية من أهم وأصعب الامتحانات قائلاً: كربلاء، ترتبط بباطن سر الأفراد، وذكرى الأربعين هي طلب الرحمة الإلهية من أجل جذب وإصلاح ذوي السيرة الحسنة من البشر، وإن سبب حقد وبغض نظام السلطة
وأياديه إزاء المسيرة العظيمة لعشرات الملايين، هي بسبب قدرة وعظمة مسيرة الأربعين في إنقاذ الأفراد.

وفي الختام أُقیمت صلاتا الظهر والعصر بإمامة سماحة الإمام القائد دام ظله .

 
 

استفتاء

 

الصلاة مع أهل السُنّة

س: في أماكن المعاشرة والمخالطة مع أبناء السُنّة عند المشاركة في صلواتهم اليوميّة نعمل مثلهم في بعض الموارد، مثل الصلاة مع التكتُّف، وعدم رعاية الوقت والسجود على السجّاد، فهل مثل هذه الصلاة تحتاج إلى إعادة؟
ج: إذا كان حفظ الوحدة الإسلاميّة يقتضي ذلك كلَّه فالصلاة معهم صحيحة ومُجزية، حتّى وإنْ كان بالسجود على السجّاد وأمثال ذلك، ولكن لا يجوز التكتُّف في الصلاة معهم إلّا إذا اقتضت الضرورة ذلك.

2016-01-12