يتم التحميل...

آداب السوق

آداب إسلامية

إن تنظيم أمور الناس في معاشهم يتطلب صياغة قانون تراعى فيه جميع الجوانب والحيثيات والتفاصيل، وهذا الأمر ليس في مقدور القوانين الوضعية أن تهتم بكل جوانبه فهي إن حققت شيئا فهو لا يخلو من النقص والظلم في كثير من الموارد، وينقصه أمر آخر وهو عدم اهتمامه بالشأن الفردي...

عدد الزوار: 17

إن تنظيم أمور الناس في معاشهم يتطلب صياغة قانون تراعى فيه جميع الجوانب والحيثيات والتفاصيل، وهذا الأمر ليس في مقدور القوانين الوضعية أن تهتم بكل جوانبه فهي إن حققت شيئا فهو لا يخلو من النقص والظلم في كثير من الموارد، وينقصه أمر آخر وهو عدم اهتمامه بالشأن الفردي ولا ينظر لعلاقات الناس الأخلاقية لينظمها بخلاف الشريعة ونظامها فهي بالإضافة لما تنظمه من صيغ العلاقات العامة تحوي الكثير من الآداب التي محلها نفس الإنسان حيث تربيه على تركيز دعائم الأخلاق في نفسه لينعكس ذلك مرونة وصلاحا ولياقة حين يحتك مع الآخرين، ومسألة السوق مسألة على قدر كبير من الأهمية حيث أن السوق هو:

أولاً: مركز المدينة وموضع ثقلها الاقتصادي.

وثانياً: أنه أحد الأمكنة التي يتلاقى بها الناس وطبيعة هذا التلاقي الذي يتضمن بطبيعة الحال تعاطيا مباشراً مع الآخر، والذي قد يسبب بدون أن يكون هنالك أي نظام أو مناعة داخلية الكثير من المشاكل التي تنعكس سلبيا على علاقات أفراد المجتمع الواحد وفك الارتباط الأخوي الذي يسعى الإسلام من خلال أكثر تنظيماته للحفاظ عليه ليكون المجتمع كتلة واحدة متلاحمة فيما بينها.

وسنحاول في هذه الصفحات أن نلقي بعض الضوء على ما جاءت به الشريعة الإسلامية المتكاملة من تعاليم وآداب يمكن للمرء أن يلتزم بها في الأسواق ونسأل الله أن يعيننا على طاعته في كل أمورنا إنه سميع مجيب.

السّوق عز المؤمن‏
حتى يكون الأمر ممدوحاً لا بد وأن يحوي مرتبة لا بأس بها من الكمال، وللسوق الممدوح صفات لا بد وأن تتوفر فيه حتى يصير كما عبرت الرواية عزاً لمن يعمل فيه كما يروي المعلى بن خنيس أن الإمام الصادق عليه السلام رآه متأخراً عن السوق.

فقال له عليه السلام: "اغد إلى عزك"1.

فكيف يكون السوق عزاً للمؤمن؟

عندما يكون العمل لأجل هدف مشروع ونبيل وخالياً من المكر والنوايا السيئة كأن يعمل الإنسان لأجل أن يكسب لقمة لعياله فينفق ويوسع عليهم في النفقة ولا يبغي الإنسان خداع المشترين بغية الكسب السريع بل يصر على الكسب الحلال بعرق الجبين متقرباً لله (عز وجل) بما يفعله، يكون عمله لله (عز وجل)، بل يكون مثالا لنقاء السريرة وصفاء النفس، هذا الشخص الذي هكذا ديدنه وهذه نيته هو الشخص الذي يكون العمل في السوق عزاً له ويكون مصداقاً لقول الإمام الصادق عليه السلام: "الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله"2.

سوق الشياطين‏
مقابل هذه الروايات التي تصف السوق بأنه عز المؤمن نجد روايات أخرى تتحدث عن السوق بشكل آخر حيث تعتبره مرتعاً لإبليس.

فقد ورد عن الإمام الباقر عليه السلام: "شر بقاع الأرض الأسواق، وهو ميدان إبليس، يغدو برايته، ويرفع كرسيه، ويبث ذريته...".

ما السبب في ذلك؟
يتابع الإمام عليه السلام: "... فبين مطفف في قفيز، أو طائش في ميزان، أو سارق في ذراع، أو كاذب في سلعته الخ..."3.

ولك أن تتخيل كيف يكون سوق بهذه الصفات فليس من العجب أن يكون مملكة لإبليس حيث تفعل كل هذه المعاصي التي تتعلق بحقوق الناس والتي لا يغفرها الله (عز وجل) بمجرد التوبة بل تحتاج إلى مسامحة من سرق ماله أو غشه في سلعة اشتراها.

موعظة أمير المؤمنين عليه السلام لأهل السوق‏
ولأجل أن لا تصل الأمور لهذا المستوى المتدني من الأخلاق في التعاطي بين المؤمنين كان حرص أمير المؤمنين عليه السلام على أن يعظ أهل الأسواق كما هو دأبه بأن يحافظ على كل شؤون المجتمع.

فقد كان عليه السلام ينزل إلى السوق حاملاً الدرة وهي نوع من السياط ليضرب بها كل من يغش المسلمين ويحاول سرقتهم4، ثم كان يقف بين التجار واعظاً: "أيها التجار، قدموا الاستخارة، وتبركوا بالسهولة، واقتربوا من المبتاعين، وتزينوا بالحلم، وتناهوا عن اليمين، وجانبوا الكذب، وتجافوا عن الظلم، وأنصفوا المظلومين، ولا تقربوا الربا، وأوفوا الكيل والميزان، ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين"5.

وفي رواية أخرى عنه عليه السلام أنه دخل السوق فوجد الناس يبيعون ويشترون فبكى بكاءً شديداً ثم قال عليه السلام:

"يا عبيد الدنيا وعمال أهلها، إذا كنتم بالنهار تحلفون، وبالليل في فراشكم تنامون، وفي خلال ذلك عن الآخرة تغفلون،فمتى تجهزون الزاد وتفكرون في المعاد؟".

فقال له رجل: يا أمير المؤمنين إنه لا بد لنا من المعاش، فكيف نصنع؟

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: "إن طلب المعاش من حلِّه لا يشغل عن عمل الآخرة فإن قلت لا بد من الاحتكار لم تكن معذوراً"6.

فهكذا يعلمنا أمير المؤمنين عليه السلام أن تكون أعمالنا لله (عز وجل) وأنفسنا غير متعلقة بالأسباب.

وهكذا يريد أمير المؤمنين عليه السلام أن يكون السوق في حكومته الإسلامية وفي سائر بلاد المسلمين أن يأمن فيه من يدخله من مكر الماكرين ولنعم ما أدب به أمير المؤمنين‏ عليه السلام شيعته.

آداب المشتري
هناك نوعان من الناس ممن يقصد السوق

الأول: من يقصده لحاجة له فيه كأن يقصده لشراء احتياجاته أو رؤية أحدهم فيه.

والثاني: من يقصده لأجل العمل كأن يكون له حانوت فيه أو عربة يبيع عليها، ولكل من هذين القسمين آداب خاصة سوف نتعرض لها وسيكون الكلام أولاً عن آداب من قصد السوق لحاجة له فيه:

1- الثقة بسوق المسلمين‏
على الإنسان المسلم أن يثق بسوق المسلمين فلا يسأل عن كل شاردة وواردة أهي حلال أم حرام؟، وعن كل لحم هل هو ذكي أم لا؟، بل عليه أن يعطي ثقته بسوقهم بانياً في كل شك على حلية ما أخذ منها وقد وردت الروايات الكثيرة مؤكدة على هذا المعنى.

فقد سأل أحدهم الإمام الصادق عليه السلام قائلاً: الخفاف عندنا في السوق نشتريها فما ترى في الصلاة فيها؟

فقال له عليه السلام: "صل فيها حتى يقال لك إنها ميتة بعينها"7.

وعن الإمام أبي الحسن عليه السلام لما سأله أحدهم قائلاً: أعترض السوق فأشتري خفاً لا أدري أهو ذكي أم لا.

قال له عليه السلام: "صل فيه...".

فقال له السائل: إني أضيق من هذا.

فقال له الإمام عليه السلام: "أترغب عما كان أبو الحسن عليه السلام يفعله"8.

فعندما قال السائل للإمام عليه السلام: إني أضيق من ذلك.

كان يعني أن نفسيته لا تكون مرتاحة إلا بالتأكد من حقيقة انه مذكى.

فأجابه الإمام بالجواب القاطع: "أن لا يجب عليك السؤال".

ولعل في هذه الرواية علاجاً للمصاب بالوسوسة في أموره.

وعلى كل حال فالثقة بسوق المسلمين تسهيل على المكلف ومسألة تبعث الطمأنينة في نفس المؤمن من أن مصدر رزقه هو مصدر أمين وموثوق به.

2- من تُعامل في السوق؟
بما أن السوق هو مجمع لكل الوافدين للبيع فيه، فمن الطبيعي أن تتعدد أخلاقهم، وتتباين طباعهم، فينبغي للداخل إلى السوق للشراء أن يلتفت لمن يتعامل معه حتى لا يبتلى بالغشاش أو المطفف أو السارق.

فقد ورد في الحديث الشريف عن صادق أهل البيت عليهم السلام أنه قال: "لا تخالطوا ولا تعاملوا إلا من نشأ في الخير"9.

فهذه الرواية تعلمنا أن لا يدفعنا الاستعجال وضيق الوقت إلى أن نشتري من أي بائع بل من البائع الذي نعرف من سيرته الإستقامة وحينئذ لا نتعرض لما ذكرناه من الأمور كالسرقة أو الغش أو الاحتيال أو الاستغلال.

3- ذكر الله في السوق‏
وردت العديد من الروايات بخصوص مستحبات وأذكار يذكرها المرء في السوق وعند الشراء والنظر للبضاعة وسنعرضها تباعاً.

أ- الذكر عند دخول السوق
فقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "إذا دخلت السوق فقل: لا إله إلا الله عدد ما ينطقون، سبحان الله عدد ما يسومون، تبارك الله أحسن الخالقين (ثلاث مرات)، سبحان الله عدد ما يبغون، سبحان الله عدد ما ينطقون، سبحان الله عدد ما يسومون تبارك الله رب العالمين"10.

وعن الإمام الباقر عليه السلام: "من دخل السوق فنظر إلى حلوها، ومرها، وحامضها، فليقل اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد صلى الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله، اللهم إني أسألك من فضلك وأستجير بك من الظلم والغرم والمأثم"11.

وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام: "من قال في السوق: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد صلى الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله كتب الله له ألف ألف حسنة"12.

ب- الذكر عند الشراء
في الرواية عن أحدهما أي الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهما السلام: "إذا اشتريت متاعاً، فكبر الله ثلاثا ثم قل: اللهم إني اشتريته ألتمس فيه من خيرك فاجعل لي فيه خيرا، اللهم إني اشتريته ألتمس فيه من فضلك فاجعل لي فيه فضلا، اللهم إني اشتريته التمس فيه من رزقك فاجعل لي فيه رزقاً"13.

وفي رواية أن الإمام الرضا عليه السلام: "كان يكتب على المتاع بركة لنا"14.

4- تحديد ما تشتريه‏
لقد ذكرت الروايات الصادرة عن الرسول الأكرم  صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام مسألة مهمة وهي أن لا يشتري الإنسان السلعة بدون كيل كأن يقول له: بعني ما في هذا الكيس، أي مقدار بلغ بل اللازم أن يعرف مقداره.

فعن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: "كيلوا طعامكم، فإن البركة في الطعام المكيل"15.

البائع في السوق‏
للعمل في السوق حسنات كثيرة لأن العمل فيه يعد تجارة والتجارة مستحبة، وإن السوق هو ملاذ الفقراء عند شح المعيشة، وقلة فرص العمل.

وقد أمر أئمتنا عليهم السلام بعض شيعتهم عند ضيقهم أن يعملوا في الأسواق بما يرضي الله (عز وجل).

في الرواية أن أحدهم قال للإمام الصادق عليه السلام: إنه كان في يدي شي‏ء تفرق وضقت ضيقاً شديداً.

فسأله الإمام عليه السلام: ألك حانوت في السوق؟

فقال له: نعم.

فقال عليه السلام: "إذا رجعت إلى الكوفة فاقعد في حانوتك.."16.

ولذا ورد النهي لمن يملك تجارة أو حانوتا أن يتركه أو يدع التجارة.

ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: قلت له عليه السلام: إني هممت أن أدع السوق وفي يدي شي‏ء.

قال عليه السلام: "إذاً يسقط رأيك ولا يستعان بك على شي‏ء"17.

فالسوق هو مكان الإحتكاك مع الناس والتعرف على آرائهم وتوجيهاتهم للإستفادة من تجاربهم فهو في الحقيقة مدرسة عملية.

مكان البيع في السوق‏
كثيرا ما نرى البائعين قد اختلفوا على مكان البيع وكلّ يدّعي أنّ المكان مكانه وأنّه كان يبيع فيه قبل النزاع أو يكون أحدهم قد تعوّد على وضع عربته في مكان مدّة ثم يأتي ليجد بائعاً آخر قد وضع عربته في مكانه، فيختلفان على الأحقيّة وكل يدعيها ويتهم الآخر باحتلالها.

ولو راجعنا روايات أهل البيت عليهم السلام لوجدنا أنها تتحدث بأن من سبق إلى المكان فهو الأحقّ به.

فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "سوق المسلمين كمسجدهم فمن سبق إلى مكان فهو أحق به إلى الليل"18.

آداب البائع
سنستعرض فيما يلي بعض الآداب التي لا بد للعامل في السوق أن يتحلى بها.

وقد وردت في روايات أهل بيت العصمة والطهارةعليهم السلام والآداب هي

1- الدعاء في السوق
هناك بعض الأدعية التي ورد استحباب ذكرها في السوق خصوصا للبائع ومن هذه الأدعية.

أ- عند الخروج إلى السوق
في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: "فإذا أردت أن تخرج إلى سوقك فصل ركعتين أو أربع ركعات ثم قل في دبر صلاتك: توجهت بلا حول مني ولا قوة، ولكن بحولك وقوتك، أبرأ إليك من الحول والقوة إلا بك، فأنت حولي ومنك قوتي، اللهم فارزقني من فضلك الواسع رزقا كثيرا طيبا وأنا خافض19 في عافيتك فإنه لا يملكها أحد غيرك"20.

ب- عند دخول السوق
ففي الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام: "ما من رجل مؤمن يروح أو يغدو إلى مجلسه أو سوقه فيقول حين يضع رجله في السوق:(اللهم إني أسألك من خيرها وخير أهلها) إلا وكّل الله عزّ وجلّ به من يحفظه ويحفظ عليه حتى يرجع إلى منزله، فيقول له: قد أجرت من شرها وشر أهلها يومك هذا بإذن الله (عز وجل) ، وقد رزقت خيرها وخير أهلها في يومك هذا...".

ج- عند الجلوس في المتجر
عن الإمام الباقر عليه السلام: "...فإذا جلس مجلسه قال حين يجلس: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد صلى الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله، اللهم إني أسألك من فضلك حلالا طيبا وأعوذ بك من أن أَظلم أو أُظلم، وأعوذ بك من صفقة خاسرة، ويمين كاذبة، فإذا قال ذلك قال له الملك الموكل به: أبشر فما في سوقك اليوم أحد أوفر منك حظاً، قد تعجّلت الحسنات ومحيت عنك السيئات وسيأتيك ما قسم الله لك موفّّراً حلالاً، طيّباً، مباركاً فيه"21.

2- الوضوح في البيع والشراء
حتى لا يقع المرء في معصية الله (عز وجل) بغشه للمؤمنين أو يتعرض البائع للإحتيال من المشترين ينبغي أن تكون الأمور واضحة أثناء البيع من السلعة والثمن وجودة البضاعة وهكذا...

لذا وردت بعض الروايات التي تنهى عن تصرفات معينة قد توقع المشتري في الغبن، كأن يبيع الإنسان بضاعته في الظِلّ‏ِ أو العتمة.

فعن الإمام الكاظم عليه السلام: "يا هشام إن البيع في الظِلّ‏ِ غش وإن الغش لا يحلّ"22.

وكذلك تنهى البائع الذي لا يحسن البيع عن الجلوس للبيع في الأسواق.

ففي الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام: "لا يقعدن في السوق إلا من يعقل البيع والشراء"23.

3- أن لا تلهيه التجارة عن الصلاة

لقد مر بنا ونحن نستعرض الآداب العامة للسوق أن أمير المؤمنين قد بكى على أهل السوق المنشغلين بالدنيا والناسين للآخرة، ولذا فعلى المنشغل بالعمل في السوق أن لا ينسى وقت الصلاة إذا حانت، بل يترك ما في يديه من العمل ليلبّي نداء الله (حيّ على الصلاة) والحذر كل الحذر من تسويفات الشيطان بأنّ الوقت واسع وسأصلّي بعد قليل عند تفرّق الزبائن فإنّ ذلك من أساليبه الخادعة حتى ينسيك نداء الله، أو يحرمك فضيلة الصلاة في وقتها.

وقد ورد في الرواية الشريفة أنّ أحدهم قال للإمام الرضا عليه السلام: أكون في السوق فأعرف الوقت ويضيق عليّ أن أدخل فأصلي.

قال عليه السلام: "إن الشيطان يقارن الشمس في ثلاثة أحوال: إذا ذرت، وإذا كبدت، وإذا غربت، فصل بعد الزوال فإنّ الشيطان يريد أن يوقعك على حد يقطع بك دونه"24.

4- عدم الحلف على السلعة
قال الله تعالى: ﴿وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ ..(البقرة:224).

لا شك في أن الحلف الكاذب محرم شرعاً ومن غير المحتمل أن يقوم الإنسان المؤمن بمثل هذه الأعمال المحرمة والقبيحة، لكن ماذا عن الحلف الصادق؟ هل يستطيع الإنسان أن يحلف في الأمور التجارية إذا كان صادقاً في كلامه؟

لقد نهانا القرآن الكريم عن الحلف حتى لو كنا صادقين، وقد أكد الأئمة عليهم السلام على كراهته.

فقد ورد عن أمير المؤمنين‏ عليه السلام: "يا معاشر التجار اجتنبوا خمسة أشياء: حمد البايع وذم المشتري واليمين على البيع وكتمان العيب والربا، يصح لكم الحلال ويخلصوا بذلك من الحرام"25.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "إياكم والحلف، فإنه ينفق السلعة ويمحق البركة"26.

وعن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: "أربع من كنّ فيه طاب مكسبه إذا اشترى لم يعب، وإذا باع لم يحمد، ولا يدلّّس، وفيما بين ذلك لا يحلف"27.

*آداب السوق والطريق، إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ط1، أيار 2004م، ص27-46.


1- من لا يحضره الفقيه، ج‏3، ص‏192.
2- الكافي، ج‏5، ص‏88.
3- ميزان الحكمة،، الحديث 9042.
4- الكافي، ج‏5، ص‏151.
5- المصدر السابق.
6- ميزان الحكمة،، الحديث 9046.
7- الكافي، ج‏3، ص‏403.
8- الكافي، ج‏3، ص‏404.
9- الكافي، ج‏5، ص‏159.
10- الأصول الستة عشر، ص‏114.
11- المحاسن ج‏1، ص‏40.
12- المحاسن ج‏1، ص‏40.
13- من لا يحضره الفقيه، ج‏3، ص‏200.
14- من لا يحضره الفقيه، ج‏3، ص‏201.
15- ميزان الحكمة، الحديث 2051.
16- الكافي، ج‏3، ص‏474.
17- الكافي، ج‏5، ص‏149.
18- الكافي، ج‏3، ص‏662.
19- الخفض: سعة العيش.
20- الكافي، ج‏3، ص‏474.
21- الكافي، ج‏5، ص‏155.
22- الكافي، الجزء الخامس ص‏161.
23- الكافي، ج‏5، ص‏154.
24- الكافي، ج‏3، ص‏290.
25- وسائل الشيعة، ج‏12، ص‏284، طبعة دار إحياء التراث العربي (20 مجلدا).
26- الكافي، ج‏5، ص‏162.
27- ميزان الحكمة، الحديث 2038.
2009-10-23