يتم التحميل...

آداب الحديث‏ - أسلوب الحديث‏

آداب إسلامية

عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم:أذل الناس من أهان الناس.ذلك أن حق المؤمن على أخيه عظيم، ومن الواجب عليه ترك إيذائه بالقول وتجنب كل ما من شأنه تعريض حرمته للهوان. فيحرم شتمه، ورفع الصوت بنحو يؤذيه والوشاية به، وإذاعة سره...

عدد الزوار: 10

عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: "أذل الناس من أهان الناس".

تجنب الإيذاء
ذلك أن حق المؤمن على أخيه عظيم، ومن الواجب عليه ترك إيذائه بالقول وتجنب كل ما من شأنه تعريض حرمته للهوان... فيحرم شتمه، ورفع الصوت بنحو يؤذيه والوشاية به، وإذاعة سره، وجميع هذه الأمور من الكبائر التي يوجب فعلها هلاك الأنفس والأموال، وشيوع العداوة والبغضاء.

وقد ذم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من يهين الناس ويتعرض لهم بالأذية.

فقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "أذل الناس من أهان الناس"1.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم في رواية أخرى: "من آذى مؤمنا فقد آذاني"2.

عدم رفع الصوت‏
بنحو غليظ قبيح، وعدم خفضه بنحو يجعل الجليس يمد عنقه لسماع الصوت، لما فيهما من الإزعاج والأذى للمخاطب سيما إذا كان المجلس كبيراً، ولما يحدثه من انصراف الجليس عن متابعة الحديث، والتلهي بأمور جانبية، كالانشغال بحديث آخر وغير ذلك.

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم عن لسان لقمان في وصيته له:﴿... وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ(لقمان:19).

شرائط المزاح‏
من اللازم الالتفات عند المزاح والتقيد بعدة أمور دفعاً لما فيه الأذية والمفسدة

عدم الإكثار من المزاح وترك الإكثار من الضحك، لأنه يذهب بالهيبة ويجرى‏ء الآخرين على الحرمات، ولأنه قد يوجب الأذى للطرف الآخر في كلمة أو فعل، الأمر الذي قد يؤدي إلى المشاجرة والعدواة وربما إلى الموت.

فعن علي عليه السلام: "كثرة المزاح تسقط الهيبة"3.

وعنه عليه السلام: "الإفراط في المزاح خرق"4.

حيث قد يغري المزاح بهما، وهو أمر يحصل كثيراً في مواطن عديدة وعبر أعمال معينة.

وقد وردت روايات في هذا المجال محمولة على الإكثار فيه، أو على الموارد المشتملة على محاذير.

فعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام:"إياكم والمزاح فإنه يجر السخيمة ويورث الضغينة، وهو السب الأصغر"5.

صحيح أن من واجب الأخ إدخال السرور إلى قلب أخيه المؤمن، ولكن من حق الأخير أن لا يُؤذى بهذا المزاح كما يحصل مع كثير من الشباب المؤمن وغيرهم، حيث يفرطون في ذلك، مما يجعلهم يقتربون من دائرة المعاصي والحرام.

وعليه فالمزاح ضمن حدوده وضوابطه الأخلاقية أمر راجح شرعاً.

روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً"6.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: "المؤمن دعب لعب، والمنافق قطب غضب"7.

وعن علي عليه السلام:"فوالذي وسع سمعه الأصوات، ما من أحد أودع قلباً سروراً إلا وخلق اللَّه له من ذلك السرور لطفاً، فإذا نزلت به نائبة جرى إليه كالماء في انحداره حتى يردها عنه كما تطرد غريبة الإبل"8.

من هنا فإن إدخال السرور على قلوب الآخرين قد اعتبره الإسلام حقاً مهماً من الحقوق الأخلاقية اللازمة على المؤمن اتجاه أخيه، حثا منه إلى ضرورة العناية بإشباع الجانب العاطفي من هذه العلاقة لتدوم وتستمر.

*آداب المجلس والحديث، إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ط1، شباط 2004م، ص55-60.


 

1- ميزان الحكمة، ح 453.
2- ميزان الحكمة، ح 454.
3- ميزان الحكمة، ح 18892.
4- ميزان الحكمة، ج‏9، ص‏144.
5- ميزان الحكمة، ح 18872.
6- ميزان الحكمة، ج‏9، ص‏140.
7- المصدر السابق.
8- ميزان الحكمة، ج‏4، ص‏438.
2013-01-31