يتم التحميل...

إحسان الوصية عند الموت

إضاءات إسلامية

إحسان الوصية عند الموت

عدد الزوار: 7

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وصيته لأمير المؤمنين (عليه السلام): "يا علي، مَن لم يُحسن وصيَّته عندَ موته كان نقصاً في مروءَته، ولم يملِك الشفاعة".
 
كيفية إحسان الوصية:
حُسن الوصيّة هو إتيانها بحدودها وشروطها ومستحبّاتها كاملة مع حسن التدبير فيما خلّف، وعدم الإضرار بالورثة والعهد إلى الله[1].

فإن لم يأت الإنسان بالوصيّة أو أوصى بخلاف المشروع أو وصّى بما لا ينفعه أو لم يوصّ بخير في ثلثه أو لم يوصّ بإنفاذ وأداء ما إشتغلت به ذمّته، أو لم يوصّ بشيء لذوي قرابته ممّن لا يرثه لم يحسن الوصيّة..

فاللازم أن يوصي ويحسن ويجعل أحد المؤمنين الثقات وصيّاً له بل الأولى أن يجعل وصيّه ثقتين أو يجعل أحدهما وصيّاً والآخر ناظراً على تنفيذ الوصيّة، بل يجب إن أمكن أن يفرغ من ديونه قبل أن يموت لتحصل له البراءة اليقينيّة كما أفاده والد المجلسي (رض)[2].
 
 ما معنى المروءة التي تنقص بعدم إحسان الوصية؟
المروءة بالهمزة وقد تشدّد ويقال: مروّة فُسّرت في كلام الإمام المجتبى (عليه السلام) بأنّها، شُحّ الرجل على دينه وإصلاحه ماله وقيامه بالحقوق[3].

هذا في الحديث، وامّا في اللغة[4] فالمستفاد منها أنّ المروءة من الآداب النفسية التي تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات وقد تتحقّق بمجانبة ما يؤذن بخسِّة النفس[5].

وفُسّرت أيضاً بأنّها تنزيه النفس عن الدناءة التي لا تليق بأمثاله كما قاله الشهيد الأوّل (رض)[6].
 
لماذا المخل بالوصية لا يملك الشفاعة؟
الذي لا يحسن الوصية لا يستحقّ أن يشفع لأحد أو أن يشفع له أحد لتفريطه في الإحسان إلى نفسه حيث لم يوص بعمل خير في ثلثه كما في حاشية المولى التفرشي على الفقيه المسمّاة بالتعليقة السجّادية.

وهذا البيان منه (صلى الله عليه وآله) يكذّب قول مَن ادّعى أنّه صلوات الله عليه وآله مات ولم يوصّ إلى أحد وترك الأمر للاُمّة حتّى تختار خليفتها وحاشاه أن يترك الأمر سُدى أو يفعل ما عنه نَهى.
  
* المصدر: وصايا الرسول (صلى الله عليه وآله) لزوج البتول (عليهما السلام) - بتصرّف


[1]  لاحظ وسائل الشيعة ، ج 13 ، ص 353 ، ب 3 ، ح 1.
[2]  روضة المتّقين ، ج 12 ، ص.
[3]  سفينة البحار ، ج 8 ، ص 51.
[4]   كثيراً ما نذكر في هذا الكتاب الحاصل المستفاد من اللغة في شرح الكلمة من دون ذكر نصوص كلمات اللغويين رعاية للإختصار فليُعلم.
[5]  مجمع البحرين ، مادّة مرأ ، ص 82.
[6]  الدروس ، ص 190 ، كتاب الشهادات.

2018-01-09