يتم التحميل...

الجهاد والانتظار

الإمام المهدي (عج)

"ماذا يعني انتظار الظهور؟ وماذا يعني نصّ "أفضل الأعمال انتظار الفرج". البعض يتوهَّم ويظنّ أنّ "انتظار الفرج" وهو أفضل الأعمال يعني أن ننتظر ظهور إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف مع جمع من خواصّ أصحابه وأنصاره وعدّتهم "313"

عدد الزوار: 18

"ماذا يعني انتظار الظهور؟ وماذا يعني نصّ "أفضل الأعمال انتظار الفرج". البعض يتوهَّم ويظنّ أنّ "انتظار الفرج" وهو أفضل الأعمال يعني أن ننتظر ظهور إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف مع جمع من خواصّ أصحابه وأنصاره وعدّتهم "313" رجلاً ومعهم جمع آخر من غير الخواصّ، فيحاربون أعداء الإسلام ويطهّرون الأرض من دنسهم، ويقيمون العدل والأمن في البلاد ويوفّرون الرفاه والحرية بأكمل صورهما، بعد ذلك يقولون لنا: تفضلوا! البعض يتوهَّم أنّ انتظار الفرج هو هذا، ويصفونه بأنَّه أفضل الأعمال. ولكنّ الانتظار الحقيقيّ للفرج، هو بانتظارنا ظهور الإمام عليه السلام للانخراط في جيشه والقتال تحت إمرته حتّى ولو استشهدنا في هذا القتال. الانتظار الحقيقيّ هو أن يكون أمل الإنسان كلّه وكلّ أمانيه حقاً هي الجهاد في سبيل الله، وليس الانتظار حتّى يأتي الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف فنقول له: إذهب أنت وحدك فأنجز كلّ المهام الشاقة، وعندما يحين وقت جني الثمار سنأتي نحن. هذا هو منطق أصحاب موسى. أمّا أصحاب محمّد فقد قالوا له: يا رسول الله! لا نقول لك ما قاله لموسى بنو إسرائيل، أصحاب موسى عندما وصلوا إلى فلسطين - بيت المقدس - ورأوا فيها جنداً متأهّبين قالوا لموسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ1.

كان هذا هو منطق أصحاب موسى، اذهب أنت وربّك فقاتلا وطهّرا فلسطين من دنس الأعداء، وسنأتي نحن بعد أن نطمئنّ إلى أنّه لم يبق خطر فيها. إنّ موسى عليه السلام قد سألهم مستنكراً: فما هو واجبكم

إذن؟! عليكم أنتم أيضاً أن تخرجوا من دياركم الغاصب الذي أخرجكم منها. أما أصحاب النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أمثال المقداد، فما كان قولهم كهذا، وإنّما قالوا: "لقد آمنّا بك وصدّقناك وشهدنا أنَّ ما جئت به هو الحقّ وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحقّ لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلَّف منَّا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوّنا غداً"2 3.

* من كتاب أمل الإنسان، سلسلة المسابقات الثقافية، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.


1- سورة المائدة، الآية 24.
2- القول لسعد بن معاذ وقد قاله جواباً للرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي استشار الأنصار في الخروج إلى المشركين في معركة بدر، تجده في السيرة النبوية لابن هشام، غزوة بدر.نهاية الجزء الثاني من طبعة بيروت.
3- العلامة الشهيد الشيخ مرتضى مطهري، نهضة المهديّ في التاريخ، ص 256-262.

2014-08-29