يتم التحميل...

السيد الحميري

خطب وأشعار

ليس بهذا أَمَرَ اللهُ يا بائعَ الدين بدنياهُ وأحمدٌ قد كان يرضاهُ من أين أبغضتَ عليَّ الوصيَّ؟ يوم غديرِ الخُمِّ ناداهُ؟ من الذي أحمدُ في بينهم

عدد الزوار: 47

-1-
ليس بهذا أَمَرَ اللهُ يا بائعَ الدين بدنياهُ
وأحمدٌ قد كان يرضاهُ من أين أبغضتَ عليَّ الوصيَّ؟
يوم غديرِ الخُمِّ ناداهُ؟ من الذي أحمدُ في بينهم
وهم حوالَيهِ فسمّاهُ: أقامَهُ من بين أصحابهِ
مولىً لمن قد كنتُ مولاهُ هذا عليُّ بن أبي طالبٍ
وعادِ من قد كان عاداهُ فوالِ من والاهُ يا ذا العلا

-2-
بين الطويلع فاللوى من كبكب هلاّ وقفتَ على المكانِ المُعشِبِ
قم يا محمدُ في البريّةِ فاخطُبِ وبخُمٍّ إذ قال الإلهُ بعزمهِ:
هادٍ وما بلّغتَ إنْ لم تَنْصِبِ وانصبْ أبا حسنٍ لقومك إنّه
لهُمُ فبينَ مصدِّقٍ ومكذِّبِ فدعاهُ ثمَّ دعاهُمُ فأقامَهُ
ما كان يجعلها لغيرِ مهذَّبِ جعل الولايةَ بعده لمُهذَّبٍ
ساعٍ تناول بعضها بتذبذبِ وله مناقبُ لا تُرامُ متى يُرِدْ
ديناً ومن يُحبِبهمُ يستوجبِ إنّا نَدين بحبِّ آل محمّدٍ
بدلاً بآل محمّدٍ لا يُحببِ منّا المودّة والولاء ومن يُرِدْ
حوضَ الرسولِ وإن يَرِدْهُ يُضرَبِ ومتى يَمُت يَرِدِ الجحيمَ ولا يَرِدْ
بالسوط سالفة البعير الأجربِ ضربَ المُحاذِرِ أنْ تعرَّ رِكابهُ
ووصيَّ أحمدٍ نيطَ من ذي مخلبِ وكأنَّ قلبي حين يَذكرُ أحمداً
في الجوِّ أو بذُرى جناحٍ مصوبِ بذُرى القوادم من جَناح مصعْدٍ
يَفري الحجابَ عن الضلوع القُلَّبِ حتى يكادَ من النزاع إليهما
يزدد ومهما لا يَهبْ لا يُوهَبِ هبةٌ وما يهبِ الإله لعبده
علمُ الكتابِ وعلمُ ما لم يُكتبِ يمحو ويُثبتُ ما يشاءُ وعنده

هذه القصيدة ذات 112 بيتاً تسمّى بالمذهَّبة.

شرحها سيّد الطائفة الشريف المرتضى علم الهدى وطبع بمصر 1313هـ، وقال في شرح قوله:

هادٍ وما بلّغتَ إن لم تَنصبِ وانصبْ أبا حسنٍ لقومِكَ إنَّهُ

هذا اللفظ -يعني النصب- لا يليق إلاّ بالإمامة والخلافة دون المحبة والنصرة، وقوله: جعل الولاية بعده لمهذَّب صريحٌ في الإمامة؛ لأنّ الإمامة هي التي جُعلت له بعده، والمحبّة والنصرة حاصلتان في الحال وغير مختصّين بعد الوفاة.

وشرحها أيضاً الحافظ النسّابة الأشرف ابن الأغرّ المعروف بتاج العُلى الحسيني (ت610 هـ)، و"محمّد" المنادى في البيت الأول، هو والده:

-3-
وأَزِل فساد الدينِ بالإصلاحِ خف، يا محمَّدُ، فالقَ الإصباح
ترجو بذاك الفوزَ بالإنجاحِ أتسُبُّ صِنْوَ محمدٍ ووصيّه؟
منك العذابَ وقابضَ الأرواحِ هيهاتَ قد بعدا عليك وقرّبا
يومَ الغدير بأبْيَنِ الإفصاحِ أوصى النبيُّ له بخيرِ وصيّةٍ
مولاهُ قولَ إشاعةٍ وصُراحِ مَن كنت مولاهُ فهذا واعلموا
قد كنتُ أرشُد من هدىً وفلاح قاضي الديونِ ومرشدٌ لكُمُ كما
فَجَرَت بقاعِ الغيِّ جَرْيَ جِماحِ أغويتَ أمِّي وهي جِدُّ ضعيفةٍ
إرثُ النبيِّ بأوْكدِ الايضاحِ بالشتم للعَلَمِ الإمامِ ومن لهُ
أرسى الجبالَ بسبسبٍ صَحْصَاحِ إنّي أخافُ عليكما سَخَطَ الذي
للحقِّ تعتصما بحبل نجاحِ أبويَّ فاتّقيا الإله وأَذْعِنا

هذه الأبيات رواها المرزباني، كتبها السيّد إلى والديه يدعوهما إلى التشيّع وولاء أمير المؤمنين، وينهاهما عن سبّه، وكانا إباضيّين.

-4-
ولا عهده يومَ الغدير المؤكّدا إذا أنا لم أحفظ وَصَاةَ محمّدٍ
تنصّر من بعد الهدى أو تهوّدا فإنّي كمن يشري الضلالة بالهدى
أولو نعمتي في اللهِ من آلِ أحمدا وما لي وتيماً أو عَدِيّاً وإنّما
وليستْ صلاتي بعد أن أتشهّدا تتِمُّ صلاتي بالصلاةِ عليهمُ
وأدعُ لهم ربّاً كريماً ممجَّدا بكاملةٍ إن لم أُصلِّ عليهمُ
مدى الدهر ما سُمِّيتُ يا صاح سيِّدا بذلتُ لهم وُدّي ونصحي ونصرتي
أحقُّ وأولى فيهمُ أن يُفَنَّدا وإنَّ امرأً يُلحي على صدقِ ودِّهم
وإلاّ فأمسِك كي تُصانَ وتُحمدا فإن شئتَ فاختر عاجلَ الغمِّ ضلّةً

هذه القصيدة توجد منها 25 بيتاً.

-5-
ويقول فيها:
بهوى السيِّد الإمامِ السديدِ قد أطلتم في العذلِ والتنقيدِ
والورى في وَديقةٍ صيخودِ يوم قام النبيُّ في ظلِّ دَوحٍ
باحاً باسمه بصوتٍ مديدِ: رافعاً كفّه بيمني يديه
ووزيري ووارثي وعقيدي أيُّها المسلمون هذا خليلي
فهذا مولاهُ فارعَوا عهودي وابنُ عمّي ألا فمن كنت مولاهُ
بن عمرانَ من أخيه الودودِ وعليٌّ منّي بمنزلة هارونَ

-6-
ويقول فيها:
فدمعُ العينِ مُنْهَلٌ غزيرُ أجدَّ بآل فاطمةَ البُكورُ
غداةَ يضمُّهمُ وهو الغديرُ: لقد سمعوا مقالتهُ بخُمٍّ
مقالةَ واحدٍ وهُمُ الكثيرُ فمن أولى بكمْ منكمْ فقالوا
بنا منّا وأنت لنا نذيرُ: جميعاً: أنت مولانا وأولى
ومولاكم هو الهادي الوزيرُ فإنَّ وليّكم بعدي عليٌّ
ومن بعدي الخليفةُ والأميرُ وزيري في الحياة وعند موتي
وقابله لدى الموتِ السرورُ فوالى اللهُ من والاهُ منكمْ
وحلَّ به لدى الموت البثورُ وعادى اللهُ من عاداهُ منكم

-7-
ويقول فيها:
ولي المحامد ربا غفورا ألا الحمد لله حمداً كثيراً
وأخلصتُ توحيدَهُ المستنيرا هداني إليه فوحّدتُهُ
لخير الأنامِ وَصِيّاً ظهيرا لذلك ما اختاره ربُّهُ
وحطَّ الرحالَ وعافَ المسيرا فقام بخُمٍّ بحيثُ الغديرُ
على منبرٍ كان رحلاً وكورا وقُمَّ له الدوحُ ثمَّ ارتقى
فجاؤا إليه صغيراً كبيرا ونادى ضحىً باجتماع الحجيجِ
يُليحُ إليه مُبيناً مُشيرا: فقال وفي كفِّه حيدرٌ
فمولاه هذا قَضاً لن يجورا ألا إنَّ من أنا مولىً لهُ
فقال: اشهدوا غُيَّباً أو حضورا فهل أنا بلغت؟ قالوا: نعم
وأُشهد ربِّي السميعَ البصيرا يبلّغ حاضرُكمْ غائباً
يبايعْهُ كلٌّ عليه أميرا فقوموا بأمر مَليكِ السما
أكفّاً فأوجس منهم نكيرا فقاموا لبيعته صافقينَ
وعادِ العدوَّ له والكفورا فقال: إلهيَ والِ الوليَّ
وكن للأُلى ينصرون نصيرا وكن خاذلاً للأُلى يخذلون
مجاباً بها أو هباءً نثيرا؟! فكيف ترى دعوة المصطفى
ومن أشهدَ الناسَ فيه الغديرا أُحبّك يا ثانيَ المصطفى
بلّغ فيك نداءً جهيرا وأشهدُ أنَّ النبيَّ الأمينَ
سيُصلَون ناراً وساءت مصيرا وإنَّ الذين تعادَوا عليك

-8-
ويقول فيها:
واسقِ الرسومَ المَدمعَ المَدرارا قف بالديار وحَيِّهنَّ ديارا
فرعى إلهي زينباً ونَوارا كانت تحِلُّ بها النوارُ وزينب
وأبان لي عن لفظه إنكارا قل للذي عادى وصي محمد
يرضي بذاك الواحد الغفارا من خاصف نعل النبي محمد
جهراً وما ناجى به إسرارا: فيقول فيهِ معلناً خيرُ الورى
لا تجهلوهُ فترجعوا كفّارا هذا وصيّي فيكمُ وخليفتي
أدّى بها وحيَ الإلهِ جَهارا وله بيوم الدوحِ أعظمُ خطبةٍ

2011-11-12