يتم التحميل...

القصيدة الكوثرية الشهيرة

خطب وأشعار

أًمُـفَـلَّـجُ ثَـغـرِكَ أم جَـوهَــرْ ورحـيـقُ رِضـابِـكَ أم سُـكَّـرْ قـد قـال لِـثـغـرِكَ صـانِـعُـهُ إِنَّــا أعـطـيـنـاكَ الكـوثـر

عدد الزوار: 252
 

 أًمُـفَـلَّـجُ ثَـغـرِكَ أم جَـوهَــرْ
قـد قـال لِـثـغـرِكَ صـانِـعُـهُ
والخـالُ بِـخَــدِّكَ أم مِـســـكٌ
أم ذاك الـخـالُ بِــذاك الخَّـــد
عجَـبـاً مِـن جَـمرَتِـهِ تَـذكُـو
يـا مَـنْ تـبـدو لـي وَفـرَتُـهُ
فَـأُجَــنُّ بـه فـي الليــل إِذا
إِرحـمْ أرِقـاً لـو لَـمْ يـمـرُضْ
تَـبْـيَـضُّ لهـجْـرِكَ عـيـنـاهُ
يـا لـلـعُـشّـاقِ لِـمَـفـتـونِ
إِنْ يَـبْـدُ لِـذي طَـرَبٍ غَـنّــى
آمَـنْـتُ هــوىً بـنـبـُوِّتِــهِ
أًصْـفَـيـتُ الـوُدَّ لِـذي مَـلَــلٍ
يا مَـن قـد آثــر هِـجْـرانــي
أَقسـمتُ عـليـكَ بـمـا أولَتـْــ
وبِـوَجـهِـك إذ يحـمَـرُّ حَيــاً
وبِـلـؤلـؤِ مَـبسَـمِكَ المَنـظـو
إن تَـتْـرُك هـذا الهـجـرَ فليــ
بَـكِّـرْ لِـلَّـهـوِ ونيـلِ الصَّـفْـو
وانـظُـر للـزَّهـر بِشطـرِ النَّهـرِ
ولقـد أسـرَفـتُ ومـا أَسـلَفْــ
سـوَّدتُ صـحيـفـة أعـمـالـي
هُـوَ كهـفيَ مـِن نُـوَبِ الـدُّنـيا
قـد تـمّـت لـي بـولايـتِـــهِ
لإُصـيـبَ بـهـا الحـظَّ الأوفـى
بالحِـفـظِ مـن النّـار الكـبـرى
هـل يمـنعُـني وهـو السّـاقـي
أم يـطـرُدُنـي عـن مـائــدةٍ
يـا مَـنْ قـد أنـكـر مِـن آيــا
إن كُـنـتَ لِجـهـلـكَ بـالآيــا
فـاسـأل بــدراً واسـأل أُحُــداً
مَـنْ دَبـّر فيـهـا الأمـرَ ومَــنْ
مَـن هَـدَّ حُصـونَ الشِّـركِ ومَن
مَـن قـدَّمَــهُ طــه وعَـلــى
قـاسُـوكَ أبـا حسـنٍ بـِسِــوا
أَنَّــى سـاوَوْكَ بِـمَـن نــاوَوْ
مَـنْ غـيـرُكَ مَـن يُـدعى للحَـرْ
أفـعـالُ الخـيـرِ إذا انـتـشـرت
وإذا ذُكِــرَ الـمـعـروفُ فـمـا
أَحـيَـيْـتَ الـدِّين بأبيـضَ قــدْ
قُطْـبـاً للحـرب يُـديـرُ الضَّـربَ
فاصـدَع بالأمـرِ فنـاصِـرُك الــ
لـو لـم تُـؤمَـر بالصـبر وكَظْـ
لـكِـنْ أَعْـراضُ الـعـاجِـلِ مـا
أنـتً المُـهـتَـمُّ بحِـفـظِ الدِّيــ
أفـعـالُـك مـا كـانـت فـيـهـا
حُـجَـجاً ألزَمـتَ بـها الخُـصَـما
آيــاتُ جَـلالِـكَ لا تُـحْـصَــى
مَـنْ طَـوَّل فـيـك مـدائِـحَــهُ
فـاقـبَـلْ يـا كـعـبـةَ آمـالـي

ورحـيـقُ رِضـابِـكَ أم سُـكَّـرْ
إِنَّــا أعـطـيـنـاكَ الكـوثـر
نَـقَّـطْـت بـه الـوَردَ الأحـمر
فَـتـِيـتُ النَّـدِّ عـلى مِـجْـمَرْ
وبـهـا لا يحـتـرقُ العَـنـبـر
فـي صـُبـحِ مُحـيّـاهُ الأَزهَـر
يغـشـى والصُّـبـحِ إذا أَسـفَـر
بِنُـعاسِ جُـفـونِـكَ لَـم يسـهر
حَـزنـاً وأَدمُـعُـهُ تـَحـمَــرْ
بـِـهـوى رَشـأٍ أحـوَى أحْـوَر
أو لاحَ لِـذي نُـسُـكٍ كـبَّـــرْ
وبِـعَـيْـنيـه سِـحـرٌ يـُؤثَـر
عَـيـشـي بِقـطـيعـتـه كَـدَّر
وعَـلَىَّ بـِلُـقـيـاهُ اسـتـأثَـر
ــكَ النَّضْـرةُ مِنْ حُسنِ المنَظـر
وبـوجـهِ مُـحِـبِّـكَ إذ يصْـفَرْ
مَ ولُـؤلُـؤِ دمـعِـيَ إذ يُـنْـثَـرْ
ـسَ يَليـقُ بمِثليَ أن يُهـجَــر
فـصَـفْـوُ العـيشِ لِمَـن بَـكّـَر
فـوَجـهُ الـدَّهـر بـه أزْهَــر
ـتُ لِنَفـسيَ مـا فـيـه أعـذَر
ووَكـَلْـتُ الأمـرَ إلـى حَـيـدَر
وشـفـيعيَ في يـوم المحـشـر
نِـعَمٌ جَـمَّـت عـنْ أن تُـشكَـر
وأُخَـصَّـص بالسـهـم الأوفـر
والأمـن مـن الفـزع الأكـبـر
أن أشـرب من حوض الكـوثـر
وُضِـعـت للقـانِـعِ والمُـعـتـَر
تِ أبـي حـسـنٍ مـا لا يُـنكـر
تِ جَحَـدتَ مَقـام أبـي شُـبَّـر
وسَـلِ الأحـزابَ وسـل خـيبـر
أردى الأبـطــال ومَـن دمَّــر
شـادَ الإسـلام ومـن عَـمَّــر
أهــلِ الإيـمــانِ لـه أمَّــرْ
كَ وهـلْ بـالطَّـوْدِ يُقـاسُ الـذَّرْ
كَ وهـل سـاوَوْا نَعـلَيْ قَـنْـبَر
بِ وللمـحـرابِ ولـلـمـِنـبَـرْ
فـي النـاس فأنـتَ لها مصـدر
لِـسِــواك بـه شـئٌ يُـذكــر
أوْدَعـتَ بـه المـوتَ الأحـمـر
ويَـجـلُو الكَـربَ بيـومِ الكَــرْ
ـبَـتَّـارُ وشـانِـئُـك الأبـتَـرْ
مِ الغَـيـظِ وليـتَـكَ لم تُـؤمَـر
عَـلُـقَتْ بِرِدائِـك يـا جَـوهَـرْ
ـنِ وغـيـرُكَ بالدُّنيـا يَـغْـتَـر
إلاّ ذِكـرى لِـمَــنِ اذّكَّــــرْ
ءَ وتـبْصِـرةً لِمَن اسْـتَـبْصَـر
وصِـفاتُ كـمـالِـكَ لا تُحـصـر
عـن أدنـى واجـبـها قَـصَّـر
مِنْ هَـدْيِ مَديحي ما اسـتَيْـسَـر

2011-11-12