يتم التحميل...

القصيدة الغديرية

خطب وأشعار

كيف يظمأ من فيه يجري الغدير ظمئ الشعر أم جفاك الشعور كيف تعنو للجدب أغراس فكر لعلي بها تمت الجذور

عدد الزوار: 32
السيد الدكتور الشاعر مصطفى جمال الدين رحمة الله عليه

كيف يظمأ من فيه يجري الغدير

ظمئ الشعر أم جفاك الشعور

 لعلي بها تمت الجذور

كيف تعنو للجدب أغراس فكر

من بنيه غمر العطاء -البذور

نبتت-بين (نهجه) وربيع

 نمير القرآن يحلو نمير؟

وسقاها نبع النبي، وهل بعد

ونما برعم، ونمت عطور

فزهت واحة، ورفت غصون

 الغض منا، قرائح وثغور

وأعدت سلالها، للقطاف

وتغني على هواه الطيور

هكذا يزدهي ربيع علي

 فانتشت أحرف، وجنت شطور

شربت حبه قلوب القوافي


وتنمو نسوره وتطير

ظامئ الشعر، ها هنا يولد الشعر،

 فتستاق من شذاها الدهور

ها هنا تنشر البلاغة فرعيها،

(ثم قرت) .. وما يزال الهدير

(هدرت) حوله بكوفان يوماً

منبر من بيانه مسحور

وسيبقى يهز سمع الليالي

ففهم عا، وفهم نصير

تتلاقى الأفهام من حوله شتى:

 الزاد منه، و لا الصديق فقير

ويعودون... لا العدو قليل

وصوت سمح البيان،جهير

ظامئ الشعر، هاهنا: الشعر، والفن،

 في أكؤس القصيد البحور

بدعة الشعر أن تشوب الغدير العذب

 بسود الأحقاد كادت تنير

وعلي إشراقة الحب، لو شيب

 

 هنيئاً لك الجناح الخبير

أيها الصاعد المغذ مع النجم

 وإن ظن: أنك المبهور

قد بهرت(النجوم) مجداً وإشعاعا،

 وانطوى جانح عليه كسير

وبلغت المرمى، وإن فل ريش

إلا هتافها المخمور

وملأت الدنيا دوياً، فلا يسمع

وأكف إلى علاك تشير

فقلوب على هواك تغني

لاعبيه.. والرابح المقمور!!

حيل للخلود،قامرفيها

في ناعم الحرير، الغمور

وسيبقى لك الخلود، وللغافين،

 ولدنيا سواك تبنى القصور

وستبنى لك الضمائر عشاً

 لزه الظلم، واجتواه الغرور

وستبقى إمام كل شريد

(حجرك) نحر.. تقفو سناه النحور

وسيجري بمرج عذراء من


والصراط الذي عليه نسير

سيدي أيها الضمير المصفى

نربي عقولنا، ونمير

لك مهوى قلوبنا، وعلى زادك

 وارتمى خافق بها مذعور

وإذا هزت المخاوف روحاً

 وهدانا إلى ثباتك نور

قربتنا إلى جراحك نار

وإن هام في هواك الكثير

نحن عشاقك الملحون في العشق

 فظنوا: أن اللباب القشور

باعدتنا عن (قومنا) لغة الحب

 من ظنون... وبعضه تشهير

بعض ما يبتلى به الحب همس

 أن يطلب منه لنبضه تفسير

إن أقسى ما يحمل القلب

 أنك من أحمد أخ ووزير

نحن نهواك، لالشيء، سوى

 ولسان يدعو، وعقل يشير

وحسام يحمي، وروح تفدي

 لك، إذ أنت كنزها المذخور

ومفاتيح من علوم، حباها

فأنت المنار وهو المنير

ضرب الله بين وهجيكما حددا:

غطت الكون من سناها البدور

وإذا الشمس آذنت بمغيب

 

 سواء، يلذ فيه المسير

نحن يا قومنا ، وأنتم على درب

 وندري: أن الطريق عسير

غير أنا نسري إلى(الوحدة الكبرى)

 وجنت بجانبيه الصخور

في متيه تناهبته الأعاصير،

 شوك يدمي، ورمل يمور

وعلى دربنا إلى القمة السمحاء،

 وتدري: أن الوقوف خطير

وبنو عمنا تراوح في السير،

ينشق بيننا ويغور

ويقولن: إن نهراً من الفرقة

حقداً .. فيستحيل العبور!

وعلى ضفتيه يمتلئ التاريخ

 الأمر ما طال حوله التفكير

صدقوا ... غير أننا لا نحيل

قصور، وبعضه تقصير

بعض ما يستحال كم وحدة الرأي

في هوى الضفتين منا الجسور

وإذا طابت النوايا تلاقت

الحقد تغلي قلوبه وتفور

قاربونا نقرب إليكم، وخلوا

ذابت بنار الأحقاد حتى القدور

فسيصحو الطهاة يوماً، وقد

 

 يستوي بدؤنا به والمصير

نحن، يا قومنا سراة طرق

 فما عاقنا اللظى والهجير

قد صعدنا به إلى ذروة المجد،

 فهبت .. وفي شباها النشور

واستشار الإسلام موتى مواضينا

 وأحد، وخيبر، والنضير

ودعتنا بدر لصحوتنا الأولى

 إلى الموت أعمى، يسير حيث نسير

فركبنا متن الزمان، وقدنا

 شعثاً، فارتج فيه السرير

وأتينا (هرقل)في ضفة(اليرموك)

فانداف طيبه والحرير

قد مزجنا أمواجه بالعقاص الشقر

(رستم) كف الردى، ولا (أردشير)

واقتمحنا (الأيوان) هوجاً فلا

مذ دخلنا، وفي ظبانا (النور)

أسألوه: هل شبت (النار) فيه

 السيف أم غمده المكسور

يا لأمجادنا: أنحن بقايا

 أغول يقودها أم أمير؟

هدنا ذعرنا وحازت سرايانا:

 

 وأعطى ثماره التذعير

أيها الخانعون قد أينع الذعر،

 حتى استكان منا الجسور

وملأتم أسواقنا بغلال الجبن،

السمع من جاثم الأسود (الزئير)

فألفنا(العويل) حين نبا في

سيم فيه النهى ، وبيع الضمير

واصطنعتم للفكر سوق رقيق

هروب، تخزى عليها السطور

فقرأنا ما دبجوا من معاذير

-على بؤسه- خطاب مثير

وسمعنا صوت الهزيمة،يخفيه

 أن الحرب في مثل حالنا تغرير

وعلمنا-كما تريدون- :

-ما رد عادياً - معذور

وبأن الجيش الذي سد عين الشمس

بضحاياه من بنينا، القبور

والسلاح الذي حشدنا ، فضاقت

 سفيناً، ولم تهبها بحور

قد عذرنا به الأساطيل لم ترهب

مغاراً.. وكيف يرنوا ضرير!!

وعذرنا حتى(الأواكس)، لم تكشف

 وانهزاماً، فسعيكم مشكور!

حسبكم أيها المليئون نصحاً

ونردي الرمح اللئيم صدور

اتركونا .. نحارب السيف أواداج،

 لشعب، تحت الرماد يثور

وأريحوا سلاحكم ، وأعدوه

 صغير يحميه عزم كبير

ودعونا نرمي الحجارة من كف

ووراء (الصاروخ) رعب و زور

فوراء (المقلاع) بأس وصدق

2011-11-12