يتم التحميل...

العلوية-2

خطب وأشعار

ولكنه جم المهالك مرهوب بغاه وأطراف الرماح يعاسيب الردى فنيل الأماني بالمنية مكسوب يبوخ ضرام الخطب والخطب مشبوب

عدد الزوار: 16

بغاه وأطراف الرماح يعاسيب
يبوخ ضرام الخطب والخطب مشبوب
فكل إلى كل مضاف ومنسوب
ويسفل عنها للغمام أهاضيب
يدي قيصر تلك القنان الشناخيب
فلم يغن فيها جر مجر وتكتيب
كما كان عنها للنواكب تنكيب
وكل عزيز غالب الله مغلوب
ويرشده نور من الله محجوب
وأسمر عسال وأبيض مخشوب
وقائده نسر المفازة والذيب
بأرجائها ترجيع لحن وتطريب
ومن صوب آذي الدماء شآبيب
وكم بات فيها صاحب وهو مصحوب
وإن شاب ضرا بالمنافع تجريب
ملابس ذل فوقها وجلا بيب
ويلهب نارا غمده والأنابيب
وإن بقاء النفس للنفس محبوب
بغير أفاعيل الدناءة مقضوب
وللحرب كأس بالمنية مقطوب
به أبيض ماضي العزيمة مشطوب
ظلال والنصاب أكاويب
وللدهر قلب خافق منك مرعوب
من القوم نظم في الصحائف مكتوب
وضرج منها بالدماء الظنابيب
من الدم طعيم وللدم شريب
حتف عضب وهو بالحتف معضوب
ولا آب دكرا بعد ذكرك أيوب
تعاقب إدلاج عليه وتأويب
عذرت بها من شك إنك مربوب
به بازل عبر المهامه خرعوب
وعيدانه عود وتربته طيب
المراق وتغشاه الشوى والعراقيب
دليل على كل فما الكل محسوب
عداك بما قدمت لوم وتثريب ألا إن نجد المجد أبيض ملحوب
ذق الموت إن شئت العلى وأطعم
ألم تخبر الأخبار في فتح خيبر
حصون حصان الفرج حيث تبرجت
وتنهل للجرباء فيها ولم تصيب
وكم من عميد بات وهو عميدها
ولا حام خوفا للعدى ذلك الحمى
تقاصر عنها الحادثات فللردى
رماها بجيش يملأ الأرض فوقه
مغاني الردى فيه فأصيد أشوس
نهار سيوف في دجى ليل عثير
علي أمير المؤمنين زعيمه
فغادرها بعد الأنيس وللصدى
بها من زماجير الرجال صواعق
وكم أصحب الصعب الحرون بأرضها
لقد كان فيها عبرة لمجرب
وللراية العظمى وقد ذهبا بها
يمج منونا سيفه وسنانه
عذرتكما إن الحمام لمبغض
دعا قصب العلياء يملكها امرؤ
فلله عينا من رآه مبارزا
وأبيض مشطوب الفرند مقلد
تجلى لك الجبار في ملكوته
فعاين ما لولا العيان وعلمه
وأصلت فيها مرحب القوم مقضبا
يعاقيب ركض في الربود سوابح
إذا رامه المقدار أو رام عكسه
حنانيك فاز العرب منك بسؤدد
أرى لك مجدا ليس يجلب حمده
لذا تك تقديس لرمسك طهرة
وقد قيل في عيسى نظيرك مثله
ويا خير من يغشى لدفع ملمة
تكوس به غر الملائك رفعة
ويا علة الدنيا ومن بدو خلقها
ظننت مديحي في سواك هجاءه

ولكنه جم المهالك مرهوب
الردى فنيل الأماني بالمنية مكسوب
ففيها لذي اللب الملب أعاجيب
وما كل ممتط الجزارة مركوب
رذاذا على شم الجبال أساكيب
ومن حرب أضحى بها وهو محروب
ولا لأب شوقا للردى ذلك اللوب
طرائق إلا نحوها وأساليب
رواق من النصر الإلهي مضروب
وأجرد ذيال ومقاء سرحوب
فأبيض وضاح وأسود غربيب
على كل مصبوب الإساءة مصبوب
ويذري عليها دمع يوسف يعقوب
وكم ذل فيها للقنا السلب مسلوب
ولم يمس إلا وهو بالعصب معصوب
وفرهما والفرقد علما حوب
طويل نجاد السيف أجيد يعبوب
وذان هما أم ناعم الخد مخضوب
فكيف يلذ الموت والموت مطلوب
وأن دوام السلم والخفض تعذيب
تزلزل منه في النزال الأخاشيب
الموت خطبا وهو عندك مخطوب
وللحتف تصعيد إليك وتصويب
لما ارتاب شكا أنه فيك مكذوب
جرازا به حبل الأماني مقضوب
يماثلها لولا الوكون اليعاقيب
فللقرب تبعيد وللبعد تقريب
تقاصر عنه الفرس والروم والنوب
بمدح وكل الحمد بالمدح مجلوب
لوجهك تعظيم لمجدك ترجيب
فخسر لمن عادى علاك وتتبيب
فيأمن مرعوب ويترف قرضوب
ويكبر قدرا أن تكوس به النيب
له وسيتلو البدو في الحشر تعقيب
وخلت مديحي أنه فيك تشبيب
هو العسل الماذي يشتاره امرؤ
خض الحتف تأمن خطة الخف إنما
وفوز علي بالعلى فوزها به
يناط عليها للنجوم قلائد
وكم كسرت جيشا لكسرى وقصرت
وأرعن موار ألم بمورها
فللخطب عنها والصروف صوارف
فلما أراد الله فض ختامها
يسدده هدي من الله واضح
وقضاء زعف كالحباب قتيرها
نهار سيوف في دجى ليل عثير
فصب عليها منه سوط بلية
ينوح عليها نوح هارون يوشع
فكم خر منها للبوارق مبرق
وكم عاصب بالعصب هامته ضحى
وما أنس لا أنس اللذين تقدما
يشلهما من آل موسى شمردل
أحضرهما أم حضر أخرج خاضب
ليكره طعم الموت والموت طالب
يرى أن طول الحرب والبؤس راحة
جواد علا ظهر الجواد وأخشب
دماء أعاديك المدام وغابة الرماح
وللشمس عين عن علاك كليلة
وشاهد مرأى جل عن أن يحده
وقد غصت الأرض الفضاء بخيله
فأشربه كأس المنية أحوس
فلم أر دهرا يقتل الدهر قبلها ولا
فما ماس موسى في رداء من العلى
وفضلا جليلا إن ونى فضل فاضل
تقيلت أفعال الربوبية التي
عليك سلام الله يا خير من مشى
ويا ثاويا حصباء مثواه جوهر
يحل ثراه أن يضرجه الدم
ويا ذا المعالي الغر والبعض محسب

 
2011-11-12