يتم التحميل...

الدفاع عن الشيعة والتشيع لا يكون باستعداء السنة

الوحدة الإسلامية

الدفاع عن الشيعة والتشيع لا يكون باستعداء السنة

عدد الزوار: 21



أن يكتبوا الكتب في العالم الشيعي ضد الإخوة السنة، و في العالم السني ضد الإخوة الشيعة، و يوجهوا التهم و الإساءات فهذا لن يحوِّل أي شيعي إلى التسنن، و لن ينقل أي سني إلى التشيع. الذين يرغبون في أن يميل كل الناس في العالم الإسلامي لمحبة أهل البيت و ولايتهم ليعلموا أنه ليس بالإمكان استقطاب أي إنسان للتشيع ولولاية أهل البيت عبر شن المعارك و الشجارات و توجيه الإهانات و إعلان العداوات. شن الشجارات ليس له من أثر سوى البغضاء و الفصل و العداوة، و هذه البغضاء، و العداء، و الفصل هو ما تريده اليوم أمريكا و يسعى من أجله الصهاينة.


تلاحظون أن تلفزيون بلد أوربي غير مسلم و عدو تاريخي وأساسي للبلدان الإسلامية يبث مناظرات بين الشيعة و السنة. يدعون شخصاً من الشيعة وشخصاً من السنة للمناظرة في هذا التلفزيون. ما هو قصدهم؟ بلد مسيحي مستعمر ذو ماضٍ أسود ما هو هدفه من تنظيم هذه المناظرات؟ هل يريد أن تنجلي الحقيقة؟ هل يريد لمستمعيه و متلقيه أن يدركوا الحق في مطاوي هذه المباحثات و المناظرات؟ أم يريد تأجيج نيران الخلافات عبر هذه الحوارات وما يمكن أن يصدر عن بعض الأفراد خلال هذه الحوارات؟ إنه صبّ للزيت على النار. هذه أمور يجب أن توقظنا و تعيدنا إلى أنفسنا و وعينا. للشيعة منطق قوي. براهين متكلمي الشيعة و علمائهم حول قضايا التشيع براهين فولاذية متينة، بيد أن هذا لا صلة له بتوجيه الإساءات والإهانات وبث العدوان في العالم الشيعي ضد مخالفيهم، و يحصل الشيء نفسه من الطرف المقابل و تتصاعد نيران العداء و الشجار. نحن على اطلاع، و أنا على اطلاع اليوم و كنت على اطلاع في الماضي أيضاً أن هناك أموالاً تنفق كي يكتب هؤلاء كتب سباب و شتائم و تهم ضد أولئك، و يكتب أولئك كتب سباب و شتائم و تهم ضد هؤلاء.. و هناك مركز واحد يمنح الأموال للطرفين.. أموال الكتابين و نفقات نشر الكتابين تخرج من جيب واحد. أليست هذه أموراً تدعو إلى الحذر و التيقظ؟ ينبغي التنبه لهذه الأمور.


أقول هذا اليوم ببركة ولاية أمير المؤمنين و باسم هذا الإنسان الكبير واستمداداً من روحه الكبير ليكون تأكيداً لما قاله إمامنا الجليل طوال سنين متمادية، و ما قلناه نحن: لا يظنن أحد في مكانٍ ما أنه يدافع عن التشيع ويخال أن الدفاع عن الشيعة يكمن في تأجيج نيران العداء بين الشيعة و غير الشيعة. هذا ليس دفاعاً عن الشيعة و لا دفاعاً عن الولاية. إذا أردتم باطنه فهو دفاع عن أمريكا و عن الصهاينة. لا إشكال إطلاقاً في البراهين المنطقية.. ليكتبوا الكتب و يسوقوا البراهين، و قد كتب علماؤنا و لا يزالون لحد اليوم. لدينا في الفروع و في الأصول و في كثير من المسائل آراؤنا الشيعية المستقلة، ليبرهنوا عليها و يبينوها، و ليرفضوا ما سواها بالبراهين المنطقية أيضاً، لا مانع في هذا إطلاقاً. بيد أن هذا غير الإهانة والإساءة وخلق العداوات.. يجب التنبه لهذه النقطة.
 


* من كلمة الإمام الخامنئي بمناسبة عيد الغدير السعيد 17/12/2008 .

 

2019-10-02