يتم التحميل...

أربعون عامًا من التحدّيات الأميركية والنصر حليف الجمهورية الإسلامية

الاستكبار

أربعون عامًا من التحدّيات الأميركية والنصر حليف الجمهورية الإسلامية

عدد الزوار: 14

خطاب قائد الثورة الإسلاميّة آية الله العظمى الإمام الخامنئي بمناسبة 13 آبان اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار الموافق لـ 3/11/2018

أربعون عامًا من التحدّيات الأميركية والنصر حليف الجمهورية الإسلامية

حسنًا، مناسبة لقائنا اليوم هي الثالث عشر من آبان الذي يصادف يوم غد. لقد وقعت في الثالث عشر من آبان كما تعلمون ثلاثة أحداث، وكلها ذات صلة بأمريكا بشكل من الأشكال. الحدث الأول هو نفي الإمام الخميني بسبب قضية الحصانة القضائية؛ حصانة المستشارين الأمريكيين في إيران. ألقى الإمام الخميني تلك الكلمة العاصفة في سنة 43 [1964م] فنفي على أثر ذلك. كان هذا الحدث الأول وهو على صلة بأمريكا. والحدث الثاني هو المذبحة التي ارتكبت ضدَّ تلاميذ المدارس في سنة 57 [1978م] أمام الجامعة هنا. ولم يكن ذلك على يد الجنود الأمريكيين، ولكن على يد النظام العميل لأمريكا المفروض من قبلها؛ النظام الطاغوتي، والنظام البهلوي المرتبط بأمريكا بشكل من الأشكال. أي إن الأمريكيين وعملاءهم مستعدون لارتكاب مثل هذه الجرائم من أجل إمرار أهدافهم الشيطانية. وأنتم ترون أحداثاً من هذا القبيل في العالم، كأحداث اليمن، وأحداث البحرين، وأحداث كثيرة في العالم تدل على هذه الحقيقة. وهنا أيضاً فعلوا الشيء نفسه. فقد ضرجوا التلاميذ والناشئة بالدماء حين أطلقوا عليهم النار مباشرة فكانت هذه أيضاً حادثة. أما الحادثة الثالثة فهي حادثة السفارة ــــ وكر التجسس الأمريكي ــــ الذي مثَّلت صفعة إيرانية مقابلة لأمريكا. بمعنى أنَّ الثورة منحت الشعب الإيراني القوة لأن يوجِّه مثل هذه الصفعة إلى أمريكا ويُهينها رداً على تحركاتها وهجماتها. مجموع هذه الأحداث الثلاثة يُعبِّر عن تحدٍّ بين إيران وأمريكا. وهذا التحدي مستمر إلى اليوم. فمنذ أربعين عاماً وهذا التحدي مستمر بين إيران الإسلامية وأمريكا. وقد كانت هناك شتى صنوف التحركات من قبل العدو طوال هذه الأعوام الأربعين. وأنتم طبعاً لم تشهدوا الكثير من هذه الأحداث؛ إذ لم تكونوا حاضرين ولم تشهدوا، لكنكم سمعتم بها أو قرأتم عنها.

أ ــــ صنوف التحديات الأميركية
وسوف أشير فقط إلى الحرب العسكرية، كمثال. فقد كانت هناك حركة عسكرية خلال هذه المدة من قبل أمريكا بأشكال مختلفة، وأسوأها تحريض صدام حسين على الهجوم على إيرا. حرضوه ووعدوه؛ وعدوه بالمساعدة، وقد ساعدوه فعلاً، وشغلوا البلاد بالحرب ثمانية أعوام. لكنهم طبعاً تلقوا صفعة على أفواههم وانكسروا وتراجعوا. أو على سبيل المثال الهجوم على طائرة الإيرباص، والهجوم على طبس، والهجوم على منصاتنا النفطية، هذه أعمال وتحركات قام بها الأمريكيون ضدنا.

وقد كانت هناك حرب اقتصادية في هذا التحدي الممتد لأربعين سنة، وهي حرب لا تختص بوقتنا الحاضر. والأمريكيون الآن يريدون أن يخدعوا أنفسهم أو يخدعوا شعبهم ليقولوا إننا نقوم بعمل جديد. لا، ليس هذا بالعمل الجديد. إنّهم يفرضون علينا منذ أربعين سنة حظراً اقتصادياً وبأشكال مختلفة: مرةً يكون الحظر بالنفط، ومرة أخرى بالتبادلات التجاريّة، وفي يوم آخر بالاستثمارات. كانت لهم شتى أنواع الحظر. وهذه هي الحرب الاقتصادية، والمواجهة الاقتصادية.

وكانت لهم أيضاً حربهم الإعلامية. فمنذ بداية الثورة وإلى اليوم كانت لأمريكا حربها الإعلامية ضدّنا. فنشر الأكاذيب والإغراءات وإثارة الفتن وإشاعة الفساد وتحريض الأفراد، ليس وليد اليوم والحاضر. طبعاً هناك اليوم أساليب جديدة ويوجد الإنترنت والفضاء الافتراضي وما شابه. لكن حتى عندما لم تكن هذه الوسائل موجودة كانوا يعملون باستمرار عن طريق التلفزة والراديو والفضائيات. أي إن هذا التحدي موجود بيننا وبين أمريكا منذ أربعين سنة.

ب ــ إحتفاظ الجمهورية الإسلامية بقرارها المستقل دليل هزيمة أميركا
حسناً، ثمة ها هنا حقيقة مهمة قد تبقى خافية عن أنظار البعض أحياناً؛ فتبقى خافية لشدة وضوحها. تلك الحقيقة حقيقة ساطعة، وهي أن الطرف الذي هُزم خلال هذه التحدي الممتد لأربعين سنة هو أمريكا. والطرف الذي انتصر هو الجمهورية الإسلامية. هذه حقيقة مهمة جداً.

ما الدليل على أن أمريكا هُزمت وغُلبت؟ الدليل على ذلك أنها هي التي بدأت بشنّ الهجومات، وهي التي قامت بالأعمال المفسدة، وهي التي فرضت الحظر، وهي التي شنت الحرب العسكرية في الواقع، لكنها لم تحقّق أهدافها. هذا هو الدليل على هزيمة أمريكا. كان هدف أمريكا من كل هذه الأعمال والممارسات أن تستعيد السيطرة التي كانت لها خلال عهد الطاغوت على هذا البلد. وهي سيطرة وهيمنة زالت بالثورة، فقُطعت يدها. الهدف من فرض هذه الحرب وهذا الحظر وهذه الضغوط السياسية والاقتصادية وما إلى ذلك، هو إعادة تلك الهيمنة، فلم يستطيعوا؛ إنهم منذ أربعين سنة يبذلون قصارى جهدهم ولم يستطيعوا الوصول إلى شيء. ولكم أن تلاحظوا اليوم: إنّ البلد الذي ليس لأمريكا دور في قراراته وخطواته ولو بمقدار ذرة هو الجمهورية الإسلامية في إيران. هذا يشكِّل هزيمة لأمريكا، ولا يمكن للهزيمة أن تكون أوضح من هذا.

كان هدف [أمريكا] من فرض الحرب أن تنتصر على الجمهورية الإسلامية في الحرب مع صدام، ـوأن تريق ماء وجهها وتذهب بسمعتها وتقول: إنَّ الجمهورية الإسلامية ــــ حكومة الجمهورية الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية ــــ تَسبَّبت في هزيمة إيران، فما كان إلا العكس. كانت إيران هي الخاسرة [دوماً] خلال الحروب [التي خاضتها] في المئتي عام الأخيرة مع البلدان الأخرى. لكنّ حرب الأعوام الثمانية هذه، كانت الحرب الأولى والوحيدة التي هَزمت فيها إيران خصمها ولم تُهزم. ولم يقع حتى شبر واحد من تراب البلاد بيد العدو. [نعم]، هذه هي الحرب الأولى. فقد حدث عكس ما أراده الأمريكيون تماماً.

وكان هدفُها [أمريكا] من الحظر شلَّ البلاد وفرض التأخر عليها. لقد فرضت الحظر عسى أن تشلَّ الاقتصاد وتشلَّ البلاد وتفرض عليها التأخر؛ فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة تسارع مسيرة البلاد نحو الاكتفاء الذاتي. كنّا قد تعوّدنا، وكان الشعب الإيراني قد تعوّد طوال السنين المتمادية أن يستورد كل شيء. أمّا اليوم ــــ بفضل الحظر الذي فُرض علينا ــــ تعوّدنا أن نعمد أولاً إلى صناعة كل شيء وإنتاجه، وسوف أعود لأشير لاحقاً إلى هذه النقطة.

ثمة اليوم مئات المجموعات، المجموعات الناشطة من الشباب الحَسَني التفكير، سواء من طلبة الجامعات أو من الخريجين، يقومون بأعمال مهمة على مستوى البلاد. وقلت إنني سأعاود الإشارة لاحقاً إلى ما يقومون به. وقد كان هذا نتيجة الحظر. لأنه تمَّ فرض الحظر علينا، فكّرنا بأن نسدَّ احتياجاتنا بأنفسنا. إذًا، انتهى الحظر أيضاً لمصلحتنا. أي إنَّ أمريكا هُزمت في هذه السياسة أيضاً. لاحظوا، هذه هزائم متتالية للطرف الأمريكي.

2018-11-16