يتم التحميل...

أميركا تكيد لنا بشتى الوسائل والإمكانات لكننا سندخل اليأس على قلبها

الحرب الناعمة

أميركا تكيد لنا بشتى الوسائل والإمكانات لكننا سندخل اليأس على قلبها

عدد الزوار: 21

کلمة سماحة الإمام الخامنئي (حفظه الله) لدى استقباله أعضاء مجلس تنسيق الإعلام الإسلامي على أعتاب ذكرى ملحمة التاسع من شهر "دي" 1388 هـ ش [30/12/2009 م] 27-12-2017

أميركا تكيد لنا بشتى الوسائل والإمكانات لكننا سندخل اليأس على قلبها

حسنًا؛ هذا العدو أمامنا، وهو يكيد كيده ويسعى سعيه بكل ما لديه: ينفق الأموال الطائلة، ويرسم الخطط العديدة، لإيجاد خلافات بين الناس في الداخل . سواء الخلافات السياسية أو الخلافات المذهبية أو الخلافات القومية أو الخلافات اللغوية . الأعداء يبذلون كل ما بوسعهم. إنهم يبتزون الأثرياء الذين حولنا ويأخذون أموالهم، ويتلقون المساعدة منهم ليستطيعوا القيام بأعمال ضد بلادنا. وهم يقومون بكل ما يستطيعون. ولكن بتوفيق من الله فقد تمرّغ أنفهم في التراب. وليعلموا أننا سنتقدم إلى الأمام باقتدار وقوة أكبر. سوف ندخل اليأس على قلب أمريكا بإذن الله تعالى في المجالات كافة.

أولئك الذين كانوا سابقًا على رأس الحكومة في أمريكا لم يجلسوا مكتوفي الأيدي، أولئك أيضًا عملوا الكثير. لقد كان ريغان (12) أقوى من ترامب (13) وأعقل منه (14)، وقد عمل ضدنا بشكل عملي، وبضجيج وتهديد. لقد كان ممثلًا، وكان تمثيله أفضل من هذا (15). وقد مارس عدوانه ضدنا عمليًا.قصفوا طائرتنا المدنية وفعلوا تلك الأفعال. فأين ريغان اليوم وأين الجمهورية الإسلامية اليوم؟ لقد تقدمت الجمهورية الإسلامية اليوم أضعاف ما كانت عليه في زمن ريغان، وتطورت ونَمَت في جميع الجوانب. وهو الآن يتقلب في العذاب الإلهي: تحلّلَ جسمه وتحول إلى تراب، أما روحه، وبحسب القواعد والضوابط التي لدينا، فهي تُعاقب وتجازى في محكمة العدل الإلهي. وهؤلاء هم هكذا أيضًا.

سوف تبقى الجمهورية الإسلامية بتوفيق من الله ثابتة صامدة. وستبقى وأمنية إضعاف الجمهورية الإسلامية أو إخراجها من الحلبة حسرة تعذّب نفوسهم. بالتأكيد، لقد استطاع بعضهم ببركة "القفاز المخملي" أن يلهي البعضَ منا. استطاعوا لبرهة من الزمن أن يلهونا ويشغلونا بمقدار من اللين الظاهري أو بالقفاز المخملي ـ الذي قلنا عنه أنه يُغطي يدًا معدنية ـ لكنهم سرعان ما فُضِحوا. لقد تبينت اليوم الحقائق بخصوص النوايا القذرة التي تحملها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإسلام والمسلمين والجمهورية الإسلامية.

الإقتصاد المقاوم العلاج الحقيقي لمشكلاتنا
يجب أن نعلم ما هي الأعمال التي يمكنهم القيام بها. إنهم يفرضون الحظر،. يجب علينا أن نجعل اقتصادنا داخليًا وذاتي القوة. علينا أن نجعله اقتصادًا مقاومًا حتى لا يترك الحظر تأثيره. ليأخذ المسؤولون المحترمون "الاقتصاد المقاوم" بمنتهى الجدية ولا يكتفوا بالكلام عنه. "الاقتصاد المقاوم" لا ينسجم مع الاستيراد المتفلت وغير المنضبط. ولا ينسجم مع ضعف الإنتاج. ليعملوا على تقوية الإنتاج الداخلي. لترجّح الدوائر الحكومية ومؤسسات الدولة البضائع الداخلية على البضائع الخارجية المشابهة لها. الأجهزة الحكومية هي زبون ومشترٍ مهم من زبائن السوق. فهي تشتري كل شيء، وتحتاج إلى كل شيء، فليُفضِّلوا الإنتاج الداخلي، وليُقبِل الناس على الإنتاج الداخلي. فكل هذا يُبطِل سحر الحظر الذي يفرضه العدو ويقلب السحر على الساحر. قد لا تؤتي هذه الإجراءات أكلها خلال ستة أشهر أو سنة، لكن العلاج الحقيقي ليس سوى هذا المسير.

لتحذروا من تغلغل مندسي العدو في أجهزة صناعة واتخاذ القرار
وكذا الحال بالنسبة إلى الأعمال الإعلامية والتبليغية، وكذلك بالنسبة إلى الحرب النفسية، وأيضًا بالنسبة إلى مواجهة النفوذ والتغلغل. ليحذروا من تسلّل ونفوذ مندسّي العدو في أجهزة صناعة القرار وفي أجهزة اتخاذ القرار. ولا يأبهوا لتملق الأعداء وإبدائهم المودّة والمحبة، وأقوالهم بأن تعالوا نمدُّ أيدينا لبعضنا البعض ونتصافح ونجلس معًا وما شاكل. ليعلموا ما الذي يريد العدو أن يفعله. إذا علمتم هذا وإذا علمنا هذا، وإذا راعيتم هذا وراعيناه، فاعلموا أن الجمهورية الإسلامية سوف تواصل تقدمها في هذه المسيرة إلى الأمام. وهذه المشكلات الموجودة -وأنا على علم بمشكلات الغلاء والتضخم والركود ومختلف المشكلات التي يعاني منها الناس في المجالات المعيشية والاقتصادية- يمكن معالجتها بهمة المسؤولين، وسوف يمنُّ الله تعالى بالأجر على هذه الهمة التي سوف تحلُّ العقد إن شاء الله.



12 ـ رونالد ريغان الرئيس الأمريكي الأسبق.
13 ـ دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الحالي.
14 ـ ضحك الحضور.
15 ـ ضحك الحضور

2018-01-17