يتم التحميل...

بعض افتراءات المستشرقين على شخصية النبي الكريم (ص)

إضاءات إسلامية

بعض افتراءات المستشرقين على شخصية النبي الكريم (ص)

عدد الزوار: 7
لما كان الثقل الثاني من الدين الاسلامي بعد القرآن الكريم هم أهل البيت(عليهم السلام)، وأصلهم البارز ومبدأهم الاول وعمود نورهم المقوّم هو الرسول محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، كانت هذه الشخصيات مما اهتم بها المستشرقون من موضوعات هذا الدين. فتناول الكثير منهم شخصياتهم وسيرتهم بطريقة مليئة بالشيطنة والخبث والتزوير مستترين بستار البحث والنقد العلميين، خصوصاً ان الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأهل بيته(عليهم السلام) رسموا تاريخ هذا الدين وترجموه في الواقع حركة تغييرية شاملة عملت على استئصال جذور الجاهلية والظلم والانحراف، واماطت اللثام عنها، وكشفت مواطن الحق من الباطل، وما هو لله منه وما هو للشيطان... لتميز البشرية طريق الهدى من طريق الضلال، لا من خلال المفاهيم والنظريات فحسب، لانها قد لا تسلم من التحريف والتلبيس عند التطبيق، بل من خلال المصاديق المعصومة التي تكشف عن الارادة الحقيقية لله سبحانه وتعالى في خطابه للبشرية وتشريعاته لنظم حياتهم وترشيد مسيرتهم نحو السعادة والكمال المطلق.

 وكان محور محاولات المستشرقين في تناول السيرة النبوية هو اسقاط هذا الثقل في واقع المسلمين منضماً إلى الثقل الاول وهو القرآن الكريم، وبذلك ينهار البناء الاسلامي بكل ابعاده الفكرية والسياسية... ومن اجل ذلك راحوا يتتبعون مفردات التاريخ الاسلامي لاستقصاء موارد الشذوذ ومواطن التزوير في السيرة النبوية، التي أحدثها وعاظ السلاطين ومرتزقة الحكام المنحرفين، كخلفاء بني امية وخلفاء بني العباس، وتسليط الضوء عليها واظهارها على انها السيرة الفعلية للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته(عليهم السلام)، ثم يبدأ استثمار ذلك عند تأسيس بحث نقدي لشخصية الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)لتحقيق هدفين:
 الاول: إبراز تهافت وتناقض في سيرته وصولاً لنفي نبوته وعالميته، وتقرير انه ليس إلاّ رجل اصلاح قومي استثمر النصرانية واليهودية وامثالهما واضاف اليها من عنده لتنسجم مع مجتمعه وظرفه الزماني والمكاني.

والثاني: وصمُ السنّة النبوية بالاختلاق والوضع، ومن ثم الدعوة إلى عدم حجّيتها كمصدر اساسي من مصادر التشريع في الاسلام، ولم تكن هذه المعطيات جزافاً، بل هي افراز طبيعي للصراع المحتدم بين الاسلام والصليبية، وقد كان للنتائج التي تمخضت عنها الحروب الصليبية طعم العلقم في حلوق الاوربيين لا ينسونه أبداً.
ويتحدث الكاتب المسلم «ليوبولد فايس» (محمد أسد) عن التجربة المرّة التي استحالت معضلة في مناهجهم يصعب تجاوزها، فيقول: «فيما يتعلق بالاسلام فإن الاحتقار التقليدي أخذ يتسلل في شكل تحزب غير معقول إلى بحوثهم العلمية، وبقي هذا الخليج الذي حفره التاريخ بين اوربا والعالم الاسلامي منذ الحروب الصليبية غير معقود فوقه جسر، ثم اصبح احتقار الاسلام جزءاً اساسياً في التفكير الاوربي، والواقع ان المستشرقين الاوائل في الاعصر الحديثة كانوا مبشرين نصارى يعملون في البلاد الاسلامية، اما تحامل المستشرقين على الاسلام فغريزة موروثة وخاصة طبيعية تقوم على المؤثرات التي خلفتها الحروب الصليبية بكل ما لها من ذيول في عقول الاوربيين».

لقد كشفت اقلام الكثير من المستشرقين عن الحقد والغريزة العدائية الموروثة تجاه الاسلام والمسلمين ونبيهم نبي الرحمة محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، حتى كالوا من الشتائم ما يربأ قلمنا عن تناوله، لولا اننا بصدد تعريتهم وكشف مخططاتهم الخبيثة التي تنسج تحت ستار العلم والمعرفة. فهذا (المونيسنيور كولي) يقول في كتابه (البحث عن الدين الحق): «برز في الشرق عدو جديد هو الاسلام الذي اُسس على القوة وقام على أشد انواع التعصب، ولقد وضع محمد السيف في ايدي الذين تبعوه وتساهل في أقدس قوانين الاخلاق، ثم سمح لأتباعه بالفجور والسلب، ووعد الذين يهلكون في القتال بالاستمتاع الدائم بالملذات في الجنة، وبعد قليل اصبحت آسيا الصغرى وافريقيا واسبانيا فريسة له، حتى ايطاليا هدّدها الخطر وتناول الاجتياح نصف فرنسا، لقد اصيبت المدنية... ولكن انظر: ها هي النصرانية تضع بسيف شارل مارتل سداً في وجه سيل الاسلام المنتصر عند بوابات «بواتييه» ثم تعمل الحروب الصليبية في مدى قرنين تقريباً (١٠٩٩ ١٢٥٤م) في سبيل الدين فتدجّج اوربا بالسلاح وتنمّي النصرانية».

أما «المسيو كيمون» فيقول في كتابه (ميثولوجيا الاسلام): «ان الديانة المحمدية جذام نشأ بين الناس وأخذ يفتك بهم فتكا ذريعاً، بل هو مرض مروع وشلل عام وجنون ذهولي يبعث الانسان على الخمول والكسل، ولا يوقظهُ منهما الا ليسفك الدماء ويدمن معاقرة الخمور ويجمح في القبائح. وما قبر محمد في مكة  إلاّ عمود كهربائي يبث الجنون في رؤوس المسلمين ويُلجئهم إلى الاتيان بمظاهر الصرع [الهستريا] والذهول العقلي، وتكرار لفظ (الله ... الله....) إلى ما لا نهاية وتعوّد عادات تنقلب إلى طباع أصيلة ككراهية لحم الخنزير والنبيذ والموسيقى وترتيب ما يستنبط من أفكار القسوة والفجور في الملذات».
* الاسلام وشبهات المستشرقين - بتصرف
2018-01-04