يتم التحميل...

نهج الوفاء للمستضعفين في مسيرة الجمهورية الإسلامية في إيران

وفاء وإباء

نهج الوفاء للمستضعفين في مسيرة الجمهورية الإسلامية في إيران

عدد الزوار: 24

ينص دستور الجمهورية الإسلامية في إيران على لزوم نصرة المستضعفين حول العالم، وهذا البند الدستوري كان من أهم الأسس التي قامت لأجل تحقيقها الثورة الإسلامية بقيادة الإمام روح الله الخميني (قدس سره). فنصرة المستضعفين إضافة إلى إقامة العدالة في المجتمع الإيراني كانا من المعالم البارزة في حركته الثورية. كان الإمام (قدسره) يرى أن الفقراء هم العنصر الأساس في الانتصارات التي أحرزها الشعب الإيراني، ووفاءً للمستضعفين والفقراء بادر (قدسره) منذ بداية الثورة إلى تأسيس جهاد البناء، ولجنة إغاثة الإمام، ومؤسسة المستضعفين، ومؤسسة الخامس عشر من خرداد، ومؤسسة الإسكان، وأصدر أوامر حازمة إلى الحكومة آنذاك حول هذا الموضوع[1].

ومنذ قيام الحكومة الإسلامية وعلى امتداد السنوات العشر المباركة التي أخذ فيها بزمام القيادة، كان الإمام الخميني دائم التأكيد على المسؤولين وجميع المعنيين بضرورة رعاية الضعفاء، وكان يذكرهم بأنهم رهن الطبقة المستضعفة في هذا البلد. لقد كان الإمام (قدسره) يرفض التمييز والفروقات الاقتصادية رفضاً باتاً، ويواجه النزعة الأرستقراطية بمرارة، وكان مناصراً حقيقياً للعدالة الاجتماعية بالمعنى الحقيقي للكلمة. ولعل الدفاع عن المستضعفين من أكثر المواضيع التي تناولها الإمام في كلماته، وهو من الخطوط البينة في رؤية الإمام، ومن الأصول المسلمة، حيث يدعو الجميع إلى العمل وبذل الجهد لاستئصال الفقر، والسعي في مساعدة المحرومين لإنهاء حالة الحرمان، ومساندة المحرومين بكل وسعهم، وكان من جانب آخر يحذر المسؤولين من التخلق بأخلاق أهل القصور والذي وردت الإشارة إليه في القرآن الكريم أيضاً: (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا)[2].[3]

ومن أبرز مظاهر الوفاء في مسيرة الجمهورية الإسلامية، وفاؤها لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وغيرها. ورغم ما تعرضت له الجمهورية وما زالت من حصار وتهديد ووعيد بسبب هذا الدعم، إلا أنها ظلت وفية وفاء لا مثيل له لقضايا شعوب المنطقة المحقة. العديد من الحكومات عندما كانت تتعرض للتهديد من القوى العظمى كانت تتخلى عن دعم بعض أصدقائها حفاظاً على ديمومتها وحكمها، أما الجمهورية الإسلامية، فقد وقفت قوية أبية في وجه تهديدات أميركا وبعض دول أوروبا من دون أن تخاف في الله لومة لائم، وبدلاً من التخلي عن دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ودعم حق اللبنانيين في مواجهة الإحتلال الصهيوني وتهديداته، بدلاً من ذلك ذهبت إلى تعزيز قدراتها العسكرية والإقتصادية، لأنها كانت تعلم أن كلفة الوفاء تحتاج إلى هذا التجهز والتحضر الدائمين لدفع كل ما يمكن أن يهدد كيان الجمهورية وتوجهاتها الوفية في الدفاع عن المستضعفين حول العالم.
 
* إعداد قسم الانتاج الثقافي في شبكة المعارف الإسلامية


[1]  راجع: وديعة الله، شذرات من كلام الامام الخامنئي دام ظله حول شخصية ونهج الامام الخميني قدس سره، ص 121.
[2]  سورة إبراهيم، الآية 45.
[3]  راجع: م. ن، ص 122 – 123.

2017-11-06