يتم التحميل...

العامل الإيماني أدخل الصراع العربي الإسرائيلي في مرحلة جديدة

ثقافة إسلامية

العامل الإيماني أدخل الصراع العربي الإسرائيلي في مرحلة جديدة

عدد الزوار: 28

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في الليلة السادسة من ليالي عاشوراء 2/1/2009

"العامل الإيماني" أدخل الصراع العربي الإسرائيلي في مرحلة جديدة

العامل الإيماني والصراع العربي الإسرائيلي

التطور الأساسي الذي حصل في لبنان بعد عام 1982 وفي الثمانينات والتسعينات وما زال مستمراً إلى الآن، هو دخول العامل الإيماني، الإيمان بالله وبالقيامة وباليوم الآخر وبالجنة والنار وبالحساب والثواب والعقاب وبالشهادة ومقام الشهداء وبالجهاد وثواب المجاهدين ودرجات المجاهدين. هذا الأمر دخل بقوة إلى معادلة المقاومة ولم تعد المسألة هي مسألة شبر أرض نقاتل من أجل إستعادته وهو واجبنا أن نستعيده، ولا نهر من ماء نقاتل من أجل استعادته ويحب أن نستعيده، ولا دفاع عن سيادة ندافع من أجل حمايتها ويجب أن نحميها.

العامل الإيماني يضاعف إرادة الصمود والتضحية
هذا واجب نؤديه، ولكن عندما يصبح تطلع الإنسان أبعد بكثير من الأرض والماء والسيادة والناس والدنيا والكرة الأرضية والسماوات والأرض إلى ذلك العالم الرحب، إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين؛ إلى درجات المجاهدين والشهداء التي تنتظرهم يوم القيامة بين يدي الله سبحانه وتعالى: هنا، تصبح المعنويات والروحية والإرادة والعزم والدوافع مختلفة، وتصبح القدرة على التحمل، على تحمل المصائب، تحمل فقدان الأحبة والأعزة والعيال والأموال والأرزاق، تصبح قدرة مختلفة لأنها بعين الله وفي سبيل الله، لأنها عند الله وما عند الله لا يضيع لأنها ستكافأ وستجازى من الله الجواد الكريم أحسن جزاء المحسنين والمجاهدين والعاملين".

الإيمان هو مصدرالصمود الإستثنائي للناس في حرب تموز
هذا الفهم، هذا الإيمان، هذه المعرفة هي التي جعلت المقاومة في لبنان تستمر وتنمو وتكبر وتصمد وجعلت شعبنا يتحمل. ما هي التفسيرات التي قدمت في العالم للنماذج الشعبية التي قدمت في حرب تموز 2006. كيف فسروا، كيف يمكنهم أن يفسروا صمود الناس وثباتها وتمسكها بالمقاومة مع دمار عشرات الآلاف من الوحدات السكنية وتهجير أكثر من مليون إنسان لمدة 33 يوماً خارج ديارهم ثم يعودون مفتخرين بالمقاومة ثابتين بالمقاومة مؤيدين للمقاومة؟ أين يجدون هكذا نموذج في الدنيا؟ هذا العامل الإيماني، هذا عامل الاحتساب في عين الله. في كربلاء عندما قدّم الحسين (ع) أصحابه وأهل بيته وإخوانه وبقي وحيداً في تلك الساحة ووقف ليطلب ماءً لطفله الرضيع فذبح طفله بين يديه من الوريد إلى الوريد، جمع الدم في كفيه ورمى به إلى السماء وقال "هوّن علي ما نزل بي أنه بعين الله". هذه هي الثقافة الإيمانية وهذا هو الجهاد بخلفية إيمانية.

المجاهد المؤمن لا تعرف الهزيمة إلى نفسه سبيلا
هذه الثقافة، هذا العامل الإيماني هو الذي دخل بقوة إلى معادلة المقاومة في الصراع العربي - الإسرائيلي، هذا ما لم يفهمه حتى الآن الصهاينة ولن يستطيعوا أن يفهموه. وهذا ما لم يفهمه حتى الآن بعض الحكام العرب المتواطئين مع الصهاينة الذين يظنون أنه بمثل حرب تموز 2006 يمكن أن تُمسح المقاومة اللبنانية من الوجود. وأنه بمثل الحرب في هذه الأيام على غزة يمكن أن نمسح ونشطب المقاومة الفلسطينية من الوجود. هؤلاء مشتبهون ومخطئون ولا يفهمون هم وأسيادهم أن هذه المعركة دخلت في مرحلة مختلفة تماماً. هذا الصراع منذ سنوات ـ منذ عقدين في الحد الأدنى ـ دخل في مرحلة جديدة؛ دافعها وعنوانها وحافزها هو هذا الإيمان بالله وهذا التوكل على الله وهذا الاحتساب عند الله وهذه الاستعانة بالله، والرجاء بثواب الله وأجره، أياً تكن النتائج الدنيوية التي يحصل عليها هذا الانسان. إحدى الحسينيين: النصر أم الشهادة؛ كلاهما حسنى يرجوها الانسان من الله سبحانه وتعالى. عندما يدخل العامل الإيماني على المعركة لا يبقى هناك مجال للهزيمة ولا للانكسار النفسي. لأن المجاهد إذا استشهد فقد فاز وإن انتصر فقد فاز. والحسين (ع) اعتبر ما جرى عليه في كربلاء بالفتح بل فتح الفتوح الذي غيّر وجه الدنيا ووجه الآخرة.

2017-10-27