يتم التحميل...

القوى الكبرى تعادي الثورة والشعوبٌ تستبشر بها خيرا

الحرب الناعمة

القوى الكبرى تعادي الثورة والشعوبٌ تستبشر بها خيرا

عدد الزوار: 14

من خطاب الإمام الخامنئي في الذكرى 28 لرحيل الإمام الخميني


1396/3/14ه .ش_2017/6/4 م

القوى الكبرى تعادي الثورة والشعوبٌ تستبشر بها خيرا

بعد انتصار الثورة التي أحدثت زلزالًا عظيمًا في العالم، أحدثت في الواقع انقسامًا في قسم كبير من العالم؛ فكان هناك المؤيّدون للثورة والمعادون لها. أعداء الثورة كانوا عبارة عن القوى الكبرى في ذلك العصر، أي أمريكا والاتّحاد السوفياتي، أو الحركات المختلفة كالحركة الصهيونيّة؛ واللوبيّات في العالم الغربي التي تأتي بالحكومات، وتعزلها، والتي هي صاحبة القرار في المسائل الأساسيّة؛.هؤلاء أصبحوا أعداء للثورة، وظهرت لائحة طويلة من أعداء الثورة. لقد شعر هؤلاء بالخطر. لكن في المقابل، أصبح الكثير من الشعوب -الشعوب الإسلاميّة، وحتّى بعض الشعوب غير الإسلاميّة التي اطّلعت على قضايا الثورة- محبًّا ومؤيّدًا لها. وبعضٌ منهم كان مؤيّدًا فعّالًا جدًّا للثورة. وهذا ما شاهدناه في البلدان المختلفة، وما زال مستمرًّا حتّى يومنا هذا.

وبالطبع، بدأت ردّات الفعل من اليوم الأوّل. وحتمًا كانت القوى الكبرى في البداية مذهولة ومصدومة، ولم تستطع معرفة ما يجري. وبعد أن أفاقت وصحت من هذا الذهول، بدأت منذ اليوم الأوّل عداواتها ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة، وكلّ العداوات التي جرت على امتداد ثمانية وثلاثين عامًا، كانت مدروسة ومخطّطًا لها. بالطبع، هناك عداوات أخرى لم تكشف عن نفسها، وكانت منذ اليوم الأوّل إلى الآن، مشغولة في مجامعها بالتفكير والتخطيط والتنسيق. وأقول بنحو مختصر إنّ عداواتهم، بحمد الله، قد مُنيت بالفشل. وانتصر الشعب الإيراني في هذه المدّة على كلّ هذه العداوات. وهذا ما سيحصل أيضًا فيما بعد بعونه تعالى.

"الستينيات" مرحلة الامتحانات والانتصارات الكبرى
أشير هنا بين هلالين، إلى مسألة مرتبطة بمرحلة الستينات من هذا القرن (الثمانينات الميلادية). أي بالعقد الأوّل لانتصار الثورة، الموافق لحياة الإمام المباركة.

أيها الإخوة والأخوات الأعزّاء: لقد كانت مرحلة الستّينات من هذا القرن مرحلة مظلومة. كانت مرحلة حاسمة في مصير إيران والإيرانيّين، مرحلة حسّاسة وبالغة الأهميّة، ومجهولة في الوقت عينه. وكانت مؤخّرًا عرضة لهجوم بعض الأبواق ووسائل الإعلام؛ إنّهم يتهجّمون على مرحلة الستّينات. ومرحلة الستّينات كانت مرحلة الامتحانات الكبرى والانتصارات الكبرى.

أ ــ مرحلة الإرهاب الأكثر عنفا في البلاد
مرحلة الستينات كانت مرحلة الإرهاب الأكثر عنفًا في البلاد. ففي ظرف سنوات، استشهد آلاف الأشخاص من عامّة الشعب، ومن المسؤولين، ومن الفئات المختلفة، على يد الإرهابيّين؛ ابتداءً من التاجر العاديّ إلى الطالب الجامعي إلى الناشط السياسي، إلى الشخصيّات الكبيرة التي كان لها دور حاسم وفاعل في الثورة.

بالطبع، أنا لن أذكر عددًا معيّنًا، [لكن] قيل إنّ العدد وصل إلى سبعة عشر ألف إنسان. سبعة عشر ألف من الناس الشرفاء، وذوي الشخصيّات المرموقة ذهبوا ضحيّة الإرهاب في تلك الحقبة، من بينهم شخصيّات أمثال الشهيد مطهّري والشهيد بهشتي. أي أشخاص قلّما يجود الزمان بمثلهم في بلد ما على امتداد الزمان، ويمكنهم أن يكونوا من المقرّرين لمصير البلدان.

ب ــ مرحلة الحرب المفروضة والحظر الأشد
مرحلة الستينات هي مرحلة الحرب المفروضة، أي إنّ ثماني سنوات من العقد الأوّل للثورة والسنوات العشر المباركة التي عاشها الإمام العظيم بعد الثورة، قد غدت حربًا مفروضة على الشعب الإيراني. لاحظوا كم أنّ هذا صعب! ومرحلة الستيّنات هي مرحلة الحظر الأشدّ صعوبة؛ لقد حظروا علينا كلّ شيء؛ حظر وراء حظر ضدّ البلد، وضد مراكزنا الاقتصاديّة، وضد حكومتنا.

ج ــ مرحلة الحركات الإنفصالية
كانت مرحلة المفاخر والانتصارات الكبرى، ومرحلة القتال ضدّ الانفصاليّين؛ لقد حرّكوا الجماعات في مختلف أنحاء البلاد، أمدّوهم بالمال والسلاح من أجل أن يثيروا القلاقل ويقاتلوا نظام الجمهوريّة الإسلاميّة ويقسّموا البلد. مرحلة الستّينات كانت المرحلة التي حصلت فيها مثل هذه الحوادث الكبرى.

د ــ ومرحلة الإنتصارات أيضا
وفي مرحلة الستّينات وقف الشعب الإيراني وشبابنا بقوّة وانتصروا على كلّ هذه [الصعوبات]. وهذه مسألة بالغة الأهميّة. إنّني أوصي أهل الرأي والفكر الذين يحكمون على مرحلة الستّينات أن لا يبدّلوا مكان كلٍّ من "الشهيد" و"الجلّاد"!
في مرحلة الستّينات ظُلم الشعب الإيراني؛ الإرهابيّون والمنافقون والداعمون لهم والقوى التي أوجدتهم وكانت تنفخ الروح فيهم دومًا، قد ظلموا الشعب الإيراني، وأساؤوا إليه، وجعلوه في موضع الدفاع، لكنّه دافع وانتصر وأحبط مؤامراتهم بحمد الله تعالى. كان هذا فيما يتعلّق بحقبة الستّينات. حيث وقف شبابنا، ووقف إمامنا العظيم بذلك الوجه النورانيّ، وذلك القلب المؤمن بالله، وذلك العزم الراسخ، وتغلّبوا على كلّ هذه المشاكل.

إستغل الأعداء رحيل الإمام دون جدوى لإعادة حكم الطاغوت
رحل الإمام، وبعد رحيله أمِل بعضٌ بأن يتمكّن من ثني الناس عن نهجه، ولم يستطع بحمد الله تعالى. مضت سنوات على رحيل الإمام، وراح بعضٌ في الخارج وعملاؤهم في الداخل يتحيّنون الفرص، ويحلمون بأن تكون الثورة قد غفلت، هرمت، تعطّلت وبطل مفعولها، فيتمكّنوا من الهجوم ويعيدوا ذلك النظام، الذي كان حاكمًا قبل الثورة، إلى الحكم من جديد. [ولكن] لم يستطيعوا. ما هي علّة هذه الإخفاقات؟ إنّها جاذبية الإمام العظيم، جاذبيّة مباني وأصول الإمام التي أوجدها في البلد. وسأتناول هذا الموضوع فيما بعد. لقد رحل جسد الإمام من بيننا، إلّا أنّ روحه موجودة. فروح الإمام حيّة، ونهج الإمام حيّ، ونَفَسُ الإمام حيّ في مجتمعنا. تلك الجاذبيّات التي كانت موجودة في حياته الظاهريّة، وهي كالمغناطيس تجذب الناس والشباب والقلوب إليه، ما زالت موجودة اليوم. إنّ اسم الإمام هو حلّال للمشاكل، هذا فضلًا عن أنّ أصول الإمام لا تنتهي ولا تبلى بمرور الزمان. هذه الأمور موجودة. وعليه، فإنّ شعار العدالة الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وشعار الاستقلال، والحريّة، وشعار السيادة الشعبيّة، والخروج من دائرة السلطة الأمريكيّة والقوى العالميّة، ما زالت اليوم أيضًا شعارات جذّابة لشعبنا وشبابنا.
 

2017-10-04