يتم التحميل...

مصيبة الإمام علي (عليه السلام)

تربية دينية (مناسبات)

اليوم هو يوم عزاء الإمام أمير المؤمنين. أذكر كلمات حول مصيبة ذلك الإمام الجليل. كليلة البارحة فارق الإمام أمير المؤمنين الدنيا. خلال هذين اليومين أو الليلتين

عدد الزوار: 11

من كلمة الإمام الخامنئي في صلاة الجمعة - طهران
11/09/2009


عزاء أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
اليوم هو يوم عزاء الإمام أمير المؤمنين. أذكر كلمات حول مصيبة ذلك الإمام الجليل. كليلة البارحة فارق الإمام أمير المؤمنين الدنيا. خلال هذين اليومين أو الليلتين - من سحر التاسع عشر حين ضُرب بيد ذلك الملعون إلى ليلة الحادي والعشرين- وقعت عدّة حوادث ذات عبر ودروس:

الحادثة الأولى كانت في تلك اللحظة الأولى نفسها. حينما ضرب عدوُّ الله أميرَ المؤمنين، جاء في الرواية أنّ الإمام لم يئنّ ولم يتأوّه أبدًا، ولم يبدِ ألمًا أو وجعًا. الشيء الوحيد الذي قاله هو: "بسم الله وبالله وفي سبيل الله، فزت ورب الكعبة" . ثم جاء الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) وأخذ رأس الإمام علي ووضعه في حجره. جاء في الروايات أنّ الدم كان يتصبّب من رأسه المبارك ويخضّب لحيته. كان الإمام الحسن ينظر إلى وجه أبيه وعيناه تفيضان من الدمع. سقطت قطرات من دموعه على وجه أمير المؤمنين. فتح الإمام عينيه وقال: ولدي الحسن، أتبكي؟ لا تبكِ، إنّني الآن عند جماعةٍ يُسلّمون عليَّ. عندي هنا نفرٌ- منهم الرسول وفاطمة الزهراء- هذا ما رُوي عن الإمام عليّ أنّه قاله في اللّحظات الأولى. بعدها حملوا الإمام؛ بعد أن صلّى الإمام الحسن (عليه السلام) في المسجد، وصلّى الإمام علي جالسًا. يقول الراوي إنّ الإمام علي كان يميل أحيانًا إلى جانبه فيقع، وأحيانًا يمسك نفسه فلا يقع. وأخيرًا حملوه إلى المنـزل. سمع الأصحاب الصوت الذي قال: "تهدمت والله أركان الهدى.. قتل علي المرتضى" . سمع كلّ أهل الكوفة هذا الصوت وهرعوا إلى المسجد فكانت ضجّة عظمى. يقول الراوي: علا الضجيج والبكاء في الكوفة كيوم وفاة الرسول. وكانت الكوفة؛ تلك المدينة الكبرى، قد امتلأت حزنًا ومصابًا وألمًا بتمامها. جاؤوا بالإمام علي فاقترب الإمام الحسين (عليه السلام). ورد في الرواية أنّ الإمام الحسين بكى خلال هذه المدة القصيرة إلى درجة أنّ جفونه تقرّحت وجرحت. وقعت عين أمير المؤمنين على الإمام الحسين فقال: ولدي حسين لا تبكِ، واصبر فما هذا بالشيء المهمّ، إنّما هي أحداثٌ تمرّ. كان يعزّي الإمام الحسين.

جاؤوا بالإمام علي إلى داخل الدار وأخذوه إلى مصلّاه حيث كان يصلي داخل الدار. وقد قال لهم: خذوني هناك، فأخذوه وفرشوا له فراشًا ومدّدوه عليه. هناك جاءت بنات أمير المؤمنين زينب وأم كلثوم، وجلسن عنده ورحن يبكين. حينما بكى الإمام الحسن نصحه الإمام علي وعزّاه وسلّاه. وحينما بكى الإمام الحسين سلّاه أميرُ المؤمنين وقال له: اصبر. لكنّه هنا لم يصبر على دموع بناته. يُقال إنّ الإمام علي راح يبكي هو الآخر. يا أمير المؤمنين لم تستطع الصبر على بكاء زينب هنا، فما كنت ستفعل لو رأيت زينب يوم عاشوراء تبكي وتنوح؟

يروي أبو حمزة الثمالي عن حبيب بن عمرو أنّه قال: في الساعات الأخيرة، أي في ليلة الحادي والعشرين ذهبت لزيارة أمير المؤمنين فرأيت إحدى بناته عنده، وكانت تبكي، فبكيتُ أيضًا. والناس في خارج الغرفة حينما سمعوا صوت بكاء هذه البنت راحوا يبكون هم أيضًا. فتح أمير المؤمنين عينيه وقال: لو كنتم ترون ما أرى لما بكيتم. فقلت له: وما ترى يا أمير المؤمنين؟ قال: أرى ملائكة الله في السماء وكلّ الأنبياء والمرسلين في صفٍّ يسلّمون عليَّ ويرحّبون بي. وأرى رسول الله جالسًا إلى جواري يقول لي تعال يا علي وأسرع إلينا. يقول: بكيتُ ثم قمتُ. ولم أكن قد خرجتُ من الدار بعد وإذا بي أسمع صراخ العائلة قد ارتفع، فشعرت أنّ الإمام علي قد فارق الدنيا.

صلّى الله عليك يا أمير المؤمنين، صلّى الله عليك يا أمير المؤمنين، صلّى الله عليك يا أمير المؤمنين. نسألك اللّهمّ وندعوك باسمك العظيم الأعظم الأعزّ الأجلّ الأكرم يا الله...

2017-06-13