يتم التحميل...

الشباب هم من أنقذ البلاد من أيدي الأعداء

الشباب

الشباب هم من أنقذ البلاد من أيدي الأعداء

عدد الزوار: 8

من كلمة الإمام الخامنئي في منطقة عمليات الفتح المبين ــ محافظة خوزستان. 31-03-2010
الشباب هم من أنقذ البلاد من أيدي الأعداء
أيها الشباب الأعزاء، يا أبنائي الأعزاء، أغلبكم لم تكونوا في تلك الأيام ولم تشهدوا تلك الأيام الصعبة المريرة. لقد كان هذا السهل الجميل وهذه المناظر الخلابة وهذه الأرض الخصبة ذات يوم تحت أقدام أعدائكم.

أوجد جنود النظام البعثي في هذه الأرض التي هي أرضكم ولكم، جحيماً يجعل المرء يأسف من نواح مختلفة، فقد حولوا هذه الأرض الجميلة وهذه الطبيعة الخلابة إلى كتلة من نار وجحيم.

في أيام محنة الحرب وقبل عمليات الفتح المبين، شاهدت هذه المنطقة الشمالية المطلة على هذا السهل، كان لها منظر ساحر جميل واسع. ولا أنسى منظر قوات الأعداء التي توزعت في هذه الأرض الواسعة على شكل عدة ألوية. كانوا يقرعون أرضكم وترابكم بأحذيتهم ويهينون الشعب الإيراني. الذي أنقذ بلدكم هم هؤلاء الشباب المجاهدون المضحون. التعبئة والجيش والحرس والمقاتلون المضحون الذين لا يزال من بقي منهم حاضراً في مناطق البلاد المختلفة، وبعضهم استشهد (فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)1

أعزائي، أيها الشباب الحاضرون في هذا الاجتماع وفي هذه الصحراء ويا جميع شباب البلاد، إعلموا أن جيل الشباب في فترة الدفاع المقدس استطاع بتضحياته وفطنته وإرادته وعزيمته الراسخة إنقاذ البلاد من أيدي الأعداء. كان هدف أعداء نظام الجمهورية الإسلامية فصل جزء من الوطن الإسلامي وإذلال الشعب الإيراني بذلك. أرادوا فرض قهرهم وجبروتهم على شعب إيران. أرادوا إذلال شعبنا والتسلط على أرواحه وأمواله وأعراضه. من الذي لم يسمح بذلك؟ الشاب المقاتل الفدائي، وتلك العزيمة الراسخة، وذلك الإيمان القوي هو الذي وقف أمام العدو بعدده وعدته الضخمة. أمريكا كانت تساعد عدونا، والاتحاد السوفيتي يومذاك كان يساعده، والبلدان الأوربية التي تتشدق اليوم بحقوق الإنسان كانت تساعد يومها ذلك العدو الخبيث ليقتل ويدمر ويحرق الأرض وأهلها. وكان يفعل ذلك دون وازع، بَيد أن شبابكم، أي شباب هذا الشعب، لم يسمح بذلك. في "دشت عباس" هذا، في هذا السهل الواسع وهذه المنطقة الكبيرة، تقدم الشباب بأرواحهم إلى الساحة وانتصروا على الأعداء وهزموهم وأذلوهم بعزيمتهم الراسخة وأحبطوا المؤامرة التي شاركت وأسهمت وتدخلت فيها كل القوى الاستكبارية وسعت إلى تنفيذها.

من كلمة الإمام الخامنئي في الطلبة الجامعيين بمناسبة: حلول شهر رمضان المبارك 23-08-2010
قضايا وهموم طلابية

العناوين الرئيسية
طرح الأسئلة والإشكالات أمر حسن
الإعتراض ليس عملا صحيحا دوما
حرية الفكر مشروعة ومكانها ليس شاشات التلفزة
ليتقبل الطلاب الإنتقاد كما هم أنفسهم ينتقدون
الحذر من الإنقسامات والتصادمات الداخلية
ضرورة الإهتمام بالقضايا المصيرية للبلد
ضرورة تقوية المباني المعرفية
لتمتين الروابط مع الجسم الجامعي

طرح الأسئلة والإشكالات أمر حسن

أحد الأسئلة كان حول إمكانية أن يقوم الجامعي بالسؤال حينما يبدو له إشكالٌ أو اعتراض، وأقول في الجواب: أجل يجب أن تسألوا فلا إشكال في أن تسألوا بشرط أن لا تقضوا وتحكموا كما قال نفس الأخ الذي سأل، فأفضل أسلوبٍ للسؤال والجواب هو أن يأتي المسؤولون إلى التجمعات الجامعية. وها هنا أطلب من المسؤولين أن يكثروا من لقاءاتهم الجامعية فهم اليوم أفضل شرائح البلد: شبابٌ متعلّمون، أهل الفهم والاندفاع, فليذهب المسؤولون ويشاركوهم. ولتُطرح الأسئلة فلعلّكم ستسمعون أجوبة مقنعة.

مثلما أنني في تعاطيّ مع بعض المسؤولين أطرح عليهم أحياناً بعض هذه الأسئلة التي طرحتموها أو غيرها من هذا القبيل. حسناً، يقدّمون جواباً فيقنعون المرء أحياناً وأحياناً لا يكون الجواب مقنعاً، وعلى أي حال فإن طرح السؤال حسنٌ .

الاعتراض ليس عملا صحيحا دوما
والتفتوا إلى أن لا يختلط الاستفسار فيُحمل على وجه الاعتراض. وما ذكرته سابقاً ومكرراً أقوله الآن وهو أن التيار الجامعي أو الحركة الجامعية أو أي شيء آخر له عنوان لا ينبغي أن يتصوّر أن تكليفه هو أن يعارض الجهاز الذي يتولى الأمور ويتصدى لإدارة البلد, فهذا خطأٌ, وما هو لزومه؟ فالمعارضة ليست عملاً صحيحاً دوماً، فقد تكون في بعض الأحيان صحيحة وفي محل آخر غير صحيحة. المهم هو أن توصلوا كلامكم وتستدلّوا وتطالبوا بأجوبة مقنعة, وعلى المسؤولين أن يجيبوا.

تصفية المجتمع تكون بتوسيع دائرة الخلص والأصفياء
السؤال الآخر هو: أن بعض الناس يقولون بالوحدة، وآخرون بالتصفية (الغربلة)، فماذا تقولون أنتم؟ أنا أقول كلاهما. فالتصفية التي تذكرونها ـ بأن علينا أن نستفيد من الفرصة وحيث حصلت الغربلة فأولئك الذين لم يكونوا خالصين فلنخرجهم من الساحة ـ ليست أمراً يتحقق من خلال الشجار والاضطرابات والتنازع والتحرك العنيف والضغط . فالتصفية داخل مجموعة ما لا تحصل بهذه الطريقة, ونحن لم نؤمر بذلك.

في صدر الإسلام، كان هناك إلى جانب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم جماعة, منها سلمان وأبو ذر وأبي بن كعب وعمّار وغيرهم, وهؤلاء كانوا في المرتبة الأولى وأكثر الناس خلوصاً (صفاء)، وكان هناك مجموعة أخرى منهم في درجة متوسطة وجماعة أخرى كان النبي في بعض الأوقات يوبّخهم. لو فرضتم أن النبي أراد في ذلك المجتمع الذي يبلغ عدّة آلاف أن يجري عملية الإستخلاص والتصفية ـ حيث إن عملية الإستخلاص تكون هنا أسهل بكثير من مجتمعٍ يبلغ سبعين مليوناً كبلدنا ـ فماذا كان سيفعل؟ ومن كان سيبقى له؟ ذاك الذي ارتكب ذنباً يجب أن يرحل، وذاك الذي تمّ توبيخه عليه أن يرحل, ذاك الذي يستأذن النبي حيث لا ينبغي عليه أن يرحل، ذاك الذي أخّر زكاته عليه أن يرحل, حسناً، لن يبقى أحداً.

واليوم الأمر كذلك. ولا يصح أن تأتوا وتخرجوا ضعاف الإيمان تحت حجّة أننا نريد التصفية, كلا، عليكم مهما استطعتم أن توسّعوا دائرة الخلّص والأصفياء.

إعملوا ما يمكن أن يزيد من أولئك الأصفياء الذين يستطيعون أن يصفّوا المجتمع ؛ فهذا جيّدٌ . وابدأوا من أنفسكم ومن حولكم، من أسرتكم وأصدقائكم وتشكيلاتكم ومما هو خارج هذه الدائرة. فاسعوا بكل ما أمكنكم من أجل رفع مستوى تصفية الأفراد والجماعات ضمن دائرة نفوذ تشكيلاتكم, حيث ستكون النتيجة تنامي الصفاء في مجتمعكم. وطريق التصفية والاستخلاص هي هذا.

الوحدة تكون بين المؤمنين بالأصول ذاتها
والوحدة التي نقول بها ـ حيث يوجد أسئلة حولها ـ فإن قصدي هو الاتحاد المبني على الأصول. لهذا فالوحدة مع من؟ مع ذاك الذي يقبل هذه الأصول. وبالمقدار الذي يؤمن به بالأصول نكون معه في ارتباط واتصال, وهذا ما يكون ولاية بين المؤمنين. ذاك الذي لا يقبل الأصول، تلميحاً أو تصريحاً، فهو في الواقع خارج هذه الدائرة. وبناء على هذا التفصيل والتوضيح فنحن نؤيّد الوحدة ونؤيّد التصفية. وقد برز سؤالٌ آخر خلال الحديث، أحياناً كنت أسمعه في الخارج.

أحد السادة ذكر نقطة تتعلق بخصخصة الثقافة والصحّة، حيث إن ذلك برأيي أمرٌ صحيح أيضاً. إن الخصخصة المتعلقة بالشركات المعنية، في البند 44، لها تعريفٌ محدد. برأيي إن القضايا الثقافية والصحية وأمثالها بذاك الشكل لا يشملها البند المتعلّق بالخصخصة. وقد ذُكر لي بعض الموارد من جانب المسؤولين المعنيين. وبرأيي فإنّ هذا الإشكال واردٌ ويجب الالتفات إليه.

السياسات الخارجية وتصدير الثورة بواسطة الجامعيين أيضاً أمرٌ جيّد، فلا نقول إنه عملٌ لا فائدة منه. كلا، فباليقين فيه فوائد, لكن التفتوا: هناك في هذه المجالات الكثير مما يجري العمل عليه. في مجال التواصل مع المسلمين، مع الشعوب المختلفة، في آسيا، في أفريقيا، في أمريكا اللاتينية، هناك الكثير مما ينفذ. في أمريكا اللاتينية لا يوجد دولة إسلامية, ولكن فيها تجمعات إسلامية كما في البرازيل وغيرها من لبنانيين وعرب عموماً وشيعة ومسلمين, وهناك الكثير من الأعمال. وما يتمّ إنجازه هو بالنسبة لكم أيها الشباب الأعزاء غير معروفٍ بمقدار ما, ولكن برأينا لا عيب في ذلك فإنّه عملٌ جيّد إذا تمّ تنظيمه وبرمجته.

وفيما يتعلق بالتمييز ذُكرت مسائل قد دوّنتها كذلك، فالإشكال واردٌ. في الواقع إنّ بعض الإشكالات واردة. والكلام عن أسباب خروج النخب يجر كلام. إحدى السيدات قالت: عندما نتواصل مع النخب يقولون إن سبب خروجنا هو هذه الأمور: أنه في الداخل ذاك العمل الذي كان ينبغي أن يحصل لم يحصل، وما لم يكن ينبغي أن يحصل حصل، وأنا لا أرفض هذا الكلام، فمن الممكن في الواقع أن تكون هذه الإشكالات واردة. أما أولئك النخب الذين ينهون دراستهم الجامعية ويذهبون إلى الخارج ففي الغالب لا يكون ما ذُكر من مبررات خروجهم, بل هي حجّة. هناك أشخاصٌ تُفرش لهم الدروب بالورود، وتُقدّم لهم المجالات المساعدة للعمل, فيتصوّرون أنّهم إذا دخلوا فيه فسوف يحدث كذا وكذا. ولعلّه يوجد في الواقع أجهزة حكومية لديها، بالإضافة إلى الاحتياج إلى العلم وطاقات الشباب، دوافع أخرى وهي محاربة الجمهورية الإسلامية, لهذا فإنّهم ينفقون الميزانيات ويأخذونه (الشاب الجامعي) إلى هناك. وأولئك الذين يذهبون إلى هناك فإن بعضهم ينجح وبعضهم الآخر لا ينجح فترتطم رؤوسهم بالحائط ويندمون ولدينا ما هو من هذا القبيل. ومن الجانب الآخر لدينا شباب (وبمعزل عن موضوع فرار النخب)، يسافرون إلى الخارج للدراسة، وينالون درجات علمية ممتازة، ولكن إيمانهم ودوافعهم الدينية والإسلامية ودوافعهم السليمة تعيدهم إلى بلدهم. فالحراك ليس باتجاه واحد، نحن نعرف أشخاصاً بعضهم من النوابغ والمميزين والنخب يرجعون إلى بلدهم للعمل والخدمة. فليس الأمر على هذا المنوال الذي فرضتموه بأن الهجرة من طرفٍ واحد فقط. فهناك من يرجع إلى بلده ويجد الإمكانات والأعمال المنجزة.

أحد الأصدقاء تحدث عن قضية الهجوم على الحي الجامعي، لقد كنت أتابع هذه القضية ولا زلت، وبالطبع كانت المتابعة بطيئة ولم تتقدّم، ويجب أن تتقدّم، وسوف يكون ذلك إن شاء الله، لكن ليس الأمر كما تتصورون بأن القضية صارت منسية, كلا لم تُنسَ. حسناً، فإن الإبتلاء ات كثيرة والأعمال كذلك, فلعلّ بعض الأجهزة ليس لديها دافع قوي للتعاون في هذا المجال، لهذا فإن المتابعة تسير ببطء لكنها سوف تتقدّم إن شاء الله.

يُقال إن هناك تعاملاً انضباطياً وأمنياً داخل الجامعات. أنا لا أعلم كيف يحصل التعامل المشدّد من الناحية الانضباطية والأمنية في الجامعة، ولكنني أعلم أنه في النهاية لا بد من وجود انضباط. وهنا إذا حصل في بعض الأماكن نوع من الشدّة في مجال الانضباط وإعماله، فلا أعلم ـ من الممكن أن يكون قد حصل لكن في النهاية الإنضباط لازمٌ والأمن مطلوبٌ. فلا يصح أن نترك الحرم الجامعي. لأنه عُرضة للكثير من مؤامرات العدو. وعليكم أن تعلموا أيها الجامعيون أنكم ضمن الدائرة الحمراء, فأحياناً عندما يريدون أن يحددوا نقطة ما في صورة أو فيلمٍ فإنهم يفعلون ذلك برسم دائرة حمراء. والعدو قد جعلكم أيها الجامعيون ضمن الدائرة الحمراء, وفي الأساس فإن الكثير من البرامج متوجهة نحوكم من أجل حرفكم وجعلكم غير مبالين تجاه مصير بلدكم ومصالح الثورة. فكيف يصحّ أن نبعد الجامعات عن الأنظار؟ حسناً، ففي النهاية يجب الالتفات. أجل برأينا إن الشدّة والإفراط ليست جيدة في أي مجال، ومنه هذا الأمر.

حرية الفكر مشروعة لكن مكانها ليس شاشات التلفزيون
أحدُ الأصدقاء قال إن الفكر والعلم لا ينبغي أن يتحركا وفق الأوامر. ليس لدي نموذجٌ عن هذا الأمر. ففي مجتمعنا لا يوجد فكرٌ يُنزّل بالأوامر, وكذلك على صعيد العلم. فأين هذا؟ فليحدد ليقل. إنني من بين الذين يحاربون مثل هذا الأمر. فنحن أتباع حرية الفكر. بالطبع، أنا أقول لكم إن موضوع حرية الفكر ليس مكانه التلفزيون، بل اللقاءات التخصصية. فعلى سبيل المثال نقيم لقاء جامعياً تخصصياً في مجال القضية السياسية الفلانية فيأتي شخصان أو خمسة أو عشرة للتباحث فيما بينهم، هذا ما يُسمّى حرية الفكر. كذلك الأمر فيما يتعلق بالبحث حول المعارف الإسلامية وحول أفكار المذاهب العالمية المختلفة وكذلك فيما يتعلق بأية قضية علمية. لهذا يجب أن تكون اللقاءات تخصصية وأما أن يتباحث الناس علناً وفي الإذاعة والتلفزيون، فإن الذي له الحق لا ينتصر بالضرورة. فالذي سيغلب هو من يتقن التعبير أكثر ويمكنه أن يمارس التلاعب، مثل قضية صورة الأفعى واسم الأفعى حيث قال: أيهما أفعى؟ فأشار الناس إلى صورة الأفعى وقالوا: واضحٌ هذه هي الأفعى. لهذا ينبغي أن تكون حرية الفكر ضمن لقاءات تخصصية بما يتناسب مع البحث, أما الأجواء العامة فلا تكون محلاً لتلك الأبحاث والمناظرات. ولا يعني هذا أن يُفرض الأمر فرضاً, كلا، ففي النهاية هناك فكرٌ حقٌّ مطروحٌ (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)1، فلأي شيء هذه الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالأحسن؟ ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ) 2. حيث يكون هذا الأمر مسبقاً أصلاً موضوعياً، الدعوة إلى الله. والأمر كذلك في جميع الأشياء. فالدعوة ينبغي أن تكون بمنطق صحيح، ولكن ينبغي تحديد وجهة الدعوة. فلا معنى لأن يترك الإنسان وجهة الدعوة مفلتة, فإن هذا يؤدّي إلى إضلال الناس. يجب هداية الناس.

أولستم تقولون إن على الحكومات مسؤولية هداية الرأي العام؟ على أي حال، ما ذُكر كان مطالب جيدة. وللإنصاف فإن أصدقاءنا قد عرضوا كلمات جيدة.

لعدم تغليب القضايا الفرعية على الأساسية
وأحد الأصدقاء قال إن قلوبنا قد تقرّحت من يسار ويمين رئيس الجمهورية. حسناً، ها إنّ قلوبكم قد تقرّحت ـ لا سمح الله بذلك ـ أما أنا فأقول لكم إن مثل هذه الأمور ليست من القضايا الأساس المفصلية. من الممكن أن يكون هناك إشكالٌ وارد ـ وأنا لا أريد في هذا المورد أن أصدر أي حكم ـ من الممكن أن يستشكل أحدٌ على شخص أو عملٍ, غاية الأمر أن علينا الالتفات إلى القضايا إذا كانت أصلية أم فرعية. فلا نجعل قضايا الدرجة الثانية محل القضايا الأساس على صعيد اندفاعنا وهمّتنا وبذل مجهودنا.

هذا هو كلامي فقط, وإلا فإنني لا أعترض عليكم فيما إذا أعجبكم زيد أو عمرو أو لا, ولا أعترض عليكم إذا نطقتم بإشكال بطريقة لا مفسدة فيها, فهذا برأيي لا إشكال فيه. إلتفتوا فقط إلى أن لا يصبح هذا بدلاً عن القضايا الأساس. فقضايانا الأساس هي أمورٌ أخرى. ولقد طُرح بحث جعل الإقتصاد شعبياً والبند 44 وأمثاله. وقد قال السادة أنهم ينفذّون البند 44 بشكلٍ جيّد. وبالطبع هناك من يخالف ويعترض ـ من داخل المجلس وخارجه ـ ويقولون أنه لا يتم العمل بهذا البند, لكن نفس مسؤولي الأجهزة، يقولون خلاف ذلك. وبرأيي أن هذا من ضمن الأسئلة التي ينبغي أن تُطرح وعلى المسؤولين أن يأتوا إلى التجمعات الجامعية ويذكروا ما تمّ إنجازه في الواقع ويقنعوا أذهان الشباب, وإذا لم يتمكنوا من إقناعهم فعليهم أن يذهبوا ويعيدوا النظر في العمل.

لقد طرحتم إشكالاً على الإذاعة والتلفزيون وهو إشكالٌ وارد, وأشكلتم على إعلان الخلافات بين المسؤولين، وهو إشكال وارد أيضا، وأنا العبد أحمل مثل هذا الإشكال عليهم وقد ذكرته لهم, وقد كان لي مواقف شديدة معهم في هذا الخصوص.

ليتقبل الطلاب الإنتقاد كما هم أنفسهم ينتقدون
طرحتم قضية التجمّع أمام المجلس. وهنا لن أبدي أية وجهة نظر, فقط أقول لكم إنكم تشكون من عدم تقبّل المسؤولين للنقد, حسناً، كونوا أنتم كذلك! فتقبل النقد لا يختص فقط بالمسؤولين، ففي النهاية إذا انتُقد الجامعي عليه أن يتقبل ذلك. لقد تجمّع عددٌ كبير أمام المجلس وأطلقوا الشعارات التي لم تكن سيئة وأطلقت مجموعة من بينهم شعاراتٍ حادّة. بالطبع، أنا لا أقول إنهم أشخاصٌ سيئون وأشرار، كلا، في النهاية تشددوا، وتصرّفوا بذهنية الشباب, أما إذا كنتم تعتقدون أن هذه الشعارات متشددة أو مفرطة بالتشدد ومن غير حق فاقبلوا ذلك. فلا ينبغي أن يصبح الأمر على هذا المنوال بحيث إن كل ما يمسك بتلابيب الجامعي فينبغي أن نعارضه. فمن الممكن أن يوجّه إليكم نقدٌ فتقبلوه.

قيل إننا نعمل على قضية الولاية, حسناً جداً. وقد قُدّم توضيحٌ بشأن موضوع حول ضيافة الفكر، مما أسر هذا العبد كثيراً. وإنني أرحب بما ذُكر حول وجود اختلاف وتفاوت بين الخطة العلمية الجامعة المُعدّة والخطة الموجودة, فأوصلوها لنا حتماً. وإن شاء الله يدوّن مكتبنا لشؤون العلاقات الشعبية اسم هذا السيّد ويأخذها منه. المخيمات الجامعية هي أمورٌ ممتازة وأنا أوافق على اللقاء.

الحذر من الإنقسامات والتصادمات الداخلية
لقد دوّنت هنا بعض المطالب، ولكن للأسف الوقت قليل، وما أقوله: أولاً أن تنتبهوا جيداً إلى تشكيلاتكم الجامعية كي لا تقع تحت تأثير الاختلاف في السلائق فيؤدي ذلك إلى حدوث انشعابات داخلية أو تصادمات فيما بين التشكيلات. وأحد المصاديق البارزة للوحدة التي نوصي بها وندعو إليها هو هذا. فالذي يفصل بين الناس أو يقرّبهم هو تلك الأصول والمباني المعرفية. وعندما لا تكون هذه المباني محل قبولٍ وتوافق يؤدي ذلك إلى الفصل والتباعد, وإذا تمّ الإتفاق عليها فإنها تجمع. أما السلائق فهي ليست كذلك، فلكل إنسانٍ سليقته وذوقه. فواحدٌ مهندسٌ وآخر يدرس الفن، وثالثٌ في مجال الطب ـ فهذه أنماطٌ ثلاثة ـ وفي كلٍّ منها طيفٌ واسع من السلائق والدوافع المختلفة، فواحدٌ يعجبه شيء لا يكون مورد إعجاب آخر, فلا تجعلوا مثل هذه الأمور سبباً للتباعد فيما بينكم, فإن هذا أمرٌ في غاية الأهمية.

ضرورة الإهتمام بالقضايا المصيرية للبلد
النقطة الثانية: فليكن لكم تحليلٌ وموقفٌ بالنسبة للقضايا المصيرية للبلد. إنّ إعلان طهران قضية مهمة، فما تحليلكم حول هذا الإعلان؟ وما هو موقفكم؟ هل أنتم موافقون أم مخالفون؟ القرار 1929 الصادر عن مجلس الأمن ضد الجمهورية الإسلامية، أو العقوبات الأحادية من جانب أمريكا وأوروبا ضد إيران, فما هو تحليلكم لهذه القضية؟ هذه الأمور ليست بالأمور البسيطة. ما هو موقفكم؟ ماذا تفعل إيران؟ فهل نرفع أيدينا للاستسلام إذا عبسوا وفرضوا علينا عقوبات وكشّروا عن أنيابهم؟ هل نتنازل قليلاً في هذا الوقت؟ ما هو تحليلكم؟ ففي الداخل هناك تجمعات سياسية هذا هو رأيها، يقولون عندما يظهر الخصم وجهه القبيح بشدة فعليكم أن تتراجعوا, طيب، هل تقبلون بذلك؟ هل نتراجع أم لا؟ هل تعتقدون أن كل تراجعٍ يشجع الخصم؟ بمجرد أن رأوا أنكم تخافون من العبوس يقولون: أيها السيد أعبس, فعلاج هذا الرجل هو العبوس. بمجرد أن رأوا أنكم تتراجعون بالتهديد بالضرب، أو بنفس الضرب، يقولون فلنضرب مرة أو مرتين حتى يتراجع عن كل كلامه.الخصم هو هكذا. وهذه هي الحسابات الدنيوية.

ضرورة تقوية المباني المعرفية
النقطة الأخرى: التي أردتُ أن أذكرها لكم أيها الأعزاء هي أيها الإخوة والأخوات : خذوا مسألة تقوية المباني المعرفية على محمل الجد.

بالطبع، إنني اليوم عندما أتطلع أشاهد أنه مقارنة مع ما كان قبل ثماني سنوات في لقائنا الرمضاني هنا حيث كان الأصدقاء يأتون ويتحدثون، فإن ما حصل اليوم يدل على أن الاعتناء بالمباني المعرفية بين الجامعيين أصبح أقوى. وبعض الآراء التي تبدونها تدلّ على قوة هذه المباني في الأذهان, هذا ما يلاحظه المرء, لكن في نفس الوقت، على التشكيلات أن تأخذ قضية تقوية المباني المعرفية بجدية حتى تنساب فيما بعد منها إلى المجموعات الجامعية. وتقوية المباني المعرفية أمرٌ مطلوبٌ جداً. وضعفها سيتسبب بأضرارٍ كبيرة للفئات الجامعية في البلاد والتشكيلات.

لتمتين الروابط مع الجسم الجامعي
النقطة الأخرى: هي أن على جميع التشكيلات أن تزيد من قوة علاقتها وارتباطها بالجسم الجامعي. فلا تغفلوا هذا, وقد ذُكر الآن أن "مخيمات الضيافة" هذه تُقام وهو أمرٌ جيّد فإنها إحدى وسائل التواصل مع الجسم الجامعي, لكن برأيي: ينبغي أن تقام في كل أيام السنة وفي المناسبات المختلفة، فإن للتواصل مع الجسم الجامعي وكذلك مع الأساتذة قيمة كبيرة.

في الختام، أذكر لكم أيها الإخوة والأخوات جملة : إعلموا أعزائي ؛ لحسن الحظ فإن مسيرة التطور في البلد تجري بشكلٍ جيدٍ ومطلوب في مختلف المجالات. فمسيرة العدالة جيّدة. من الجيّد أن يُسمّى هذا العقد عقد التطور والعدالة. التطور الذي ذكرناه هو تطورٌ علمي وتقني وسياسي وأخلاقي, فكل هذه هي محل اهتمام. حسناً، هناك أعمالٌ جيدة في طور الإنجاز أقلّه أنّ عملية تأمين البُنى التحتية للأعمال الكبرى والطفرات على قدمٍ وساق. وفيما يتعلق بالعدالة ففي الحد الأدنى إن هذا الفكر بات سائداً. فالجميع أصبحوا يعتقدون بضرورة السعي للعدالة وإجرائها، ويجب تحقيق هذه الأمنيات، والنزول إلى ميدان التنفيذ ـ وهذا مما ورد ضمن كلمات أصدقائنا ـ وهو بحد ذاته تطورٌ. وبالطبع، هذا لا يعني أننا قانعون بالمقدار الذي حصل من تطورٍ على صعيد العدالة, كلا، فالأُمنية والهمة عالية جداً. الأماني كبيرة والهمم رفيعة . ولكن أريد أن أقول لكم إننا في طور التطور والتقدّم. ومنحنى أعدائنا يشير إلى الضعف ومنحنانا يشير إلى القوة. النظام الرأسمالي والظالم في العالم ـ والذي مظهره الولايات المتحدة الأمريكية ـ هو اليوم أضعف بكثير مما كان عليه قبل عشر أو عشرين سنة.

وفي المقابل فإن الفكر الإسلامي ونظام الجمهورية الإسلامية اليوم هو أقوى بكثير مما كان عليه قبل عشر أو عشرين سنة، وقد تقدم كثيراً وأصبح أكثر جهوزية بكثير. إن شبابنا اليوم هم أفضل بكثير مقارنة بعشر سنوات مضت، وكذلك أكثر جهوزية بكثير. الشباب المؤمن الذي كان قبل عشر سنوات هو اليوم فعّال في الكثير من ميادين الحياة. وأنتم إن شاء الله ستكونون في المستقبل من الفاعلين في القطاعات المختلفة للبلاد. فهيّئوا أنفسكم للامتحانات الصعبة. نحن نتقدم, هذه السنوات الـ 31 من عمر نظام الجمهورية الإسلامية، تشهد على تحركٍ نحو الأمام بالرغم من عداوات الأعداء. وأعداؤنا اليوم ليسوا بقوة ما كانوا عليه قبل 31 سنة. إن أمريكا اليوم ليست بالقوة التي كانت عليها قبل 31 سنة.

في ذلك اليوم قلت في جمعٍ من المسؤولين إن هذا هو اعتقادي وكل الدلائل والشواهد تثبته. إن أمريكا في عهد ريغن كانت أقوى بدرجات من أمريكا في عهد أوباما وقبله بوش الإبن . الواقع هو أنهم يسيرون نحو الضعف.

ولا يوجد من مؤشّرٍ يدلّ على أن هذا المنحنى سيستعيد حالة الصعود, وفي المقابل هناك مؤشرات كثيرة تدلّ على أنّ المنحنى التصاعدي لشعب إيران ونظامها سيتسارع إن شاء الله.

من كلمة الإمام الخامنئي في الطلبة الجامعيين بمناسبة: حلول شهر رمضان المبارك 23-08-2010
القلوب الطاهرة رأسمال" الشباب " والإرتباط بالله طريق حفظه
حسناً، كان لقاء اليوم بنظري لقاء ممتازاً والشكر لله. وأشكر من جاء وتحدّث من الفتية والفتيات, كان جيداً جداً، ولديّ مطالب أذكرها بقدر سعة الوقت, لكن ما هو أعلى من بينها جميعاً هو أنكم أيها الشباب أصحاب قلوبٍ طاهرة غير ملوّثة. ولعلّكم لن تدركوا الآن عمق هذا الكلام وماذا يعني عدم التلوّث وأين يكمن بلاء القلوب الملوثة, فلأنكم الآن شباب فلن تدركوا معانيه. وعندما تبلغون عمرنا ستفهمون حينها معنى هذا البلاء، وترون مدى أهمية وقيمة صفاء القلب في مرحلة الشباب الذي لا يمكن أن يرجع أبداً.

حافظوا على طهارة قلوبكم بالإرتباط بالله
اليوم هذا الرأسمال تحت تصرّفكم. وكلامي هو: صلوا القلب الصافي والطاهر مهما استطعتم بمنبع العظمة والحقيقة والجمال ـ أي ذات الباري المقدّسة تعالى ـ وقرّبوه. فإذا وُفّقتم فسوف تحصلون على حياة سعيدة إلى آخر العمر, وإذا لم توفّقوا فسوف يكون الأمر بعد عشرين سنة أصعب, وإذا لم توفّقوا حين تكونون قد بلغتم الأربعينات فسوف يكون الأمر بعدها بعشرين سنة أصعب بكثير, أي في عمرٍ أقل من عمري الآن. سيكون صعباً جداً. لا بمعنى أنه مستحيل ولكن صعب. فعلّقوا القلب بالله الآن.

طريق الإرتباط بالله: ترك المعاصي وأداء الواجبات
وطريق ذلك ميسَّر في الشرع المقدّس، وهو ليس عملاً معقداً ولا بحاجة إلى فك الرموز. عندما تنظرون إلى قمة الجبل من الأسفل وترون عليها أشخاصاً فإنكم لا تتخيلون أنهم ركّبوا أجنحة وصعدوا, كلا، فإنهم قد سلكوا مسيراً يبدأ من تحت أقدامكم ووصلوا. فلا نتوهّم ولا نتخيّل أنه يمكن الوصول إلى تلك القمم من خلال حركة خارقة وغير عادية . كلا، فأولئك الذين تشاهدونهم على القمم قد عبروا هذه الطرق. فما هي هذه الطرق؟ إنها بالدرجة الأولى ترك المعصية. وذكر هذا سهلٌ والقيام به صعبٌ، لكن لا بد منه. ترك الكذب والخيانة واجتناب الزلّات المختلفة على الصعيد الجنسي والشهواني، اجتناب المعاصي, وهذه أهم خطوة.

ثم يأتي بعد ترك المعصية أداء الواجبات، وأهمها الصلاة. "واعلم أن كل شيء من عملك تبعٌ لصلاتك"3. فصلّوا الصلاة لوقتها بتوجّه وحضور قلبي. وحضور القلب أن تعلموا ما تقولون, أن تعلموا أنكم تخاطبون أحداً. فلو روّضتم أنفسكم على هذه الحالة وتمكّنتم من تحصيل هذا التركيز فإن هذا يبقى معكم إلى آخر عمركم. وإذا لم تتمكنوا الآن من ذلك، كما قلت لكم، سيكون الأمر بعد عشرين سنة صعباً بل أشد صعوبة منه وبعد بعشرين سنة, ما لم يحصل حينها سيكون صعباً جداً جداً. فعوّدوا أنفسكم من الآن على تحصيل هذا التركيز أثناء الصلاة عندها ستتحقق تلك الصلاة التي (تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ)4. و(تنهى) لا تعني أنها ستوجد بينكم وبين المعصية حائلاً وحاجزاً بل يعني أنها ستقول لكم دائماً لا تعصوا. حسناً، لو خوطب الإنسان كل يومٍ عدّة مرّات من داخله لا تعصِ، لا تعصِ، فإنه لن يعصي. هذه هي الصلاة. وأرزاق شهر رمضان عظيمة الفائدة, وكذلك مواجهة الجوع والعطش والحرّ والصعاب التي يمر بها المرء. الأنس بالقرآن ونهج البلاغة والصحيفة السجادية، والدعاء، والنوافل، وصلاة الليل، وكل ما يمكنكم أن تقوموا به بعد ذلك.

بادروا منذ الآن سلوك طريق الله
اعرفوا قدر هذا القلب النوراني والطاهر الموجود فيكم، وهنا لا أريد أن أتحدث لكي أرضيكم, كلا، فشباب الدنيا لا ينحصرون بكم، بل هذه هي خاصّية الشاب. قلوبكم طاهرة. ولأن الأمر بالنسبة لكم غير قابلٍ للمقارنة، فلا يمكنكم أن تشعروا به. على مرّ الزمان تغطّي الابتلاءات والغبار والصدأ والأدران القلب. وفي رواية أن الإنسان عندما يرتكب معصية فإن نقطة سوداء تخرج في القلب ـ وبالطبع فإن هذا تعبيرٌ تمثيلي ـ وإذا ارتكب معصية ثانية يزداد ذلك السواد وإذا تمادى في الذنوب يغطي السواد القلب كله. وترجمة مفهومه العرفي هو ما ذكرته, أي إنكم الآن تمتلكون قلباً وروحاً مستعدة، ومع تزايد المعاصي والابتلاء ات والمشاكل الكثيرة التي تبرز أثناء مسير الكفاح في الحياة ـ في السياسة والاقتصاد والمعيشة وتحصيل إمكانات الحياة ـ فإن المرء إذا لم يروّض نفسه من الآن فإن هذه الأمور تزيد من المصائب حتى تسوّد القلب. فكلامنا الأول والأساس هو هذا. وأنتم مثل أبنائي. ولو أردت أن أوصي أولادي الذين هم من صلبي ونسبي بأفضل وصية لقلت لهم ما ذكرته لكم.

· هزيمة المسلمين في " أحد " سببها معصية البعض
التفتوا إلى أن معظم الزلات ـ ولا أقول كلها ـ التي يقع فيها الإنسان في الميادين المختلفة ناشئة من عدم رعاية هذه النقطة الأساس والمهمة التي ذكرتها, حتى في ميدان الجهاد.

ففي معركة أُحد ـ وأنتم تعلمون مجرياتها ـ قصّر بعضهم فتسببوا بفاجعة. وإذا لم تكونوا قد قرأتم مجرياتها فهي موجودة في كتب التاريخ فاذهبوا وطالعوا حيث إنني لا أريد الآن أن أذكر تفاصيلها. والقرآن يقول بشأن أولئك:(إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ)5، فيعني أن أولئك الذين رأيتموهم يعطون العدو ظهورهم وتسببوا بالفاجعة وأدّى ذلك إلى استشهاد حمزة سيد الشهداء وكبار الصحابة فإن زلّتهم التي تسبّب بها الشيطان كانت بسبب ما ارتكبوه سابقاً، أي معاصيهم. ولدينا آيات عديدة نظير هذه الآية في القرآن.

فعدم اجتناب المعصية سيظهر أثره في إدارة أمور البلاد ؛ إذا كنا نقوم بذلك، في إدارة قطاعٍ ما، أو إذا كنا في ميدان الحرب، أو إذا وقعنا في اختبار مالي واقتصادي. وعليه فإن هذا هو كلامنا الأساس. وباختصار أقول لكم إعرفوا قدر الشباب. ويعني ذلك أن تقدّروا نعمة القلوب الصافية، وأن تأنسوا أكثر بالله. وطريقه هو ترك المعصية والاهتمام بالصلاة, وبعد الصلوات الواجبة والتوجّه الذي تحدّثت عنه (حضور القلب)، فافعلوا ما تقدرون عليه من مستحبات وأدعية وغيرها من الأعمال. فالله تعالى بمشيئته سيفتح أمامكم السبل. حسناً، لقد دوّنت عدّة مطالب أذكرها لكم الآن، لكن الأسئلة التي طرحتموها والموضوعات التي ذكرتموها هي موضوعات مهمة. فلا بأس بأن أذكر بعض الأمور بشأن بعضها.

من كلمة الإمام الخامنئي في طلاب المدارس بمناسبة 13 آبان؛ يوم مقارعة الاستكبار 03-11-2010
الشباب طليعة الشعب الإيراني في مسيرة تقدمه
أقول لكم أيها الشباب الأعزاء: إنكم اليوم في الخط الأمامي لحركة الشعب الإيراني. يرمق الشعب الإيراني قمماً ويسير نحوها.

يعترف الصديق والعدو بأن الشعب الإيراني يسير نحو القمم بسرعة. طبعاً لا يزال الطريق طويلاً جداً وينبغي عدم التفكير بسذاجة. الطريق الممتد أمامنا ليس طريق سنة وسنتين، بل هو طريق طويل، بيد أن الشعب يتحرك ويسير، فما لم تكن هناك حركة لن يتاح بلوغ الأهداف. لا يمكن لأحد الوصول إلى أهدافه بالقعود والتمني والتثاؤب. ينبغي السير في الطريق والتقدم فيه بعزم. والشعب الإيراني يفعل ذلك.

لقد حققنا تقدماً ملحوظاً على الصعيد العلمي وعلى الصعيد التقني وعلى المستوى السياسي وفي مجال الخدمات المتنوعة وفي مضمار إعمار البلاد.

إن البلد كله حالياً أشبه بورشة عمل كبيرة يجري في كل جوانبها العمل وتقديم الخدمة والمشاريع العمرانية. والمديرون الإيرانيون يكسبون المهارة والخبرة والتجارب. وأبناء الشعب الإيراني يستفيدون. ونستغني نحن عن الآخرين.

في الماضي إذا أرادوا مدّ جسر في هذه المدينة كان يجب أن يأتوا بخبير أجنبي، وإذا أرادوا بناء سدّ فعليهم تحمّل منّة عدة حكومات أجنبية، ناهيك عن الأعمال الأعقد. والشعب الإيراني في الوقت الحاضر مستغنٍ من هذه النواحي، ويمتلك طاقات بشرية غنية وموهوبة وكثيرة. وله مديرون مخلصون ومندفعون وكفوؤون. وهو يتقدم إلى الأمام. ولكن من هم الذين يقفون في مقدمة هذه الحركة العظيمة؟ إنهم الشباب وطلبة الجامعات وطلاب المدارس.

الشباب هم الذين يتقدمون بهذه الحركة إلى الأمام. محرك هذه المسيرة الضخمة وهذا القطار العظيم المتقدم إلى الأمام باستمرار هم الشباب.

بالطبع لا بد من المدراء الكفوئين وأصحاب التجربة. الاعتماد على الشباب لا يعني عدم احترامنا لأصحاب التجارب والأعمار الكبيرة والمخضرمين والشيوخ، لا، هؤلاء أيضاً لا بد من وجودهم، ولكن ما لم يكن الشباب لن تتيسر هذه الحركة.

والشباب اليوم حاضرون في الساحة بتوفيق من الله وحول منه وقوة. وهذا شيء على جانب كبير من الأهمية والعظمة.

أنتم الشباب الخط الأمامي لهذه الحركة سواء في الميادين السياسية أو الساحات الاقتصادية أو ميادين العلم.

على الصعيد السياسي كان الشباب هم الذين أحبطوا فتنة سنة 88 هـ.ش. شبابنا وأنتم طلاب المدارس والطلبة الجامعيون هم الذين كان لهم الدور الأكبر بدرجة تفوق العوامل الأخرى.

وإلا فالفتنة كانت فتنة كبيرة. أقول لكم إنه إذا انقضت بعض السنوات فسوف تتحرك الأقلام المغلولة الآن بيد الواعين الدوليين وسوف تكتب، وقد لا أكون في ذلك الحين، لكنكم ستكونون وستسمعون وتقرأون أية مؤامرة كبرى كانت تقف خلف فتنة عام 88 هـ.ش.

كانت تلك الفتنة شيئاً على جانب كبير من الأهمية، وكانت أهدافهم أهدافاً عجيبة غريبة جداً، وقد أرادوا في الحقيقة السيطرة على إيران.

الذين كانوا من عوامل الفتنة - الذين نزلوا إلى الشوارع أو بعض الناطقين باسمهم - نزلوا إلى الساحة عن غير وعي في غالب الأحيان، لكن بعض الأيدي كانت توجههم دون أن يشعروا. أما كيف نزل هؤلاء إلى هذه الساحة وكيف ساعدوا العدو دون شعور منهم بذلك فهذا أمر يتطلب تحليلاً نفسياً دقيقاً. بيد أن واقع القضية هو ما ذكرت. كانت هذه القضية عملية كبيرة جداً. وأنتم الشباب من أنجز هذه العملية.

من كلمة الإمام الخامنئي في مراسم تخرج جامعة الشهيد ستاري للقوة الجوية دور الشباب 10-11-2010
إلى شباب القوة الجوية: إعلموا أن بوسعكم الإستغناء عن مستكبري العالم

ريد أن يشعر شبابنا بأن بوسعهم الاعتماد على أنفسهم وعلى الله تعالى. وبمقدورهم الاستغناء عن مستكبري العالم، وبمستطاعهم تأسيس قوات مسلحة مجهزة بمعدات من إنتاج الذهن الإيراني والإبداع الإيراني.

أنظروا لكل شيء من هذه الزاوية، وطالعوا دروسكم من هذه الزاوية، وتابعوا بحوثكم ودراساتكم من هذه الزاوية، واعتمدوا على أنفسكم.

هذه تجربتكم وتجربة بلدكم وتجربة من سبقوكم في جيش الجمهورية الإسلامية وفي كل القوات المسلحة. إذا اعتمدتم على أنفسكم فسوف تتفجر طاقاتكم ومواهبكم كالينبوع الخالد وتجود بالنتاجات عليكم وعلى مؤسساتكم وعلى شعبكم.

التقرير الذي قدمه قائد هذه الجامعة كان تقريراً جيداً. وما تفيد التقارير إنجازه في المجالات المختلفة يعدّ جيداً. ولكن لا تقنعوا بهذا. طريق الكمال لا نهاية له. وكلما تقدمتم أكثر شعرتم بلذة الكمال أكثر. هكذا هو الحال في الكمالات المعنوية، كالتقرب إلى الله والتوجه له وحبه والقيم المعنوية والعروج في حريم الملكوت الإلهي؛ وفي القضايا المادية أيضاً.

كلما تقدمتم أكثر سوف تشعرون بمزيد من العزة والبهجة والاقتدار. هذا الطريق هو طريقكم أنتم الشباب، فالبلد بلدكم، والجيش لكم، والمستقبل لكم. ادرسوا جيداً وابحثوا جيداً وجربوا جيداً.

من كلمة الإمام الخامنئي في الطلبة الجامعيين الإيرانيين بقم بمناسبة: زيارة الإمام الخامنئي دام ظله لمدينة قم 26-10-2010
شباب قم يقودون التظاهرات الأولى ضد الطاغوت ويتصدون لمخطط الثورة المضادة
بالنسبة لشباب (قم) فإن لي ذكريات معهم وكذلك عندي معلومات متعدّدة ووافرة عنهم. مع أنّ بين طلاب الجامعات الحاضرين هنا (يوجد شباب من مدن أخرى) إلا أنّ الشباب القمّي يشكّل الأكثرية الساحقة. قبل أن تحتدم المواجهات (ضد نظام الشاه) في عامي (1962 و1963م)، شاهدنا هنا آثار وعي وذكاء شباب (قم). أنا لا أنسى, ها هنا، في الشارع المقابل للحرم (حرم السيدة المعصومة) أو في الطرف المقابل للطريق، في شارع (أرك) كان يوجد (كشك) لبيع الصحف, كانوا يعلّقون الصحف هناك، بحيث كنّا نقف لنقرأ عناوينها عند رجوعنا من الدرس.

عندما اضطرّت حكومة الطاغوت للتراجع عن مشروع (جمعيات الأقاليم والولايات) وتمّ إلغاء ذلك المرسوم، رأيت الشباب الذين كانوا يتجمّعون في أطراف شوارع الحرم وفي شارع (ارم) ـ والذين كنت غالباً ما أراهم ولم أكن أتصوّر أبداً أن يكونوا من المهتمّين أو المتابعين للأفكار والقضايا السياسية ـ قد تقدّموا نحونا قائلين: (مبارك لكم نجاح علماء الدين في مواجهة حكومة الطاغوت). الشباب القمّي الذين كانوا في الظاهر فقط حياديين وعلى هامش الأحداث، كانوا يدعون بالبركة لنا ـ نحن، طلاب العلوم الدينية ـ هذا الانتصار، مع أنّه لم تكن بيننا وبينهم أي معرفة.

منذ ذلك الزمان كنت أفكّر وأتساءل: ما هي هذه الروح التي يتحلّى بها الشباب القميّون؟ في تلك الأيام لم يكن هناك طلاب جامعات في (قم).كان الشباب من تلامذة المدارس ـ وحتى من العاطلين عن العمل ـ حسّاسين بهذا الشكل تجاه مسألة الكفاح والنهضة وتحدّي علماء الدّين لحكومة الطاغوت.

فيما بعد، وعندما وقعت أحداث عام (1977م)، هناك أظهرت (قم) وجهها الحقيقي بكل ما للكلمة من معنى، فبدأت (قم) بنفسها، بقيادة حركة الجماهير في الشوارع والتظاهرات في الساحات والتصدّي لمخالب النظام الحديدية والمتوحّشة. نزل شباب (قم) هؤلاء إلى الشوارع وأريقت دماؤهم في الساحات, وبالطبع فإنّ شباب (قم) قد ألحقوا الأذى والخسائر بأزلام النظام الطاغوتي أيضاً. حيّرت فطنة شباب (قم) هذه و(شغبهم) أولئك الأزلام وأرهقتهم. فيما بعد وعندما انتصرت الثورة، كانت (قم) دائماً في الخطوط الأمامية. فكان فيلق (علي بن أبي طالب) من الفيالق الناجحة في الخط الأمامي للدفاع المقدّس. في جميع الامتحانات الكبرى خرج (القميون) مرفوعي الرأس, الشباب كانوا في الخط الأمامي.

أنا أريد منكم يا شباب اليوم، يا من تتحلّون بالإحساس والفكر والشوق والحماس، أن تضعوا نصب أعينكم هذه الشهادة الحافلة بالافتخارات لأجيال الشباب القمّي منذ عدّة عقود وصولاً إلى زماننا هذا.لقد أدّى القميّون دوراً أساساً في الثورة وكذلك في الدفاع المقدّس, بعد انتهاء الحرب ـ وخاصّة بعد رحيل الإمام العظيم وغياب شمسه عنّا ـ كان لشباب (قم) دورٌ أبرز كذلك, هذه نقطة هامة.

الأعداء يخططون لثورة مضادة من داخل قم والشباب القمي يتصدى
لاحظوا, إنّه ومن أواخر العقد الأول للثورة وما بعدها قام أعداء الثورة وجبهة العدوّ، بالتعاون مع خبراء إيرانيين، بوضع سياسة ـ لأن الخبراء غير الإيرانيين لم يكونوا ليلتفتوا إلى هذه النقطة؛ فالذين كان الأعداء يشاورونهم، كانوا إيرانيين ـ وهذه السياسة تقتضي بأن يطلقوا أطروحة الثورة المضادّة من (قم).

فكما أنّ الثورة تفجّرت من قم، أرادوا أن يوجدوا ثورة مضادّة من (قم) أيضاً. (قم) هي حوزة علماء الدين. الحوزة العلمية توجد في الظاهر في(قم)، لكن هذا الجمع الحوزوي منتشرٌ في جميع أنحاء البلاد. طالب العلم الساكن في (قم) هو صاحب نفوذ في مدينته وفي قريته. فهم مجموعون هنا من مختلف أنحاء البلاد. في الأيام التي يرجع فيها طلبة الحوزة إلى منازلهم للعطلة أو لأعمالٍ أخرى، فهذا يعني أنّ الحوزة تنتشر في طول البلاد وعرضها. إذاً، فكل فكر وفكرة وكلّ عزم وإرادة وحركة واتجاه في (قم) له امتدادٌ في الحقيقة إلى كل أنحاء البلاد, لم يكن الأجانب ليفهموا هذه المسألة, لم يكن الأمريكيون ليستطيعوا أن يحلّلوا هذه الحقيقة.

يستطيع إيرانيٌّ، عارف بطبيعة المؤسسة العلمائية أن يفهم هذا. هذا ما علّموهم إياه، لذلك عملوا على تهيئة الأرضية لفتنة في (قم). ولأنّي لا أرغب في ذكر أسماء، سأمرّ على الموضوع دون ذكر أسماء. في عامي 1979 و1980م.، صنع الناس في قم وكذلك في تبريز ملحمة, ليس فقط ملحمة النزول إلى الميدان ولا مجرد رفع القبضات المحكمة، بل ملحمة معنوية، ملحمة الإدراك، ملحمة التحليل الصحيح. بعد رحيل الإمام حصل هذا الأمر في (قم) ولكن بشكل آخر. هنا أيضاً خطّط المخالفون والأعداء ـ خاصّة الأعداء خارج الحدود, فهم الأصل ـ لإيجاد أطروحة ثورة مضادّة في (قم). لو كان القميون غافلين، ولو كان شباب (قم) عاجزين عن التحليل السياسي، لو لم يمتلكوا الوعي اللازم، لوقع العديد من المشكلات والأزمات, هذه هي حقيقة الأمر، هذا بيان لواقع الشباب في (قم).

تكليف الشباب دفع مسيرة البلد إلى مرحلة كمالها
إنّ خطابي بشكل أساس في الكثير من المباحث، ومنها هذا البحث الذي أقدّمه اليوم، موجّه لكم أنتم أيها الشباب, لأنّ العمل لكم، والبلد كذلك لكم. نحن ضيوف لعدّة أيام. وقد انقضى دورنا ونصيبنا وزماننا. من الآن فصاعداً بدأ عهدكم, أنتم من يجب أن يدير هذا البلد, يجب أن توصلوا هذا الاقتدار الوطني والعزّة الوطنية، وفي المستويات المختلفة، إلى مرحلة الكمال، مستفيدين من الانجازات التي حصلت لحد الآن. هذا هو التكليف المتعلّق بكم في التاريخ. فلذلك أخاطبكم أنتم.

من كلمة الإمام الخامنئي في مجاهدي تعبئة البناء بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس 22-09-2010
مرحلة الشباب العابقة بالإيمان والخدمة موضع غبطة الآخرين

نقول بداية بعض الشيء عن رفعة مكانتكم التي تتحلون بها اليوم أيها الشباب الأعزاء، سواء أنتم الحاضرون في هذا المحفل أو عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف من الشباب السائرين في هذا الدرب، لكنهم لم يحضروا اليوم هنا.

وما أريد قوله: يا أعزائي، الكل يغبطكم على شبابكم الذي تقضونه في هذه الفترة من الزمن. هذا الشباب، وأن يعيش الإنسان شبابه هكذا، وينفق فترة شبابه العزيزة الثمينة بهذه الطريقة أمر يبعث على الغبطة.

في أية مشاعر، وأوهام، وأعمال يقضي الشباب في سنكم وفي بلدان مختلفة من العالم حالياً سن شبابهم العزيز القيم؟ في أكثر البلدان تقدماً تعلو غبرة اليأس والكآبة وعدم تحديد الهدف لحياة الشباب الجميلة. الكثير من الشباب لا هدف لهم سوى تحقيق آمال مادية صغيرة وتافهة خاصة بهم. لا يذوقون لذة خدمة الآخرين، ولا ينفقون طاقة الشباب العظيمة النادرة في السبيل اللائق بها. والكثير منهم لا يفتقرون للأهداف السامية وحسب، بل ليس لهم أهدافهم أساساً، ويقضون الحياة يومياً غارقين في الماديات والشهوات العابرة الباعثة على الاكتئاب. لا يفهمون شيئاً عن تلك الروح المعنوية المتلألئة التي يتحلى بها الشاب المتدين المؤمن العاشق للخدمة والمتوجّه نحو أصل الحبّ والجمال والحقيقة. شبابكم موضع غبطة لمثل هؤلاء الناس لو كانت لهم أعين البصيرة.

اعرفوا قدر هذه الفترة وهذا التوجه وهذه الروح والمعنويات. اعرفوا قدر نعمة الخدمة والقدرة على الخدمة التي أهداكم الله تعالى إياها. اشكروا الله واسألوه أن يضاعف لكم هذه الكنوز المعنوية. واعلموا أن أي مجتمع وأي بلد يتمتع بمثل هذا الرصيد العظيم الثمين سيستطيع بلا أي شك الوصول إلى أعلى قمم العزة والعظمة. وهذا هو المصير المحتم لمجتمعكم وشعبكم والسبب في ذلك والمحرك الذي يدفع هذه المسيرة هو هذه الروح التي تتحلون بها.


1- سورة النحل، الآية 125.
2- سورة النحل، الآية 125
3- نهج البلاغة.
4- سورة العنكبوت، الآية 45.
5- سورة آل عمران، الآية 155.

2017-03-08