يتم التحميل...

مواصفات المرشح لموقع الرئاسة

الحكومة الدينية

من خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقائه حشداً من العمّال والناشطين في قطاع الإنتاج من كل أنحاء البلاد_27/04/2013

عدد الزوار: 10

من خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقائه حشداً من العمّال والناشطين في قطاع الإنتاج من كل أنحاء البلاد_27/04/2013

مواصفات المرشح لموقع الرئاسة
قضية الانتخابات قضية مهمة. ساحة الانتخابات ساحة ظهور الاقتدار الوطني في البلد. الشعب الحيّ والنشط والمعتمد علي الإرادة الإلهية والواثق بتعضيد الله وعونه، هذا الشعب سوف ينتصر في كل الساحات والميادين. وكذا الحال في هذه الساحة أيضاً.

قلنا: لتنزل إلي الساحة كل الأذواق والتيارات المختلفة وكل من يشعر بأن لديه المقدرة، وسوف تشارك كتل الشعب الهائلة البالغة عشرات الملايين في الساحة إن شاء الله.

ولكن لا يخطئ الذين يرشّحون أنفسهم في حساباتهم، وليعلموا ما هي إدارة البلاد تنفيذياً. لا يخطئوا في تقييم حاجة البلاد لقوة وسلطة تنفيذية، ولا يخطئوا في تقييم قدراتهم علي حمل هذه الأعباء. إذا كانت لهم تقييماتهم الصحيحة فيخوضوا غمار الساحة، والشعب ينظر وينتخب.

آليّة الانتخابات في بلادنا آلية متينة. اعتراضات البعض هنا وهناك غير منطقية وفي غير محلّها حقاً. وجود مجلس صيانة الدستور في دستور البلاد - والذي شدّد عليه الإمام الخميني مراراً وتكراراً - وجود مبارك بحق. تشخيص مجلس صيانة الدستور تشخيص مجموعة من الأفراد عدول ومحايدين وذوي بصيرة في ما يخصّ الأهليات. هذا شيء مبارك وممدوح بالنسبة لنا ولكل أبناء الشعب. وأبناء الشعب يبحثون ويحققون بين الذين تمّ تأييد أهلياتهم وصلاحيتهم، ويستفسرون من الذين يثقون بهم، وينظرون لسوابق المرشّحين وشعاراتهم وكلامهم وأقوالهم، ثمّ يتخذون قرارهم.

المرشح للانتخابات يجب أن يكون أولاً مؤمناً معتقداً بالله وبهذه الثورة وبدستور البلاد وبهذا الشعب. وثانياً يجب أن يتحلي بروحية مقاومة. لهذا الشعب أهدافه وطموحاته السامية ومشاريعه الكبري، وهو شعب غير مستسلم، ولا أحد بوسعه التحدّث مع هذا الشعب بلغة القوة. الذين يتولون المسؤوليات العليا في السلطة التنفيذية يجب أن يكونوا مقاومين أمام ضغوط الأعداء، فلا يسارعوا إلي الخوف والفزع، ولا يسارعوا لترك الساحة. هذا من الشروط اللازمة. وثالثاً يجب أن يكونوا أفراداً مدبّرين ذوي حكمة. رفعنا في السياسة الخارجية شعارات "العزة والحكمة والمصلحة". وكذا الحال في إدارة البلاد، وفي القضايا والشؤون الداخلية.وكذلك في الشؤون الاقتصادية؛ يجب أن ينظروا للأمور والأعمال من زاوية التخطيط والبرمجة وبحكمة وتدبير وبنظرة طويلة الأمد وشاملة وبهندسة صحيحة للأعمال والمهمات.

التفكير الاقتصادي بطريقة يومية موقتة حالة مضرّة، وتغيير السياسات الاقتصادية بشكل دائم ممارسة مضرّة -إنها مضرّة في كل القطاعات وخصوصاً في المجال الاقتصادي- والاعتماد علي الآراء والقرارات غير الخبروية حالة مضرّة، وانتهاج الأساليب التعضيدية في الاقتصاد المفروضة من قبل الشرق والغرب أيضاً أمر مضرّ. السياسات الاقتصادية يجب أن تكون سياسات اقتصاد مقاوم. والاقتصاد المقاوم يجب أن يكون مقاوماً في بُنيته الداخلية، وبمقدوره أن يصمد ولا يتلاطم بالتغييرات المختلفة في العالم هنا وهناك.

هذه أمور ضرورية ولازمة. رئيس الجمهورية الذي يريد إدارة هذا البلد الكبير والسير في هذا الدرب الزاخر بالمفاخر بمساعدة الناس، يجب أن يتحلي بمثل هذه الخصوصيات. ورابعاً يجب أن يتحلي بالتهذيب الأخلاقي وعدم الخوض في القضايا الجانبية. هذه أمور ضرورية. وقد كانت هذه توصيتي دائماً لكل الحكومات. وتعلمون إنني دعمت دوماً الحكومات ورؤساء الجمهورية طوال هذه الأعوام. وقد أوصيتهم بتوصياتي أيضاً، وفي حالات كثيرة طالبتهم بإيضاحات. ما شدّدتُ عليه هو أن لا يخلقوا للناس تكاليف ومشاكل وهموم وقلق، ولا يسبّبوا لهم التشويش والاضطراب. وطبعاً يجب أن لا يطلقوا وعوداً اعتباطية من دون أساس، ولا يمنّوا الناس أمنيات حالمة غير منطقية. بل يتحركوا بطريقة منطقية ومعقولة ومتطابقة مع الواقع وبالتوكل علي الله تعالي. ويجب أن يكون هذا هو الحال في المستقبل أيضاً إن شاء الله.


 

2017-02-22