يتم التحميل...

موقف الناس من المؤمن المضحي

قصص قرآنية

لكن لننظر ماذا كان رد فعل هؤلاء القوم إزاء المؤمن الطاهر؟

عدد الزوار: 13

لكن لننظر ماذا كان رد فعل هؤلاء القوم إزاء المؤمن الطاهر؟

القرآن لا يصرح بشيء حول ذلك، ولكن يستفاد من طريقة الآيات التالية بأنهم ثاروا عليه وقتلوه.

نعم فان حديثه المثير والباعث على الحماس والمليء بالاستدلالات القوية الدامغة، والملفتات الخاصة والنافذة إلي القلب، ليس لم يكن لها الأثر الايجابي في تلك القلوب السوداء المليئة بالمكر والغرور فحسب، بل إنها على العكس أثارت فيها الحقد والبغضاء وسعرت فيها نار العداوة، بحيث أنهم نهضوا إلي ذلك الرجل الشجاع وقتلوه بمنتهى القسوة والغلظة. وقيل أنهم رموه بالحجارة، وهو يقول: اللهم أهد قومي، حتى قتلوه.

وفي رواية أخرى أنهم وطئوه بأرجلهم حتى مات.

ولقد أوضح القرآن الكريم الحقيقة بعبارة جميلة مختصرة هي ﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ وهذا التعبير ورد في خصوص شهداء طريق الحق في آيات أخرى من القرآن الكريم ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ .
والجدير بالذكر والملاحظة أن هذا التعبير يدلل على أن دخوله الجنة كان مقترنا باستشهاده شهادة هذا الرجل المؤمن، بحيث أن الفاصلة بين الاثنين قليلة إلي درجة أن القرآن المجيد بتعبيره اللطيف ذكر دوله بدلا عن شهادته، فما أقرب طريق الشهداء إلي السعادة الدائمة!!

على كل حال فان روح ذلك المؤمن الطاهر، عرجت إلي السماء إلي جوار رحمة الله وفي نعيم الجنان، وهناك لم تكن له سوى أمنية واحدة ﴿..قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ .

يا ليت قومي يعلمون بأي شيء ﴿بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ.

وفي حديث عن الرسول (صلى الله عليه وآله) فيما يخص هذا المؤمن "انه نصح لهم في حياته وبعد موته".

وعلى كل حال فقد كان هذا مآل هذا الرجل المؤمن المجاهد الصادق الذي أدى رسالته ولم يقصر في حماية الرسل الإلهيين, وأرتشف في النهاية كأس الشهادة، وقفل راجعا إلي جوار رحمة ربه الكريم.

نهاية عمل أنبياء ثلاثة:
مع أن القرآن الكريم لم يورد شيئا في ما انتهى إليه عمل هؤلاء الثلاثة من الرسل الين بعثوا إلي هؤلاء القوم, لكن جمعا من المفسرين ذكروا أن هؤلاء قتلوا الرسل أيضا إضافة إلي قتلهم ذلك الرجل المؤمن, وفي حال أن البعض الآخر يصرح بان هذا الرجل الصالح شاغل هؤلاء القوم بحديثه وبشهادته لكي يتسنى لهؤلاء الرسل التخلص ممل حيك ضدهم من المؤامرات والانتقال إلي مكان أكثر أمنا.

عاقبة القوم الظالمين:
رأينا كيف أصر أهالي مدينة أنطاكية على مخالفة الإلهيين والآن لننظر ماذا كانت نتيجة عملهم ؟

القرآن الكريم يقول في هذا الخصوص: ﴿ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ.

فلسنا بحاجة إلي تلك الأمور وأساسا فأنه ليس من سنتنا لأهلاك قوم ظالمين أن نستخدم جنود من السماء لان إشارة واحدة كانت كافية للقضاء عليهم جميعا وإرسالهم إلي ديار العدم والفناء، إشارة واحدة كانت كافية لتبديل عوامل حياتهم ومعيشتهم إلي عوامل موت وفناء وفي لحظة خاطفة تقلب حياتهم عاليها سافلها.

ثم يضيف تعالى ﴿ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ...

هل أن تلك الصيحة كانت صدى صاعقة نزلت من الغيوم على الأرض وهزت كل شيء ودمرت كل عمران موجود وجعلت القوم من شدة الخوف والوحشة يستسلمون للموت ؟ أو إنها كانت صيحة ناتجة عن زلزلة خرجت من قلب الأرض فضجت في الفضاء بحيث أن موج انفجارها اهلك الجميع.

أيا كانت فإنها لم تكن سوى صيحة لم تتجاوز اللحظة الخاطفة في وقوعها، صيحة أسكتت جميع الصيحات، هزة أوقفت كل شيء عن التحرك وهكذا قدرة الله سبحانه وتعالى، وهكذا هو مصير قوم ضالين لا ينفع فيهم.

2016-04-13