يتم التحميل...

الدعاء يبعث عليه العقل

في الدعاء والزيارة

العقل لان دفع الضرر عن النفس مع القدرة عليه والتمكن منه واجب وحصول الضرر ضروري الوقوع لكل انسان في دار الدنيا إذ كل انسان لا ينفك عما يشوش نفسه ويشغل عقله ويضر به اما من داخل كحصول عارض يغشى مزاجه،

عدد الزوار: 30

العقل لان دفع الضرر عن النفس مع القدرة عليه والتمكن منه واجب وحصول الضرر ضروري الوقوع لكل انسان في دار الدنيا إذ كل انسان لا ينفك عما يشوش نفسه ويشغل عقله ويضر به اما من داخل كحصول عارض يغشى مزاجه، أو من خارج كأذية ظالم، أو مكروه يناله من خليط أو جار ولو خلا من الكل بالفعل فالعقل يجوز وقوعه فيها واعتلاقه بها.

كيف لا؟ وهو في دار الحوادث التي لا تستقر على حال ففجايعها لا ينفك عنها آدمي اما بالفعل أو بالقوة فضررها اما حاصل واقع أو متوقع الحصول وكلاهما يجب ازالته مع القدرة عليه والدعا محصل لذلك وهو مقدور فيجب المصير إليه وقد نبه أمير المؤمنين وسيد الوصيين صلوات الله عليه وآله على هذا المعنى حيث قال: ما من أحد ابتلى وان عظمت بلواه بأحق بالدعا من المعافى الذي لا يأمن من البلاء فقد ظهر من هذا الحديث احتياج كل أحد إلى الدعا معافا ومبتلى، وفايدته رفع البلاء الحاصل ودفع السوء النازل أو جلب نفع مقصود أو تقرير خير موجود ودوامه ومنعه من الزوال لأنهم عليهم السلام وصفوه بكونه سلاحا، والسلاح مما يستجلب (يجلب) به النفع ويستدفع به الضرر وسموه أيضا ترسا والترس: جنة يتوقى بها من المكاره.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "الا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: تدعون ربكم بالليل والنهار فان سلاح المؤمن الدعا".

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: "الدعا ترس المؤمن ومتى تكثر قرع الباب يفتح لك".

وقال الصادق عليه السلام: الدعا انفذ من السنان الحديد. وقال الكاظم عليه السلام: ان الدعا يرد ما قدر وما لم يقدر قال: قلت: وما قد قدر فقد عرفته فما لم يقدر؟ حتى لا يكون. وقال عليه السلام: عليكم بالدعا فان الدعا والطلب إلى الله تعالى يرد البلاء وقد قدر وقضى فلم يبق الا امضائه فإذا دعى الله وسئل صرفه صرفه.

وروى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: الا أدلكم على شئ لم يستثن فيه رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قلت: بلى قال: الدعا يرد القضا وقد ابرم ابراما وضم أصابعه.
وعن سيد العابدين عليه السلام ان الدعا والبلاء ليتوافقان إلى يوم القيمة ان الدعا ليرد البلاء وقد ابرم ابراما.
وعنه عليه السلام الدعا يرد البلاء النازل وما لم ينزل فقد صح بهذه الأحاديث وما في معناها وهو كثير لم نورده حذر الإطالة _ظن دفع الضرر بل علمه للقطع بصحة خبر الصادق (الصادقين)1.


 1_كتاب عدّة الداعي/ ابن فهد الحلي_/ 12_13.

2015-04-01