يتم التحميل...

أهمية الزيارة وآدابها

في الدعاء والزيارة

لقد تعرّفنا على مشروعيّة زيارة القبور، وخصوصاً أفضلها، أي زيارة المشاهد المشرّفة للأنبياء العظام عليهم السلام والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الطاهرين عليهم السلام. وبقي أن نشير إلى أهمّية هذه الزيارات من جهات عدّة ومنها أنّها:

عدد الزوار: 15

 أهمّية زيارة آل البيت عليهم السلام

لقد تعرّفنا على مشروعيّة زيارة القبور، وخصوصاً أفضلها، أي زيارة المشاهد المشرّفة للأنبياء العظام عليهم السلام والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الطاهرين عليهم السلام. وبقي أن نشير إلى أهمّية هذه الزيارات من جهات عدّة ومنها أنّها:
 
1- تمثِّلُ العلاقة الرُّوحية مع المعصوم: فالزيارة تمثّل تجسيداً عملياً وروحياً للرابطة بين الإنسان المؤمن والمعصومين عليهم السلام، حيث يعتقد الزائر أنَّه يرد على بيت الإمام الذي هو من بيوت الله التي ﴿أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ1، وأنّه يتحدّث في هذه الزِّيارة مع الإمام الذي يسمع كلامه ويفهمه ويردّ جوابه. ونجد في الاستئذان للدخول إلى مشاهدهم ما يعبّر عن هذه الحقيقة: "اللّهمّ، إنّي وقفت على باب من أبواب بيوت نبيّك صلواتك عليه وآله... اللّهمّ، إنّي أعتقدُ حرمةَ صاحب هذا المشهد الشريف في غيبته، كما أعتقدها في حضرته، وأعلم أنّ رسولك وخلفاءك عليه السلام أحياء عندك يرزقون، يرون مقامي ويسمعون كلامي ويردّون سلامي، وأنّك حجبت عن سمعي كلامهم، وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم"2.

2- تتضمّن أبعاداً عقائدية وتوحيدية: فالزيارات المنقولة تشتمل على مضامين مشتركة لها أبعاد عقائدية توحيدية إسلاميّة وروحية، مثل التكبير مئة مرة، والشهادتين، وكذلك السلام على الأئمّة الأطهار عليهم السلام وعدّهم واحداً بعد آخر، وغير ذلك من مراسيم الشكر للّه تعالى على التوفيق والحمد والتقديس. وهي تمثّل دروساً عقائديّة وأخلاقيّة وروحيّة مباشرة. وعلى سبيل المثال، ما رواه يونس الكناسي عن الإمام الصَّادق عليه السلام في زيارة الإمام الحسين عليه السلام: "إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام فأتِ الفرات، واغتسل بحيال قبره وتوجّه إليه وعليك السكينة والوقار حتّى تدخل إلى القبر من الجانب الشرقي، وقل حين تدخله: "السلام على ملائكة الله المنزلين، السلام على ملائكة الله المردفين، السلام على ملائكة الله المسومين، السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحرم مقيمون" فإذا استقبلت قبر الحسين عليه السلام، فقل: "السلام على رسول الله، السلام على أمين الله على رسله وعزائم أمره والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كلّه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته" ثمّ تقول: "اللهمّ، صلّ على أمير المؤمنين، عبدك وأخي رسولك الذي انتجبته بعلمك وجعلته هادياً لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديّان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كلّه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته... اللهمّ، صلّ على الحسن بن علي عبدك وابن الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هادياً لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديّان الدين بعدلك وفصل قضائك بين خلقك والمهيمن على ذلك كلّه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته". ثمّ تصلّي على الحسين وسائر الأئمّة عليهم السلام كما صلّيت وسلّمت على الحسن عليه السلام ثمّ تأتي قبر الحسين عليه السلام فتقول: "السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، صلّى الله عليك يا أبا عبد الله، أشهد أنّك قد بلّغت عن الله عزّ وجلّ ما أمرت به، ولم تخشَ أحداً غيره، وجاهدت في سبيله، وعبدته صادقاً حتى أتاك اليقين..."3.
 
3- إحياء لذكرهم: وهو من الأمور الثابتة في اعتقادنا، لأنّ في إحياء ذكر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام إحياء لشعائر الدين وعقائده، وبه تسمو الروح لارتباطه بتلك القمم الشامخة في عالم السير والسلوك، فهم القدوة والأسوة، حيث يقول تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا4. وعن الباقر عليه السلام: "أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا"5.


1- سورة النور، الآية 36.
2- الشيخ الكفعمي، المصباح، ص473.
3- الشيخ الكليني، الكافي، ج4، ص573.
4- سورة الأحزاب، الآية 21.
5- الشيخ الطوسي، الأمالي، ص135.

2015-02-02