يتم التحميل...

المفاوضات والسلام المزعوم

يوم القدس العالمي

هل يمكن انتظار العدالة والإنصاف من هؤلاء الصهاينة،إنهم بسطاء من يظنون أنه بالإمكان الحوار مع هذا الكيان، إن أي محادثات مع العدو هي بمثابة إخلاء الميدان ليتقدم ويتمركز فيه. بالأمس كانوا يطالبون بإجراء محادثات واليوم أصبحوا يطالبون بالمسجد الأقصى أيضاً.

عدد الزوار: 14

1- الحوار مع العدو إخلاء للميدان
هل يمكن انتظار العدالة والإنصاف من هؤلاء الصهاينة،إنهم بسطاء من يظنون أنه بالإمكان الحوار مع هذا الكيان، إن أي محادثات مع العدو هي بمثابة إخلاء الميدان ليتقدم ويتمركز فيه. بالأمس كانوا يطالبون بإجراء محادثات واليوم أصبحوا يطالبون بالمسجد الأقصى أيضاً. فحين يجهل السياسي كيفية التعامل مع هذا الكيان الغاصب ويخضع لضغوط أمريكا والأجهزة الصهيونية الرأسمالية والمتسلطة في العالم،لا بل وأن تكون النتيجة على هذا النحو. من أثار الشعب لاتخاذ دوره في المواجهة،فقبل ثلاثة أسابيع استفز مشاعر الشعب وأثار غضبهم دخول عنصر صهيوني قذر وبغيض إلى داخل المسجد الأقصى.

فلو أن الزعماء الذين يدعون أنهم قادة القضية الفلسطينية أو أن حكام العرب اعترضوا آنذاك على تلك الزيارة... لشعر الشعب أن هناك من يقول كلمتهم ويشعر بمشاعرهم وقد لا تؤول الأمور إلى ما آلت إليه. ولكن الشعب رأى أنّ من الواجب خوض المواجهة بنفسه ثلاثة أسابيع حتى الآن وشعلة المقاومة مستعرة في أنحاء فلسطين.

ولقد قلت لشباب فلسطين، اعلموا أن جيلاً جديداً قد استيقظ، وجيلاً جديداً قد دخل المعركة، ولن يمكنهم إسكاته وإطفاء ثورته من خلال كل هذه الأساليب.

قد يستطيعون قتل وذبح بعض الشبان المظلومين، ولكن دماءهم ستروي شجرة ا لثورة ا لفلسطينية.

ولن تحل الأمور كما ترغب ا لقوى الاستكبارية الأمريكية وصنيعتها ا لكيان الصهيوني، فالمشكلة غير قابلة للحل.

لأن جوهر المشكلة هو أن شعبا طرد من أرضه ووطنه، أما البقية الباقية فيحكمها حفنة من الأجانب الذين جلبوهم إلى هذه الأرض.

فهل يمكن لهذا الشعب الرضوخ والصمت ! إن القوى الاستكبارية تشعر بالغيظ من إيران الإسلامية لأن إيران ترفض معاهدة الصلح مع الكيان الصهيوني نعم، نحن نرفض الصلح ولكن اعلموا حتى لو أن إيران الإسلام ترفض الصلح، ولا أحد من دول وشعوب العالم يدعم الحق الفلسطيني.

فإنها لفكرة ساذجة أن تتصوروا أن بإمكانكم أن تمحوا وجود أمة من صفحة التاريخ وتأتوا بشعب مزيف يحتل موطنهم لأن شعب فلسطين شعب ذو تراث وأصالة وحضارة، إن هذا الشعب يعيش منذ آلاف السنين على هذه الأرض فهل يصح أن تأتوا لتطردوا هذا الشعب من أرضه ووطنه وتراثه لتأتوا بحفنة من المهاجرين المرتزقة والمأجورين من دول مختلفة لتجعلوا منهم شعبا مزيفاً.

وها أنتم تمارسون ضده القتل والتشريد منذ زمن فهل تظنون أن هذه الأساليب ستحميكم. كما أنها لم تحمكم في السابق وهذا ما تبرهن عليه أحداث اليوم 1.

2- الصهيونية والسلام المزعوم

ولكن بين كل هذه النتائج التي جرت علينا خلال القرن الفائت ثمة محاسن أيضا شهدها هذا القرن،لكنها ليست موضوع بحثنا ومن أقبح القبائح هي مسألة فلسطين،لماذا ؟.. لأن فيها شعباً أخرج من دياره ووطنه وأرجو من الشبان الذين لا يعرفون الكثير عن قضية فلسطين التأمل في هذه الكلمات والتمعن فيها،فثمة شعب أخرج من دياره ووطنه، وتمت لملمة مجموعات من البشر من أطراف العالم وأسكنوهم في ذلك البلد بدل ذاك الشعب.

لماذا ؟.. لأن المجموعات التي تم لملمتها من أطراف العالم هم أبناء قوم واحد قوم إسرائيل،قوم يهودي يعني حركة عنصرية قبيحة. لو أن هذه القضية جرت في أية بقعة هن العالم حتى وان كانت ذات أبعاد أصغر وأضيق لبعثت على الخزي والعار. من الذي ارتكب هذه المؤامرة ؟.. في الحقيقة ارتكبها الإنكليز ومن ثم الأمريكيون،هؤلاء مرتكبوها،وطبعاً هناك البعض اليوم يحاولون الإيحاء بأن لا جدوى من العبث في قضية فلسطين لأنها قضية باتت منتهية وأنا أقول لهؤلاء إن قضية فلسطين لا يمكن أن تنتهي بأي شكل من الأشكال يعني ليس الوضع كما تتصورون أن يبقى الفلسطينيون أصحاب الأرض وأبناؤهم إلى الأبد خارج بلدهم،أو حتى إن كانوا في الداخل يعتبرون أقلية مقهورة. ويبقى الغرباء الغاصبون يعيشون في أرضهم. ففلسطين ستعود إلى شعبها وقضية هذا البلد ليست بمنتهية ومن يتصور ذلك فهو على خطأ، طبعاً لعبة الصهاينة اليوم ومن يدعمهم وعلى رأسهم وأهمهم الإدارة الأمريكية،لعبتهم في استخدام كلمة السلام الجميلة شاركوا في السلام،لم لا تشاركون ؟أجل، السلام شيء عظيم،ولكن السلام أين، ومع من ؟ يأتي أحد ويداهم منزلك بالقوة بعد أن يخلع الباب وينهال عليك بالضرب وعلى عيالك وأولادك بالإهانة ويحتل غرفتين ونصف من أصل ثلاث غرف في المنزل ويقول لك لماذا تشتكيني عند هذا وذاك دون فائدة، ولماذا تقاتلني وتنازعني؟ تعال لنعقد سلاماً.

هل يعتبر هذا سلاماً ؟السلام هو في أن تخرج من البيت وإذا ما تنازعنا بعد ذلك فليأتوا ويصالحوا بيننا،انك تجلس في بيتي وقد ارتكبت ما ارتكبت من جرائم كثيرة وإذا ما سنحت لك الفرصة الآن لن تتوانى على ارتكاب المزيد، فالكيان الصهيوني إلى يومنا هذا يواصل اعتداءاته ضد جنوب لبنان بشكل يومي تقريباً،وليس ضد المقاومين اللبنانيين بل ضد القرى والمدارس اللبنانية. فقبل أيام شن الكيان الصهيوني هجوهاً على مدرسة لبنانية مما أدى إلى مقتل عدد من الأولاد الذين لم يرتكبوا ذنباً ولم يحملوا سلاحاً إن المسألة مسألة طبيعية هذا الكيان العدوانية.

 عندما اجتاح الصهاينة لبنان لم يكن أحد في دير ياسين وغيرها من المناطق التي ارتكبوا فيها المجازر قد أثار حفيظتهم،على الأقل أولئك الذين راحوا ضحية المجازر نعم كان هناك عدد من الشباب العرب الغيارى يخوضون مواجهة يومذاك ضد الصهاينة الذين سلبوهم أرضهم وديارهم ومازالوا يواصلون الاعتداءات ضدهم ولكن أولئك الذين كانوا يزحفون تحت ظلم الصهاينة وأخرجوا من مزارعهم وقراهم بعد ارتكاب المجازر بحقهم لم يكن لهم أي ذنب،هذه ماهية هذا الكيان الصهيوني الذي قام على أساس العنف والتعسف والبطش وهكذا استمر ولم يكن ليستمر بغير ذلك ولن يستمر بعد الآن أتدعوننا لإبرام سلام مع كيان كهذا ؟، أي سلام ؟ إذا ما اقتنعوا بحقهم،يعني أن يتركوا البيت أي فلسطين لأصحابها ويرحلوا في حال سبيلهم.أو أن يستأذنوا الحكومة الفلسطينية بالبقاء كلهم أو بعضهم في هذا البلد،وإن وافقت فلا أحد سيدخل في حرب معم.

ان الحرب كانت لأن هؤلاء قد دخلوا غصبا وعنوة ديارا ليست لهم وطردوا أهلها،وها هم يمارسون الظلم بحقهم، لا بل بحق كل دول المنطقة ويشكلون تهديدا لها.

 لذا فالسلام الذي يتحاثون عنه اليوم ليس سوى مقدمة لعدوان آخر. إذا ما اعتُمد السلام فذاك يعني مقدمة علّهم يستطيعون بعدها شن عدوان حديد بشكل أو بآخر،وهذا ما سأتناوله من الأمور التي تطرح اليوم وتهدفا إلى جعل قضية فلسطين في خبر كان وتحول دون طرحها في أوساط الرأي العام للأمة الإسلامية، وسأتناول أيضاً مسألة المفاوضات التي تسمى بمفاوضات السلام والتي تجري بين مجموعة من الفلسطينيين أي...

وزمرته وبين الكيان الصهيوني، حيث يجري الحديث عن مساومة وحكومة فلسطينية وما إلى ذلك الحكم الذاتي لفلسطيني وما شابه وهذا أيضاً يندرج في إطار تلك الخدع البشعة وفي إطار ألاعيب الإسرائيليين القبيحة التي وللأسف إن عدداً من المسلمين وعدداً من الفلسطينيين أنفسهم وقعوا فيها.

من الأحاديث التي يطرحونها اليوم هو الحديث عن المساومة بين هذه الجماعات والقادة الإسرائيليين، وذلك يعتبر من أبشع الخدع لماذا؟.. لأن هذه المفاوضات أخر مفاوضات عقدوها والتي أسموها بـ(واي ريفر2 ).

لو سلمنا جدلا أن الإسرائيليين قد نفذوا كل التعهدات التي أخذوها على أنفسهم. فإن ما ستحصل عليه تلك المجموعة الفلسطينية البائسة ليس أكثر من أربعة بالمائة. يعني فلسطين التي هي ملك للفلسطينيين وبكامل أراضيا ملك للشعب الفلسطيني وحق لهم يمنحون أربعة بالمائة منها لمجموعة. ويا لها من مجموعة وهذه الأربعة بالمائة ليست في مكان واحد ربما كانت متفرقة على عشر نقاط وأولئك الذين قيل لهم تعالوا وشكلوا حكومة هناك. أقصد أصحاب الوجوه المسودة وحاشيتهم لم يسمحوا لم بالعمل مثل أ ي حكومة أخرى بأي شكل من الأشكال طلبوا أن يأتوا ويحولوا دون قيام فلسطيني المنطقة بأي عمل معاد للحكومة الإسرائيلية.

يعني أنهم منحوا هؤلاء منطقة محدودة صغيرة متفرقة غير قابلة للإدارة على اعتبار أنها وطن وما على هؤلاء أن يقدموه مقابل ذلك هو أن يقوموا بما تقوم به أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى جانب الأجهزة الأمنية الفاعلة الآن ضد الفلسطينيين الثوريين داخل الأراضي المحتلة وهل من خيانة أعظم من هذه 2؟

3- جرائم الصهاينة وحقوق الإنسان المدعاة

منذ أن جاء الصهاينة شرعوا بالجريمة والبطش ولا نتوقع سوى هذا من الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين. وما زالوا مستمرين على هذا النهج،وما داموا هناك فلن يصدر عنهم سوى الشر والفساد.

وينبغي على جميع الشعوب الإسلامية في كل العالم أن لا ينسوا الشعب الفلسطيني،وأن يضعوا نصب أعينهم الشعب الفلسطيني، ولا يغفلوا عنه،ولا يصح للمسلمين التغافل عن مصير شعب مسلم وينبغي على الحكومات الإسلامية أن تهيئ الإمكانيات اللازمة لهذا الشعب للدفاع عن نفسه.

وكذلك ينبغي على الدول الإسلامية أن تمارس الضغوطات على جميع الدول الداعمة لمصالح الكيان الصهيوني في العالم، على المستويات السياسية بكل أشكالها سواء في العلاقات الثنائية أو في المحافل الدولية أو المحافل العامة وحتى على مستوى المباحثات الخاصة، وهم قادرون على ذلك.

وإضافة إلى هذا ينبغي تقديم الدعم، فحينما لا يكف المعتدي الغاصب عن ارتكاب الجرائم ينبغي على الأقل تقديم العون للشعب الفلسطيني باعتباره صاحب الحق من أجل الدفاع عن نفسه. وهذا ما ينبغي على الدول الإسلامية القيام به. أما بالنسبة للدول غير الإسلامية، وخاصة دول أوروبا فعليهم أن ينظروا إلى الجرائم التي ترتكب بحق الشعب أجمع وبحق الرجال والشيوخ والنساء والشباب، والأطفال والرضع أيضاً،كل هذه الجرائم تحدث على مرأى منهم فكيف يمكنهم التزام الصمت عن كل هذا ؟ وكيف يمكنهم رغم وجود كل هذا الظلم من تقديم الدعم والعون للكيان الصهيوني الغاشم ؟

أولاً: يدعون أنهم يدعمون ويحافظون على حقوق الإنسان ؟ فإن لم يكن ما يدعونه كذباً أو خداعاً أو لعباً سياسية وان لم يكن ما يدعونه أساليب لخداع الشعوب، فإن هذه الوقائع أرضية لاختبارهم، حيث أن حقوق الإنسان تنتهك هناك. فليتخذوا شجباً أو موقفاً يستنكرون من خلاله الاعتداءات الصهيونية أو ليعمدوا إلى الضغوط على الكيان الصهيوني كما يفعلون، فحينما يقاضى عدة من المجرمين اليهود بتهمة التجسس في بلد ما، نراهم يعبَّئون كل طاقاتهم للاستنكار والتدخل في الوقت الذي يطبق فيه القانون ويقاضى المجرم، فلماذا لا يتدخلون في فلسطين والحال أن شعباً يسحق ويظلم هناك.

إنه العار الذي يعم دول أوروبا وغيرها التي تخضع لأدوات صهيونية وشركات ورأسمال صهيوني،إنه العار لهم.

أما بالنسبة لأمريكا فلن أقول شيئاً،ولا نتوقع منها شيئاً ولا يمكنكم الإتيان بشيء،لأن الحكومة الأمريكية في قبضة الصهاينة.


1- خطاب للقائد حول التعبئة وفلسطين .
2- خطاب يوم القدس العالمي 1420هـ .

2014-07-25