يتم التحميل...

الصدِّيقة في القرآن الكريم

نساء خالدات

أطلق القرآن الكريم وصف الصدِّيقة على السيّدة مريم بنت عمران عليها السلام، قال الله تعالى: مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ.

عدد الزوار: 55
 

أطلق القرآن الكريم وصف الصدِّيقة على السيّدة مريم بنت عمران عليها السلام، قال الله تعالى:  ﴿مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ1.

إنّ وصف السيّدة الجليلة مريم عليها السلام بالصدّيقة يعني، بحسب ما تقدّم، أنّها واعية لحركة قافلة البشريّة في تاريخها ومستقبلها، وأنّ عملها متوافق مع هذا الوعي والإيمان.

والبارز في عمل السيّدة مريم عليها السلام هو تضحيتها الكبيرة بحملها الإعجازيّ بنبيّ الله عيسى عليه السلام، رغم التداعيات الحسّاسّة التي تعرّضت لها عليها السلام في طعنها بأشرف ما يهمّ قدّيسة مثلها، لكن ما يهوِّن الأمر عليها هو اعتقادها وإيمانها ووعيها بقافلة الإنسانيّة التي سيكون فيها ولدها النبيّ عليه السلام وزيرًا للإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف في إقامة الحكومة الإلهيّة العالميّة التي هي هدف الأنبياء والمرسلين والأوصياء والأولياء عبر التاريخ.

أترى، هل إنّ ما أسكن نفسها هو ما حدّثتها الملائكة بشخص الملك جبرئيل أنّ ولدها المسيح عليه السلام سيكون له ذلك الدور العظيم في الحكومة الإلهيّة العالميّة؟ وهذا ما يتواءم مع كونه وجيهًا في الدنيا كما في قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ2.

أتُرى، هل تتواءم البشارة مع الموقف الصعب الذي ستواجهه السيّدة مريم عليها السلام أمام قومها حينما يسألونها عن ولدها، وهي من دون زوج؟

أو أنّ البشارة تتواءم مع المستقبل الآتي الذي سيكون فيه ولدها وجيهًا في الدنيا لمساهمته في تحقيق الحكومة الإلهيّة، وبالتالي يكون وجيهًا في الآخرة أيضاً؟

* كتاب قافلة البشرية، سماحة الشيخ أكرم بركات.


1- سورة المائدة، الآية 75.
2- سورة آل عمران، الآية 45.

2014-02-25