يتم التحميل...

بماذا نقلِّد؟

التقليد وأحكامه

بعد أن تعرَّفنا على شروط من يجب عليه التقليد نُجيب عن سؤالٍ مفاده: ما هي الأمور التي يجب على المكلَّف غير المجتهد وغير المحتاط أن يقلِّد فيها؟

عدد الزوار: 30

بعد أن تعرَّفنا على شروط من يجب عليه التقليد نُجيب عن سؤالٍ مفاده: ما هي الأمور التي يجب على المكلَّف غير المجتهد وغير المحتاط أن يقلِّد فيها؟

والجواب: هناك ثلاث دوائر لا يجب التقليد في اثنتين منها ويجب في الثالثة وهي:

الدائرة(1): أصول الدين

فقد مرَّ الكلام في عدم جواز التقليد في أصول العقيدة، بل يجب فيها النظر والتحقيق للوصول إلى الحقيقة.

يقول المرحوم الشيخ محمّد رضا المظفّر في "عقائد الإماميّة": "إنّ الذي نعتقده أنّ عقولَنا هي التي فرضَتْ علينا النظرَ في الخَلْق ومعرفةَ خالقِ الكون، كما فرضَتْ علينا النظرَ في دعوى من يدَّعي النبوَّةَ وفي معجزته، ولا يصِحُّ عندها تقليدُ الغير في ذلك مهما كان ذلك الغير منزلة وخطراً"1.

الدائرة (2): الضرورات

هناك أفعال واضحة الحكم عند المكلَّفين كالصلاة والصوم والحجّ، فوجوبها ضروريّ عند المسلمين دون أدنى شكّ وشبهة، فمثل هذه الأفعال لا يجب فيها التقليد فضلاً عن الاجتهاد.

من هنا اعتاد الفقهاء في رسائلهم العمليّة أن يستثنوا الضروريّات من وجوب التقليد لغير المجتهد والمحتاط.

يقول الإمام الخمينيّ قدس سره في تحرير الوسيلة: "اعلم أنّه يجب على كلّ مكلّف غير بالغ مرتبة الاجتهاد في غير الضرورات من عباداته ومعاملاته، ولو في المستحبّات والمباحات، أن يكون إمّا مقلداً أو محتاطاً..."2.

الدائرة (3): الفروع غير الضروريّة

فمن خلال عبارة الإمام الراحل قدس سره المتقدّمة نفهم أنّ دائرة وجوب التقليد، لغير المجتهد والمحتاط بعد استثناء أصول الدين والضرورات، تشمل كلّ الأفعال بما يعمّ الأحكام التكليفيّة الخمسة: الوجوب والحرمة والكراهة والاستحباب والإباحة.

* لماذا نقلد؟ الشيخ أكرم بركات.


1- تحقيق الطريحي، ص432 532.
2- ج1، ص7.

2013-08-28