يتم التحميل...

ما معنى التقليد؟

التقليد وأحكامه

وقد سمعنا كثيراً ما ورد عن الإمام الحسين عليه السلام "خُطَّ الموت على ولد آدم مخطَّ القلادة على جيد الفتاة"2 أي على عنقها. لذا يُقال قلَّدته قلادةً أي جعلتها في عنقه.

عدد الزوار: 34

التقليد في اللغة

التقليد، لغةً
 يأتي من معنى القلادة، وهي التي تعلَّق في العنق1.

وقد سمعنا كثيراً ما ورد عن الإمام الحسين عليه السلام "خُطَّ الموت على ولد آدم مخطَّ القلادة على جيد الفتاة"2 أي على عنقها. لذا يُقال قلَّدته قلادةً أي جعلتها في عنقه.

وقد تكون عمليّة التقليد وجعل القلادة في العنق ماديّة ملموسة، كما يُقال: قلَّده الوسامَ الوطنيَّ حينما يجعل الوسام في عنقه. وقد تكون عمليّة التقليد معنويّة يراد منها إلزام الغير وجعل الشيء في ذمَّته، كما نقول لمن يذهب لزيارة الأماكن المطهَّرة: "قلّدتك الدعاء والزيارة" أي جعلتهما في ذمّتك، كما تُجعل القلادة في الرقبة، وهذا كناية عن الإلزام. وفي هذا المعنى ورد حديث الخلافة، فقلَّدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً عليه السلام أي ألزمه بها، أي جعلها في رقبته وولّاه أمرها3.

التقليد في العقيدة
وبهذا المعنى اصطلح أهل العلم على قبول قول الغير من غير دليل بـ "التقليد"، سمِّي بذلك لأنّ المقلِّد في أمور العقيدة، يجعل ما يعتقده من قول الغير، من حق أو باطل، قلادةً في عنق من قلَّده.

وقد ذمَّ القرآن الكريم المقلِّدين لآبائهم في العقيدة فقال تعالى: ﴿قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً4.

التقليد في الفقه
وبالمعنى اللّغوي السابق استُعمل لفظ التقليد في الفقه الإسلاميّ، فالمكلّف حينما يتبع المجتهد في فتاواه، فهو يعمل على ذمّته وكأنّه وضع القلادة في رقبة مرجع التقليد كتعبير رمزيّ عن تحميله المسؤوليّة يوم القيامة، فالمكلّف، حينما يقلِّد تقليداً صحيحاً، فهو لا يُسأل يوم القيامة عن تفاصيل أعماله التي عملها على ذمّة مرجع التقليد، بل المسؤول في ذلك هو المرجع نفسه.

وبهذا المعنى عرَّف الإمام الخمينيّ قدس سره التقليد في تحرير الوسيلة بقوله: "التقليد هو العمل مستنداً إلى فتوى فقيه معيّن"5.

ولمعنى التقليد الاصطلاحيّ تتمّة في ما يأتي تحت عنوان: "كيف نقلّد؟". وقبل ذلك نجيب عن تساؤل يتعلّق بأصل التقليد، ألا وهو لماذا نقلّد؟ فهلُمَّ بنا إليه.

* لماذا نقلد؟ الشيخ أكرم بركات.


1- الطريحي، مجمع البحرين، ج3، ص231.
2- القزويني، الوثائق الرسمية، ص77.
3- الطريحي، مجمع البحرين، ج3، ص231.
4- البقرة، الآية/071.
5- تحرير الوسيلة، ج1، ص3.
2013-08-28