يتم التحميل...

الأسرة والأبناء

ولادة الإمام الخميني(قده)

اقترن سماحة الإمام الخميني (قدس سره) عام 1929م بكريمة المرحوم آية الله الحاج ميرزا محمد الثقفي الطهراني. وكانت ثمرة هذا الاقتران ثمانية أبناء هم: الشهيد آية الله السيد مصطفى الخميني

عدد الزوار: 37

اقترن سماحة الإمام الخميني (قدس سره) عام 1929م بكريمة المرحوم آية الله الحاج ميرزا محمد الثقفي الطهراني. وكانت ثمرة هذا الاقتران ثمانية أبناء هم: الشهيد آية الله السيد مصطفى الخميني، وابن اسمه علي توفي في سن الرابعة، والسيّدة صديقة مصطفوي عقيلة المرحوم آية الله اشراقي، والسيّدة فريدة مصطفوي عقيلة السيد الاعرابي، والسيدة فهيمة -زهراء – مصطفوي عقيلة الدكتور السيد البروجردي، وبنت اسمها سعيدة توفيت ولها من العمر سبعة شهور، والمرحوم حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الخميني، وبنت اسمها لطيفة توفيت وهي طفلة.

ومع أن سماحة الإمام (قدس سره) كان يعتمد طوال حياته السياسية وجهاده على الله، ويتوكّل عليه فحسب، ويستمد العون منه وحده، ويواصل خطواته بوحي من ثقته بإيمانه، إلاّ أن الدور الفعّال والمؤثّر لولده السيد مصطفى إلى جواره طوال مراحل النهضة الإسلامية، لم يكن خافياً على أحد. ونظراً لهذا الدور الذي كان يضطلع به السيد مصطفى في تنظيم طاقات الثورة، وجمع الأخبار والمعلومات اللازمة، وإيصال نداءات قائد الثورة، السرية إلى الآيات العظام والعلماء وزعماء الفصائل السياسية، وإيجاد قنوات الاتصال مع العناصر الثورية، ألقت عناصر نظام الشاه القبض عليه وأودع السجن. ثم تمّ نفيه بعد إطلاق سراحه، كوالده الكبير إلى تركيا ومن ثم إلى العراق. ولا شك أن الذي مهّد الطريق لاستشهاده عام 1978 لم يكن غير دوره الفاعل في النهضة الإسلامية ومواصلتها.

ومن تلك اللحظة التي استشهد فيها، ألقت المشيئة الإلهية المسؤولية التي كانت ملقاة حتى ذلك التاريخ على عاتق السيد مصطفى الخميني، على كاهل شاب لا يقل عن أخيه حنكة وتدبيراً، ألا وهو السيد أحمد الخميني.

ورغم أن السيد أحمد كان يبدو قبل هذه الحادثة المؤلمة متفرّغاً لدراسته الحوزوية، إلاّ أنه في الحقيقة كان يتحمّل مسؤوليات أخيه ذاتها في الحوزة العلمية بمدينة قم وسائر نقاط إيران. ففي الوقت الذي تحوّل بيت سماحة الإمام بالنجف الأشرف إلى منطلق لتصدير الثورة وقيادتها، فإن كل من إدارة شؤون البيت وتنظيم لقاءات قائد الثورة، وتسهيل قنوات اتصال المناضلين الضرورية مع النجف، وتقديم التقارير الواردة عن اتساع النشاطات الثورة في إيران، وإبلاغ أوامر الإمام إلى المناضلين، وكذلك توفير قنوات الاتصال الواسعة مع الفصائل المناضلة في الداخل، كل ذلك كان يتحمل مسؤوليّته السيد أحمد الخميني.

كان السيد أحمد سواء في المراحل الحسّاسة لنضال الشعب الإيراني المسلم، أم خلال هجرة قائد الثورة إلى فرنسا، أو أثناء عودته إلى أرض الوطن، ومن ثم مرحلة انتصار الثورة، كان المستشار الأمين والمدبّر الواعي والسياسي المحنّك ذا الأفق البعيد، والمجاهد الذي لا يكلّ أو يمل، والنصير المعتمد والمريد المخلص في خدمة والده، والذي قد كرّس كل جهده وهمّه لإحراز رضا شيخه على طريق نيل رضا الله.

إن الدور الفريد والنادر الذي لعبه السيد أحمد إلى جوار المشعل المتّقد لوجود الامام العزيز، كان منشأ بركات يمكن مشاهدة آثارها في كل مرحلة من مراحل تاريخ الثورة الاسلامية.

وبعد رحيل سماحة الامام، كان المرحوم حجة الاسلام والمسلمين السيد أحمد الخميني حاضراً في العديد من المؤسسات السياسية والثقافية لخدمة الثورة ونظام الجمهورية الإسلامية، وكان لا يألُ جهداً في أداء النصح وأداء الواجب. وبوصفه أحد الوجوه البارزة للثورة، كان موضع ثقة واستشارة القيادة ومسؤولي النظام.

أخذ السيد أحمد على عاتقه مسؤولية الاشراف على مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني (قدس سره) بدافع المحافظة على تراث قائد الثورة الإسلامية الكبير ونشر أفكاره وآرائه، ولم يألُ جهداً في استبدال المرقد الطاهر لسماحة الامام إلى مركز إشعاع للثورة الاسلامية.

وحينما ودّع السيد أحمد الدنيا الفانية بسبب عارض قلبي ألمَّ به في 17-3-1994، كانت مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني (قدس سره) ومجمع الحرم المطهّر لسماحة الإمام (قدس سره)، قد حقّقا المكانة والمنزلة التي تليق بهما.

وبناءً على الوصية التي تركها الفقيد السيد أحمد الخميني، أوكلت سدانة الحرم المطهّر لسماحة الامام ومهمّة الإشراف على مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني (قدس سره)، إلى ولده البكر سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن الخميني، لكي يبقى طريق الامام مشعاً دائماً، وتبقى ذكرى هذا العزيز خالدة أبداً.

إن أسلوب حياة الإمام الخميني (قدس سره) وبساطة عيشه لكونها نابعة من معتقداته الدينية، بقيت ثابتة لم تتغيّر في مختلف مراحل حياته وطوال مسيرة جهاده السياسي الحافلة بالأحداث.

لقد دهش الصحافيون الأجانب ومراسلو وكالات الأنباء العالمية، الذين سمح لهم بعد رحيل الامام بزيارة محل إقامة سماحته، دهشوا لمشاهدتهم البيت المتواضع ووسائل المعيشة البسيطة لقائد الثورة الإسلامية الكبير. وإن ما رأوه لا يمكن مقارنته بأي وجه مع نمط حياة رؤساء البلدان والزعماء السياسيين والدينيين في عالم اليوم.. إن أسلوب حياته وبساطة معيشته يعيدان إلى الأذهان الصورة التي كانت عليها حياة الأنبياء والأولياء والصالحين.


* كتاب لمحات من حياة وجهاد الإمام الخميني (قدس سره)، مركز الإمام الخميني الثقافي.

2013-04-20